مع مغريات المحطات الفضائية التي تستغل تصفيد الشياطين في هذا الشهر الكريم فتتفنن في القيام -بالوكالة- بما عجز أبليس اللعين وجنده عن أدائه طوال السنة بما تقدمه من برامج ومسلسلات (وقلة حيا) .. أحاول في رمضان أن ابتعد عما يجرح الصيام -وما أكثره - في محاولة للخلوة مع النفس والتأمل في الذات والكون والحياة وهي رياضة نفسية عظيمة الأثر لمن يمارسها ..( خلوني أسوي نفسي مفكرة شوي وأتفلسف عليكم ) .. في هذا الشهر اقطع صلتي بالتلفازبشكل كبيرعلى عكس الكثيرين الذين يداومون من محطة الى محطة حتى الشعور بالنعاس وفغر الأفواه المتثائبة مثل سيد قشطة ثم التهام وجبة السحور(وأديها نومة)! .. ولم يعدني للتلفاز سوى الحديث المتداول عن مسلسل الكاتبة/ فجرالسعيد شقيقة الشاعرالكويتي المعروف/ طلال السعيد التي طلعت لنا بين عشية وضحاها كاتبة لا يشق لها غبار دون سابق انذار مما يدعم ما يقال أنها تستأجر من يكتب لها هالقصص بحواراتها الطويلة وأن دورها يقتصر على خلجنتها وتبهيرها !!. هذا مايهم .. المهم هو ما تطرحه من إسفاف في قصصها ومسلسلاتها التي يجب أن يمنع غير البالغين من مشاهدتها فهي تركز على عرض الانحرافات والممارسات الخاطئة خصوصا من الشباب والشابات بشكل مكثف وكأنها تدعوا بشكل غير مباشر الى (شرعنتها) والى إلفتها والتعود عليها ..هذا من جانب ومن جانب آخر تسيء إلى المجتمعات الخليجية بتصويرها على أنها بؤر فساد(أعجبتني بؤرهذي) وأشبه ما تكون بعلب الليل والكبريهات .. صحيح أن في كل مجتمع ساقطين وساقطات لكن لمصلحة من تسليط الضوء على حثالة المجتمعات ( والناس اللي ماهي متربية؟؟) ولماذا تقدم النماذج السيئة بهذا الحجم وهذا الابهار؟؟ طبعا هذي السنة زادت جرعة الجرأة لدى بنت السعيد فلم تخل حلقة من حلقاتها - حسب من تابعوها - من هز الوسط (ولا أقدعها رآصة) دون مراعاة لقدسية الشهر (يا بت اختشي على دمك؟).. كان ممكن(نمرأها ونبلعها) لولم تكن الكاتبة والمنتجة خليجية وبنت بدو مثل ما يقول أخوها طلال في قصيدة (حنا بدو يا تارسة عينك شدو): كلمه بدو تعني التمسك بالجذور ماهو التخلف والجهل ولا بعد حب الظهور ولا التنكر للأهل!! فتمسكي بجذورك يافجر أزين لك..