موضة جريئة وظاهرة جديدة بدأت في الانتشار بين أوساط الجنس الناعم مؤخراً.. الا وهي الشعر المستعار أو الباروكة . فأصبح الكثيرات يرتدينها بكل ثقة في كل مكان وبعدة ألوان وأشكال. ( اليوم) حققت لمعرفة الدوافع والأسباب. في البداية التقينا بنساء أيدن هذه الظاهرة، تقول (رهف- 21 سنة): الباروكة ليست ظاهرة جديدة بالنسبة لي فقد ارتديتها قبل ثلاث سنوات، وكانت على شكل القصة القصيرة الدارجة في تلك الأيام ال BOY، وكان لونها فاتحا بينما شعري أسود فاحم وطوله يصل لحد الكتف. وهي في الحقيقة ليست لي بل تخص صديقتي واستعرتها منها بعد أن جربتها عندها وأعجبتني، فقد غيرت شكلي تماماً.. جعلتني أبدو أنعم وأكثر أنوثة كنجمات السينما!.. وأول مرة ارتديتها وقفت أمام المرآة مذهولة لجمالي!.. وقد لاحظت نفس الانبهار في عيون البنات عندما ارتديتها في إحدى الحفلات، حيث كنت مدعوة من إحدى الصديقات التي كانت تعلم أنه ليس شعري الحقيقي، وقد طلبت منها الا تخبر أيا من المدعوات.. وفي الحقيقة كان من الممتع رؤيتهن يحدقن بي طول الوقت فقد زادني ذلك ثقة أكبر بالنفس. جميعهن كن يسألن أين قصصت شعرك؟.. أين صبغته؟ ( رحاب- 21 سنة): تؤيد الباروكة لأنها تغير وتجمل أكثر من المكياج، وقد جربت الباروكة ووقعت في موقف محرج. تحكي لنا رحاب ما حدث قائلة: اشتريت باروكة أقصر من شعري ووضعتها في زيارة لصديقة لم أرها منذ مدة طويلة، وكانت شقيقتها الصغرى موجودة معنا.. وبعد شهرين دعيت لحضور حفل خطوبة صديقة أخرى، وذهبت بشعري الطبيعي.. وهناك رأيت صديقتي التي زرتها قبل شهرين ومعها شقيقتها، وعندما لاحظت علامات الدهشة والتعجب عليهما اضطررت للاعتراف، فقد أشفقت عليهما، خاصة الأخت الصغرى التي تساءلت بحيرة اتعبتها: كيف طال شعرها هكذا في شهرين؟؟! . (أماني)- 26 سنة- تحكي لنا تجربتها الشخصية مع الشعر المستعار قائلة: احترقت أطراف شعري واضطررت لقصه ولم يعجبني شعري وهو قصير فاستخدمت ذيل حصان مستعار بنفس لون شعري معه مشبك للتثبيسكان يبدو طبيعياً جداً. وبعد أن طال شعري تخليت عن الباروكة . وفي زيارة لأحد المراكز النسائية، لفت انتباهنا سيدة في العقد الثالث من عمرها تجرب باروكة شقراء متوسطة الطول، وبعد تجربتها مباشرة قررت شراءها.. سألت مديرة الصالون عن السعر، فأجابت: 80 ريالا. وبينما هي تحاول تخفيض السعر قليلاً، قاطعناها لنسألها: ما السبب الذي دفعك لاقتناء هذه الباروكة؟ فقالت رافضة ذكر اسمها: بصراحة اشتريتها لأجل زوجي. أريد أن أكون له امرأة جديدة في كل يوم سواء بالتسريحة أو المكياج أو الأزياء . وسألناها ما رأيها في الباروكة بشكل عام، فأجابت: الباروكة كانت موضة أيام السبعينات وقد عادت الموضة لتفرض وجودها من جديد. سواء بيننا نحن النساء العاديات أو الفنانات.. وأنا من المؤيدات للباروكة فهي إلى جانب أنها تزيد من جمال المرأة وتصغر من عمرها سنوات، فهي أيضاً تنفع للطوارئ.. فأحياناً لا يكون لدينا نحن النساء وقت للذهاب للكوافيرة لعمل تسريحة بسبب انشغالنا مع البيت والأولاد فنلجأ للباروكة التي تختصر لنا الكثير من الوقت والجهد، وهي مناسبة جداً للحفلات . تركناها لتدفع ثمن الباروكة وعلى وجهها ابتسامة عريضة فرحة بال LOOK الجديد. وخرجنا من الصالون وتوجهنا للمجمع النسائي- أحد معالم كورنيش الدمام- حيث دخلنا أحد المحلات التي تبيع الشعر المستعار بالجملة، وكان لنا حوار سريع مع الموظفة في المحل ( أمل عبد العزيز)- 28 سنة- والتي تحدثت إلينا قائلة: أنا شخصياً لا أؤيد استخدام الشعر المستعار ولكن هناك نساء في حاجة له، كاللاتي يعانين عيبا في شعرهن أو من خلقن بلا شعر.. وهناك أيضاً من يخضعن للعلاج الكيميائي حيث يفقدهن شعرهن فيضطررن لشراء البديل. وأنا سعيدة لأننا بهذا المحل الصغير نوجد الحل لمشاكلهن . وتابعت قائلة: هناك فتيات لا يشكين من أي عيب أو مرض ولكنهن يشترين الباروكة لمجرد التغيير.. وهناك من يأتين للمحل للتجربة بغرض التسلية.. وهناك من يأتين لتجربة باروكة شقراء بغرض التأكد من مدى ملاءمة اللون الأشقر لبشرتهن قبل صبغ شعرهن . وعن أسعار الباروكات قالت: السعر على حسب طول وكثافة الباروكة، وتتراوح الأسعار بين 80 و100 و150 و250 . وأضافت: نستورد الباروكات من الخارج. وأكثرها من أمريكا.. منها ما هو شعر حقيقي ومنها ما هو اصطناعي . واختتمت (أمل) حديثها إلينا ساخرة: الظريف أن أكثر الفتيات اللاتي يترددن على المحل من المراهقات المهووسات بأغنية (البرتقالة) واللاتي يطلبن شعرا مستعارا أسود وطويلا جداً.. تماماً كالبرتقالية وأخواتها!. في النهاية بقي أن نعرف رأي الدين في هذه الظاهرة: يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتابه القيم: (من الأحكام الفقهية في الفتاوى النسائية): لا يجوز أن تلبس المرأة الباروكة حتى لو كان بقصد التزين للزوج، فهي من الوصل الذي تستحق فاعلته اللعن والعياذ بالله، فقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة.