عزيزي رئيس التحرير استطاعت المملكة في فترة زمنية وجيزة ان تنال السبق في مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها مجال التربية والتعليم الذي توليه اهتماما بالغا لانه يعنى بالناشئة الذين هم مستقبل الامة وثروتها الحقيقية ان شاء الله وهو اهتمام ادى الى رعاية الفئات الخاصة والعناية بها الامر الذي جعل المملكة تتبوأ مكانا مرموقا بين دول العالم في مجال التربية الخاصة. وتعتبر البداية الفعلية لتعليم الفئات الخاصة بشكلها النظامي عندما اصدر رائد التعليم الاول في المملكة العربية السعودية، خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله حينما كان وزيرا للمعارف، قرارا بانشاء اول معهد للمعوقين وهو معهد النور ومن ثم واصلت وزارة التربية والتعليم مسيرتها في اهتمامها بذوي الاحتياجات الخاصة. فالتربية الخاصة تهدف الى تربية وتعليم وتأهيل الاطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بفئاتها المختلفة. ومن ابرز هذه الفئات التي لقيت الاهتمام والدعم من وزارة التربية والتعليم بقيادة معالي وزير التربية والتعليم أ. د. محمد بن احمد الرشيد وكذلك من الامانة العامة للتربية الخاصة باشراف الدكتور ناصر بن علي الموسى الذي سار بعد توفيق الله بالتربية الخاصة في المملكة الى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال فئة ذوي صعوبات التعلم، ويمكن تعريف صعوبات التعلم بانهم الاطفال الذين يظهرون اضطرابات في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الاساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة، او اللغة المنطوقة، والتي تبدو في اضطرابات السمع والتفكير والكلام والقراءة والاملاء والحساب والتي لا تعود الى اسباب تتعلق بالاعاقة العقلية او السمعية او البصرية او الى اي ظروف اجتماعية او نفسية اخرى. وقد بدأ تنفيذ برامج صعوبات التعلم في المملكة مع بداية العام الدراسي 1417/1416ه، حيث كان عدد البرامج عند بدء التنفيذ اثني عشر برنامجا.. في منطقة الرياض خمسة برامج، وفي المنطقة الشرقية اربعة برامج، وفي محافظة جدة ثلاثة برامج الا ان هذه البرامج انتشرت اثر ذلك بشكل سريع جدا اذ بلغ عدد المدارس التي تطبق فيها برامج صعوبات التعلم في العام الدراسي 1425/1424ه (552) مدرسة موزعة على مختلف انحاء المملكة بالاضافة الى تسعة مراكز مسائية. والهدف من هذه البرامج هو اكتشاف التلاميذ الذين يعانون من صعوبات تعلم في المدارس الابتدائية وتشخيص صعوبات التعلم لديهم ووضع الخطط المناسبة لكل فرد وتنفيذها. ويتم تعليم الطلاب ذوي صعوبات التعلم في غرفة المصادر في المدرسة العادية وغرفة المصادر هي نظام تربوي يحتوي على برامج متخصصة تكفل للطالب تربيته وتعليمه بشكل فردي يناسب خصائصه واحتياجاته، وقدراته، في حين انها تفسح المجال امامه ليتعليم في الفصل العادي ليس المعلومات والمهارات الاكاديمية فحسب بل والتفاعل الاجتماعي والتواصل مع الاخرين. @@ عبدالله بن علي الربيعان قسم التربية الخاصة كلية التربية جامعة الملك سعود