يتوقع ان تتم خلافة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في رئاسة الامارات العربية المتحدة بلا مشاكل غير ان التنافس سيظل قائما ليس فقط داخل اسرة آل نهيان الحاكمة في ابوظبي، بل ايضا مع اسرة آل مكتوم التي تحكم امارة دبي الطموحة التي تشهد نموا وازدهارا كبيرين. وينص دستور الامارات على ان خليفة الشيخ زايد الذي توفي مساء امس الاول الثلاثاء يتم تعيينه من قبل اعلى سلطة قرار في الامارات اي المجلس الاعلى للاتحاد الذي يضم حكام الامارات السبع (ابوظبيودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وام القيوين). وكانت هذه الهيئة العليا تعمل باستمرار بشكل جيد وذلك في ظل السلطة السياسية والمعنوية والمالية للشيخ زايد باني الفدرالية و (والد الامة). ومن المقرر ان يخلف ولي عهد ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان النجل الاكبر للشيخ زايد بين اولاده ال19، منطقيا والده على رأس امارة ابوظبي الاغنى بين الامارات السبع ، بفضل النفط، وبالتالي على رأس الدولة الاتحادية. بيد ان مصادر دبلوماسية اشارت الى ان على الشيخ خليفة والذي تشير بعض المصادر الى اعتلال صحته، ان ياخذ في الاعتبار وجود اخيه غير الشقيق الشيخ محمد بن زايد الذي يعتبر اقرب الى الغرب من الشيخ خليفة المعروف بعلاقته الوطيدة مع القبائل. وقد فرض الشيخ محمد نفسه كمخاطب مسموع في الخارج خاصة في الغرب. ويضيف دبلوماسيون ان الشيخ محمد وان لم يبدر منه ما يشير الى سعيه الى خلافة والده فانه يظل الرجل القوي في ابوظبي. وقال دبلوماسي غير بعيد من اوساط الحكم في دول الخليج العربية، طلب عدم كشف هويته انه: من الناحية الشكلية الخلافة ستتم في كنف احترام التقاليد وسيخلف الشيخ خليفة والده.. على راس الدولة، معتبرا ان السلطة الحقيقية ستكون بين يدي الشيخ محمد بن زايد. غير ان مشكلة الخلافة قد تتعقد اكثر لاحقا في حال ابدى الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ثاني ابناء الشيخ زايد الذي اصبح مهمشا منذ تعيين الشيخ محمد نائبا لولي عهد ابوظبي، امتعاضا من الوضع الجديد بحسب مصادر دبلوماسية. واضافت المصادر نفسها ان ثقل اسرة آل مكتوم التي تحكم دبي ثاني اغنى الامارات السبع سيكون له ايضا اثره على تقاسم السلطات الاتحادية مستقبلا. وحاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم الذي يشغل ايضا منصبي نائب الرئيس ورئيس وزراء في الدولة الاتحادية والمولع بالخيول لا يبدو مهتما كثيرا بلعبة السياسة. وفي المقابل فان شقيقه الشيخ محمد ولي عهد دبي ووزير الدفاع الاماراتي يبدو الرجل القوي في الامارات والساعي الى وضع الامارات على درب النمو والتطور. غير ان دبلوماسيا رأى ان الثروة النفطية لابوظبي ستضمن لهذه الامارة الاستمرار في رئاسة الامارات (لان) ثروة دبي القائمة على الخدمات تظل هشة الى حد ما امام التقلبات. وتنتج ابوظبي حوالي 90 بالمئة من انتاج الامارات من النفط الخام البالغ حاليا 2.5 مليون برميل يوميا. وكان الشيخ زايد يستخدم هذه الثروة النفطية لتمويل مشاريع التنمية في باقي الامارات التي لا تملك ثروات طبيعية ذات قيمة. واتت وفاة الشيخ زايد غداة تعديل وزاري كبير الاول منذ سبع سنوات دخل بموجبه اثنان من ابناء الشيخ زايد الى الحكومة. فقد عين الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي كان وكيل وزارة الداخلية، وزيرا للداخلية وعين الشيخ منصور بن زايد الذي كان مدير مكتب رئيس الدولة، وزيرا لشؤون الرئاسة وهي حقيبة وزارية جديدة.