عزيزي رئيس التحرير الحياة أجيال.. او هكذا يحلو للكثير من الكتاب وفلاسفة الكلمة ان يطلقوا على الفترة الزمنية التي يحبونها.. فمثلا.. هناك من قال في فترة ما ان هؤلاء الشباب هم جيل التلفاز.. ومن ثم جاء جيل الكمبيوتر.. وكذلك جيل الانترنت.. وجيل كرة القدم.. ومسميات لاجيال مختلفة ومتعددة. وتعودنا ان تبقى هذه المسميات لفترة لا تزيد على الخمس سنوات اذا طالت لكل جيل حيث نفاجأ بتغيير المسمى الى مسمى اخر.. ربما لافضل او لأسوأ. واليوم هو جيل.. "طاش ما طاش" ليس للشباب او الاطفال او النساء والشيوخ.. بل لجميع الاعمار والطبقات والثقافات والجنسيات والالوان فالجميع يشاهد طاش ما طاش.. حيث ان بعض الاخوة من الجنسيات الاجنبية كالفلبينيين والهنود والباكستانيين وغيرهم.. يحرصون على مشاهدة هذا البرنامج السعودي الذي يحمل على عاتقه مهمة معالجة بعض المشاكل والصعوبات والعقبات التي يتعرض لها المواطن والمقيم على السواء بالرغم من ان هؤلاء لا يعرفون لغة البرنامج ولكن كما يقال: ان لغة التلفاز لا تحتاج الى ترجمة وما جعلني اقول ان جيلنا اليوم هو جيل "طاش ما طاش". ليس لان المسلسل حاز على اعجاب ومشاهدة جميع المواطنين والمقيمين في المملكة ودول الخليج وبعض مشاهدي الدول العربية الاسلامية بل لان "طاش ما طاش" استطاع من خلال حلقاته الكثيرة ومراحله التي استمرت حتى الان (12) عاما ان يعالج العديد من المشاكل والتي كنا في حيرة من ذكرها او طرحها او حتى التفكير في حلول لها فقد تطرق في حلقاته الى مشاكل الرشوة التي كانت تدار بعصابات تحت الطاولة كذلك البطالة والتهور والمخدرات والفشل الدراسي والانتخابات البلدية ومشاكل الكفالة وغلاء المهور.. وتحكم بعض الاغنياء في مصير الفقراء والمتاجرة بالتأشيرات.. وتشويه سمعة الوطن بالداخل والخارج.. والشعراء المزيفون.. كنا في كل عام ننتظر هذا المسلسل بفارغ الصبر لمعرفة الاصلاحات والتطورات التي سيعالجها في قالب كوميدي مميز. وقد توج الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي وثالثهما مخرج المسلسل تميزهم عن بقية المسلسلات (التجارية) بالحلقة الثامنة والتي كتب نصها وسيناروها واخراجها عبدالخالق الغانم وهي الحلقة التي اثرت في مشاعر كل مواطن ومقيم بفكرتها البسيطة وتأثيرها القوي على نفوس المشاهدين.. شخصيا شاهدت دموع ابنائي (الشباب) وهي تذرف على قتل تلك الطفلة التي لا تتجاوز السابعة من عمرها وهي تدفن تحت الانقاض وبيدها حمامة سلام بيضاء وهم يرددون: ما ذنب هذه الطفلة.. واي جريمة في العالم تغتال تلك الابتسامة البريئة وباسم الدين؟ حاشا لله فالدين الاسلامي بريء من هؤلاء القتلة.. والمجرمين. اعود لاقول الى فريق "طاش ما طاش" الحالي وكذلك من كان له صلة به خلال السنوات (12) الماضية.. اقول لهم لقد اسستم لانفسكم مكانة خاصة بكم في قلوبنا وافكارنا لانكم ساعدتمونا في الخروج من الجحور الضيقة المظلمة لنعالج همومنا ومشاكلنا ومصاعبنا ونعترف ونقول: الاعتراف بالخطأ فضيلة.. ويفتخر السعوديون اليوم انهم بجانب كونهم جيل الانترنت والكمبيوتر والستالايت والتكنولوجيا والموبايل.. هم كذلك جزء من جيل "طاش ما طاش". والذي استطاع بكل ثقة وعزم واخلاص لدينه ومن ثم لوطنه ومليكه ان يصحح الاخطاء ويضع النقاط الصحيحة على الحروف الصادقة.. فبوركتم يا جيل (طاش ما طاش) وبورك معدنكم السعودي الاصيل. @@ د. محسن الشيخ آل حسان