(أوسع من الحب) كان العرض الخامس ضمن عروض الدورة الثالثة لمسابقة المسرح المفتوح (دورة ابراهيم صديقي) التي تنظمها جمعية الثقافة والفنون - فرع الدمام. المعرض اتكأ على نص من تأليف بهيجة ادلبي واخرجه ماهر الغانم وقدمته فرقة (مواهب) التي ضمت اكثر من (20) فردا ومجموعة من الفنيين والموسيقيين، ويعد من اكبر العروض التي قدمت في توظيف اعداد الممثلين وفي فضاء العرض وفي استخدام التقنية الفنية وحتى في مساحة العرض الزمنية. وبقي لنا بعض التساؤلات حول ما حققه العرض بعد كل هذا الجهد. اننا ودون ان نقلل من الجهد المبذول من المخرج والممثلين نقول ان بطل العرض هو الحماس والحب للمسرح من قبل الجميع وبدا ذلك واضحا في الاجتهاد والحركة التي وصلت احيانا الى درجة الافتعال لا الانفعال وايضا في استدعاء شخصية الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس بل والايحاء بان العرض تعبير عن حياة هذا الكاتب وكذلك ترديد الكثير من العبارات حول المسرح كونه رديفا للحياة وان من يملك المسرح يملك الحب والامل. مشاهد عديدة قدمتها المسرحية يربطها هذا الخيط (صراع ونوس مع المرض والموت - الصراع مع اليأس والألم- الحب والأمل- الإيحاء عبر الديكور بأننا في مستشفى - وغيرها) اشياء كثيرة قالها العرض دون ان يتوقف ليعمق مفهوما ما فقد اصر ان يقول كل شيء تكلم وسخر وغضب وحزن واستعرض كل الآلام وجلد الذات واستدعى كل قضايانا وانتقد واقعنا، وجسد امراضنا، وسخر من رؤيتنا وقرر ما ينفعنا وما لاينفعنا، كل ذلك وفق رؤيته وبشكل ادبي كأنة اراد ان يقول كل شيء ويمضى في رؤية اقرب ما تكون الى ما يسمى ب (المسرح الأسود) مع الفارق في الامكانات والأداء ولعل هذا الحماس من تجسيد كل ذلك سواء على مستوى الفرد (سعد الله ونوس) او على مستوى الأمة (الأمة العربية) اوقع العرض في التكرار (الحركي والحوارى) واستخدام رموز فاقدة لرمزيتها (لبس وخلع الأقنعة) (الطفل القابع بين الورود) اقصى يسار المسرح (المنتجع اقصى يمين المسرح وهما خارج دائرة الرؤية البصرية للتلقى) وعدم الوقوف لتعميق مفهوم ما، واستخدام المجاميع للتشكيل الاستعراضى لالتوظيفها في النص لتوظيفها فنيا وبدا ذلك عبر حركاتها الصامتة المتكررة وحواراتها داخل العرض سواء الفردية او الجماعية. ورغم ان هناك الكثير الذي يمكن ان يقال الا ان كل ذلك لا يحول دون وجود جوانب ايجابية عديدة فنيا واخراجيا وتقنيا يمكن الوقوف عندها وكذلك اجتهاد العديد من الممثلين خاصة منتظر داوود، هيثم حبيب، ومسبح المسبح، وربما آخرون لا اذكر اسماءهم. عموما نحن نحيى كل جهد ونأمل ان يصل الى درجة الاتقان وبقى ان نشيد بالفرقة الموسيقية وباقى عناصر العمل فنحن لم ننس للحظة اننا امام هواه امامهم عقبات كثيرة حاولوا تخطيها لذا كان الحماس والحب للمسرح ابطال العرض كما اشرت. الندوة شارك في الندوة التطبيقية بعد العرض د. عبدالله العساف والكاتب والممثل المسرحي علي الغوينم ومخرج العرض ماهر الغانم. د. العساف في مشاركته اثنى على العمل واشار الى اتكاء النص على مقولة سعد الله ونوس: نحن محكومون بالحب والامل وقال ان المخرج اضاف العديد على النص وقدم تحية للعرض مبديا اسباب ذلك في التعبير عن حلم الشباب بمجموعة من اللوحات وافتتاح العمل بعزف على العود كرمز للاصالة واستخدم اللغة العربية باجاده وتوازي الموسيقى مع الاحداث والاضاءة التي خدمت العمل عدا بعض المشاهد. واكد د. العساف ان المخرج اضاف جوا احتفاليا على العمل واجرى مقارنة بين النص المكتوب والعرض كانت كلها لصالح العرض من تحول للشخصيات وتحول من الحركة واختصار حوار النص المكرر وكذلك بالنسبة للفضاء المسرحي الذي قيده النص واطلقه المخرج، وايضا التخييل الفني المحدود في النص قابله تخييل فني واسع من المخرج في الحركة والتتالى في الاحداث وغيرها. وفي النهاية اشار الى ان المخرج رغم ذلك كان امينا على الفكرة وان العمل كان مخدوما بشكل جيد على جميع المستويات. الفنان علي الغوينم في مداخلته قال: شاهدت مجاميع وعملا جيدا ومحاولة من المخرج لتطوير النص بشكل افضل، وبين ان تقسيم المسرح اعاقه عن المتعة وتمنى امنيات كثيرة منها لو ان التركيز تم على بعض المشاهد، ولو ان الاضاءة كانت موظفة حتى لا تشغل المتلقي عما يحدث على المسرح من حوار، ولو ان الفضاء المسرحي كان محددا ولو ان المخرج اخذ جزئية مثل الموت والحياة ولعب عليها. واضاف الغوينم ان في العرض سردا كثيرا وحوارات كثيرة وتفسيرات لما يحدث على الخشبة وان المسرحية كان لها اكثر من نهاية. المداخلات الفنان ابراهيم جبر بين في مداخلته باستمتاعه بالعرض وجموع الممثلين وعلق على اتساع الفضاء المسرحي. القاص عيد الناصر: اثنى على العرض واشاد بحركة الممثلين على المسرح دون ارباك للعرض وكذلك ادارة المخرج لفريق العمل. الناقد محمد العباس: اشار الى استمتاعه بالعرض وقدم بعض النقاط منها ادارة المخرج للفريق المشارك وللفراغ وانحيازه الى ما يسمى بالمسرح الاسود واشار الى ان العرض كان له اكثر من نهاية وان المسرحية انتهت قبل المشهد الاول وكان هناك شيء من التهريج استجاب له المتفرج ولكنه لم يخدم العرض وتحدث عن اتساع العرض واستجابة المخرج لمسرح سعد الله ونوس وهو مسرح خطابي وفي النهاية قال العباس ان العرض ناجح عندما لعب على اوتار الجماعية واحدث نوعا من التواصل الشعوري. بعد العباس كانت هناك مشاركات اخرى لرئيس فرع الجمعية عبدالعزيز السماعيل ورئيس قسم المسرح راشد الورثان وغيرهما.