يقوم عدد من الغواصين في جدة يوم بعد غد الخميس بمهمة التخلص من الاعمال السحرية القابعة في قاع البحر، التي تكون معلقة في بعض الملابس أو الأحذية أو الحقائب، حيث سيتم انتشالها بدراية وتسليمها للجهات المختصة، التي تتولى القراءة عليها وفكها وتخليص الأبرياء من شرها، في أول حملة من نوعها لتنظيف اعماق البحر تحت شعار «بيئة بلا نفايات» . وتقام المهمة حول الجسور الثلاثة على البحر أمام فندق «هيلتون» على الكورنيش بمشاركة حوالي 100 غواص يساهمون في عدد من المهام الهادفة لإعادة تأهيل نمو المرجان الذي يعتمد عليه أكثر من 80% من المخلوقات المائية. ويتضمن البرنامج تنظيف الموقع من أسلاك وخيوط الصيد المتراكمة، والتي تشبه السجاد الذي اصبح يغطي المرجان، متسببا في القضاء على معظم حياة الكائنات الطبيعية، في اماكن معتادة لكثير من الأسماك والقشريات . ويساهم 150 طالبا من مختلف الفئات العمرية في البرنامج في اطار حملة بيئية واسعة تستهدف تنظيف اعماق البحر، برعاية الشركات الوطنية ضمن اعمالها في مجال المسؤولية الاجتماعية، سعيا الى حماية البيئة والحفاظ على الاحياء المائية في البحر وخاصة الشعاب المرجانية. وتقام فعاليات «بيئة بلا نفايات» تحت مظلة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيميائيات والذي يكرس وجوده لنشر الوعي في التخلص من النفايات بشكل مسئول وإعادة البيئة إلى شكلها الأصلي خالية من النفايات، ومن أهداف هذه الفعالية أيضا أن تكون إلهاماً لطلبة المدارس في المحافظة على البيئة البحرية ويستهدف البرنامج مواقع الغطس وأماكن انتشار الشعب المرجانية في كورنيش جدة برفع المخلفات من بينها مخلفات أنشطة بحرية وأدوات الصيادين أو ما يسمى الجلب أو الأسلاك، حيث يتوقع رفع 100 كيلو متر من هذه الاسلاك المستخدمة في الصيد . وقال مسئولو الشركات: إن البرنامج لا يستهدف تجميع المخلفات فحسب، وانما غرس ثقافة الوعي بأهمية الحفاظ على اعماق البحر من اجل الحفاظ على الشعاب المرجانية، التي يقدر عمرها بنحو خمسمائة مليون سنة. وأكد عدد من الغواصين حرصهم على المشاركة بمهمة تنظيف أعماق الشواطئ البحرية، وتنقيتها من المخلفات والشوائب لتحقيق نوع من التوازن البيئي، ولديهم الخبرة والاحترافية في إزالة النفايات من قيعان شواطئ البحر والعمل على تحفيز المجتمع على الابتعاد عن العادات السلبية التي تتسبب بشكل كبير في إفساد جمال منطقة الكورنيش وشواطئ جدة. من جهتهم، حذر باحثون من ان 60% من الشعاب المرجانية مهددة بالاختفاء بحلول عام 2030، مرجعين أسباب ذلك إلى الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يهدد مواطن كثير من الأسماك والقشريات وغيرها من الكائنات البحرية، وكذلك الجلب وشباك صيد السمك، التي تشكل الخطر الأكبر على الشعاب المرجانية.