ان العراق بات في حال أفضل بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين رغم المصاعب الحالية التي تواجه العراقيين والأميركيين معا. المشكلة إدعاء المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية السيناتور جون كيري بأن لديه رؤية أفضل وأدق من تلك التي يملكها رئيس الحكومة العراقية المؤقتة الذي يقول مور إن نسبة تأييده بين العراقيين تبلغ 73% بينما لا تتعدى نسبة تأييد كيري بين الأميركيين ال48% وفقا لأحدث استطلاعات الرأي. اننى كنت في العراق في الفترة ما بين يوليو 2003 وأبريل 2004 حيث اقمت العديد من استطلاعات الرأي وقدمت استشارات للحاكم الأميركي المدني السابق بول بريمر بشأن آراء الشارع العراقي. ووجدت ان العراقيين متفائلون بمستقبل بلادهم رغم التشاؤم الذي يبديه المناوئون للرئيس بوش أمثال كيري ومايكل مور. إن استطلاعات الرأي الواسعة النطاق تظهر إن العراقيين يرون أن الوضع في بلادهم آخذ في التحسن. ويقول إن استطلاعا أجري الصيف الفائت خلص إلى أن أكثر من نصف السكان يعتقدون أن الأمور سائرة على مسارها الصحيح و72% أعربوا عن أملهم في أن يوفر لهم التحول الديموقراطي السلام والاستقرار وحياة أفضل، فضلا عن أن 75% من العراقيين يريدون أن يقوموا هم باختيار رئيسهم وليس تعيينه من قبل المشايخ . المهم أن العراقيين ومساندي حقوق الإنسان يرون عكس ما يراه جون كيري الذي صرح مؤخرا بأن همجية صدام حسين لم تكن بحد ذاتها سببا مقنعا للذهاب إلى الحرب. فى حين يقول ناشطون عراقيون ان صدام حسين عذب وقتل أكثر من 750 ألفا من أفراد شعبه والاستطلاعات الأخيرة تظهر أن العراقيين يقولون بأن الإطاحة بنظام صدام حسين تستحق ثمن المصاعب الحالية التي يواجهونها، ويرون أن صدام حسين هو بحد ذاته سلاح للدمار شامل. كما تشير تقارير منظمة اليونيسف التي قدرت معدل الوفيات من الأطفال الذين قضوا من سوء التغذية والأمراض ب 5000 شهريا في الوقت الذي استغل فيه النظام العراقي برنامج النفط مقابل الغذاء لبناء قصوره وعقد صفقات مع السياسيين الفرنسيين. إن العراقيين مذهولون لأنهم وجدوا أن أحدا ما يكترث لآرائهم السياسية ويبدون تعاونا تاما مع فرق تقصي الآراء. ولكننا نحذر مما سيحصل فيما لو وصل كيري للمكتب البيضاوي ونفذ ما أعلنه عن سحب القوات الأميركية من العراق في غضون 6 أشهر، الأمر الذي من شأنه ترك الساحة للمتطرفين والمتمردين العراقيين والأجانب، خصوصا وأن بعض الدول المحيطة بالعراق تساند حركات التطرف في محاولة لإفشال التجربة الديموقراطية العراقية التي قد تنعكس سلبا على أنظمة هذه البلدان.