يظهر لدى بعض الاطفال اثناء المراحل الدراسية قصور في بعض الجوانب التي تعيق ايصال المعلومات لهم وفهمها كعدم القدرة على نطق بعض الحروف والصعوبة في الهجاء. وقد تعرضهم تلك الصعوبات للسخرية من المقربين منهم لاعتقاد البعض بان مثل هذه الصعوبات تعتبر من علامات الغباء. والامر لايصل الى هذا الحد لان اي صعوبة يمكن التغلب عليها لانها مجرد قصور تتم معاملته بطرق علمية مدروسة وعلى ايدي المختصين بما يسمى بغرف مصادر التعلم. وهناك فهم خاطئ لدور هذه الغرف فأولياء امور بعض الطالبات والطلاب يرفضون ادراج اطفالهم في دورات تأهيلية تقام فيها. (اليوم) من خلال هذا الاستطلاع تحاول ايضاح دور هذه الغرف واهمية ضرورة التعامل مع هذه الغرف ودفع الطلاب والطالبات للمشاركة في برامجها دون ان يشعروا بانهم اقل من غيرهم. المرشدة الطلابية انقذت الموقف في البداية تحدثت الينا ام عبدالله حسين القطري وهي والدة لطالبتين احداهما تحتاج الى الدخول في برنامج بإحدى غرف مصادر التعلم حيث قالت: عندما واجهتني المدرسة بان احدى بناتي لديها صعوبات ارتفع ضغطي وشعرت بان المقصود هو ان ابنتي متخلفة عقليا قطعت استمارة كانت مخصصة لتسجيل بيانات انضمام ابنتي لأحد البرامج المدرجة في غرف مصادر التعلم في مدرستها ورميتها وانا غاضبة في وجه احدى المدرسات ورفضت التوقيع عليها بالموافقة حتى جاءت المرشدة الطلابية في مدرسة ابنتي واوضحت طبيعة الامر وحقيقته الا انني رغم موافقتي لاازال اشعر بان لدى ابنتي امرا يعيبها ويجعلها اقل شأنا من الاخريات. الموافقة الخيار الافضل ويقول شاكر عبدالله المحسن لدي ابنتان لديهما صعوبات مشتركة فكلتاهما تعانيان قصورا في معرفة مواضع المدود وكيفية استخدامها وكتابتها. وكنت اخشى ان يصيبها الاحباط لانهما الوحيدتان اللتان ستدخلان في برنامج تأهيلي في غرف مصادر التعلم من بين الطالبات في فصلهن الا ان الامور سارت على خير مايرام وتحسن وضعهما وانعكس ذلك التحسن على مستواهما الدراسي وانا سعيدة لانني وافقت على دخولهما للبرامج التي ساعدتهما في ذلك لان تلك الموافقة كانت الخيار الافضل والخطوة التي جعلتهما ترتقيان بمستواهما الدراسي. بداية الفكرة ولمعرفة قصة بداية فكرة تأسيس غرف مصادر التعلم كان لنا لقاء مختصر مع فوزية الشهراني مساعدة المرحلة الابتدائية بمكتب الاشراف بمدينة القطيف والتي اوضحت ان فكرة غرف مصادر التعلم نشأت بعد اكتشاف حالات عديدة لاطفال لديهم الصعوبات التي تعيقهم عن التعامل مع المناهج الدراسية وفهم دروسها فهناك اطفال لايفهمون اللغة ولكنهم ليسوا صما وبعضهم لايستطيع الرؤية والادراك البصري وهم ليسوا مكفوفين ومنهم من لا يستطيع التأقلم مع الوسائل التعليمية الا انهم غير متخلفين عقليا وحول البداية الفعلية لانطلاق برامج غرف مصادر التعلم قالت: بدأ تطبيق الفكرة على ارض الواقع عام 1417ه في مدارس الظهران بمدينة الخبر وطبقت بعد ذلك في القطيف عام 1420ه واول مدارس القطيف التي اسست فيها غرف مصادر التعلم المدرسة الابتدائية الرابعة من خلال غرفتين جهزتا لهذا الغرض وحظيتا باهتمام وقبول ملحوظين من الهيئة الادارية والمعلمات واولياء الامور والطالبات وهناك مثل هذه الغرف في الابتدائية الاولى بعنك والابتدائية السابعة في القطيف والابتدائية الاولى في سنابس وغيرها من المدارس. واضافت: في البداية كانت هناك ردود افعال غاضبة عند دعوة اي طالبة لدخول هذه الغرف وكانت هذه الردود الانعكاسية صادرة من اولياء الامور وتمت معالجة الامر بعد ذلك ولدينا توجيهات وخطط لتأسيس غرف مصادر التعلم في جميع مدارس محافظة القطيف بواقع غرفتي مصادر في كل مدرسة على ان يتم التركيز على الغرف الخاصة بمادة الرياضيات كونها المادة الاكثر احتياجا لبرامج تأهيلية في غرف مصادر التعلم. تسهيلات الوزارة اللازمة قدمت وزارة التربية والتعليم العديد من التسهيلات لدعم اهداف غرف مصادر التعلم من خلال تصنيف الغرف على حسب قدرات الطالبات فهناك غرف خاصة بضعاف السمع واخرى لحالات التخلف العقلي البسيط. وفي هذا الصدد اوضحت مديرة مكتب الاشراف في محافظة القطيف صباح احمد الصالح ان المكتب منح الدكتورة نوال حسن خاطر الصلاحيات اللازمة للاشراف على غرف مصادر التعلم بمحافظة القطيف وهي تقوم بالاتصال المباشر مع مسئولي هذه الغرف والقائمين عليها لتذليل الصعوبات التي تعيق عملهم. وكشفت صباح احمد الصباح ان المكتب يملك عددا وافرا من المعلمات المتخصصات في مجال الصعوبات وهن مؤهلات بدورات تدريبية عقدت في جامعة الملك سعود واستطردت قائلة: من ابرز المدارس التي نجحت فيها تجربة غرف مصادر التعلم الابتدائية الاولى في عنك, الابتدائية الاولى في العوامية, الابتدائية السابعة في القطيف, الابتدائية الاولى في سنابس وكل غرفة مجهزة بالادوات التعليمية والالكترونية اللازمة كأجهزة الحاسب الآلي وآلات التصوير واللوازم المكتبية وسيتم توفير الغرف وتجهيزها بشكل تدريجي في كل مدارس القطيف في المرحلة المقبلة. الدور الاعلامي وللحديث عن الدور الاعلامي الذي يقوم به قسم الاعلام التربوي والعلاقات العامة في مكتب الاشراف بمحافظة القطيف التقت (اليوم) برئيسة القسم امتثال عبدالعظيم السعود حيث قالت: تولى القسم اقامة المحاضرات عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة وذلك لتوجيه الامهات ودعوتهن للحضور للاستماع اليها الى جانب التنسيق مع وسائل الاعلام لابراز دور غرف مصادر التعلم وتوزيع المطبوعات والمنشورات الكفيلة بالترويج لبرامج مصادر التعلم وكذلك نشر التقارير المفصلة لانشطة هذه البرامج عبر الصحف وتضمينها للاصدار السنوي للمكتب وهناك توجه لاضافة وصلة خاصة بها في الموقع الالكتروني لمندوبية تعليم البنات في القطيف بشبكة الانترنت. معاناة مشرفي الغرف سارة القحطاني مشرفة برنامج صعوبات تعلم الابتدائية الثانية في صفوى كان لها رأي في هذا الاستطلاع حيث قالت: واجه العديد من اولياء الامور المتفهمين لدور غرف مصادر التعلم خصوصا اذا كانوا حاصلين على مستوى تعليمي متقدم اما اولياء الامور غير المتعلمين فالوضع معهم مختلف فهم لايتعانون معنا ويعتقدون ان الحصص المخصصة لغرف مصادر التعلم ماهي إلا لتقوية الطالبات في بعض المواد. واضافت: لابد من وجود تعاون بين البيت والمدرسة لكي تحقق هذه الغرف اهدافها فهذا التعاون سيجعل معلمة غرفة مصادر التعلم قادرة على تحسين أوضاع الطالبات وتذليل الصعوبات التي يوجهنها واستطردت قائلة: هناك العديد من الخطط المستقبلية لدى الاستاذة جوهر الحمد بصفتها رئيس شعبة التعليم الخاص في مكتب الاشراف تتضمن افتتاح مالايقل عن خمسة مراكز في كل من الدماموالقطيف وصفوى لتخصيص غرف مصادر التعلم لمادة الرياضيات وذلك لحاجة الطالبات لذلك. دور المدارس والمعلمات لكل مدرسة دورها في ابراز اهمية البرامج المقامة في غرف مصادر التعلم ولايضاح هذا الدور تقول مديرة المدرسة الابتدائية السابعة بالقطيف ابتسام الحزيم: للمدرسة دورها الهام في دعم برامج غرف مصادر التعلم من خلال توفير التجهيزات الاساسية وتأثيث الغرف المناسبة التي تختلف بالطبع عن الفصول الدراسية لانها عبارة عن فصول للتعليم الانفرادي ومن اهم تجهيزات الغرف الحاسب الآلي, واجهزة التسجيل والعرض وختمت الخزيم قائلة: اود ان يعرف الجميع ان الطالبة التي تنضم لغرف مصادر التعلم تعد متميزة بذكائها الطبيعي ولاتعاني اي مشاكل عقلية او اضطرابات نفسية وانما تحتاج فقط لتنمية بعض المهارات وهذا امر طبيعي يمكن القيام به واستيعابه. وحول دور المعلمات في دعم برامج غرف مصادر التعلم التقينا بالمعلمات هدى الاوجامي, نعيمة العنبري, زينب الحبيب حيث كشفن انهن يؤهلن الطالبات للدخول لهذه الغرف من خلال اختبارات اكاديمية تصنف الطالبات على حسب الصعوبات التي تواجهن واوضحن ان اولياء امور الطالبات يتعاملن معهن بما يتوافق مع الخطة التربوية الفردية لكل طالبة لديهن. وختمن بالاشارة الى ان وزارة التربية والتعليم تدعم المعلمات بدورات تأهيلية لاكسابهن الخبرات الداعمة لعملهن في هذه الغرف وتمنحهن زيادة تشجيعية عبارة عن 30% من رواتبهن كبدل للتربية الخاصة ويخصص لكل معلمة احدى وعشرون حصة يحضر فيها سبع طالبات في كل حصة. غرف مصادر التعلم تساعد الطلاب على تجاوز الصعوبات الدراسية