حب الزينة أمر فطري يختص كل جنس بزينته المنفردة عن الآخر، إلا أن الزمن قد أحدث بعض التجاوزات على بعض منها سواء من الجنسين أو على المستويات العمرية، إلا أن «الشعر المستعار» أو ما يسمى ب «الباروكة» تعد زينة مشتركة بينهما جميعاً صغاراً وكباراً،نساء ورجالاً. وعلى رغم أن الفتيات «نشأن في الحلية» حرصن على التسابق للوصول إلى لقب «الأجمل» بين الفتيات الأخريات في المناسبات من خلال التزين بأجمل مكملات الزينة، إلا أن بعضهن باتت غير راضية عن مظهرها الخارجي، لتميل كل الميل إلى ما يجددها بتغيير شكلها على قدر المستطاع، وفي حالة الإخفاق تضطر لأن تدخل عالم «الاستعارات» كأن تستعير بعض خصلات الشعر أو الشعر بكامله بارتدائها ل «الباروكة» متنقلة في اختياراتها ما بين القصير والطويل والأسود والأشقر. أما الشبان فبحكم الوضع الاجتماعي الذي يرفض بعض القصات المعينة لتسريحة الشعر، جعلهم يلجؤون إلى ارتداء «الباروكة» ذات الشعر الطويل المجعد أو ما تسمى ب «الكدش»،حيث يرتديها البعض منهم خلال المناسبات العامة كالمناسبات الوطنية مصبوغة باللون الأخضر، أو أثناء تشجيعهم لفريقهم المفضل، أو حتى بدون مناسبة خاصة. أما الفئة الأخرى فيرى البعض على أنه من الطبيعي ارتداؤهم «باروكات الشعر»، حيث لعب السن دوره في تخفيف وتساقط خصلات شعرهم حتى أصيبوا ب«الصلع». من جهة أخرى فإن التحليل النفسي للبس «الباروكة» لكل فئة يختلف بحكم السن والجنس، إذ يرى المستشار النفسي وتطوير الذات الدكتور علوي عطرجي أثناء حديثه مع «الحياة»، أنه من الطبيعي أن تستعين الفتاة بارتداء الشعر المستعار كونها ناتجة من حب الزينة وحب التغيير، لتظهر الأنثى بصورة جميلة وتحصل على نقط الإعجاب ممن حولها بأي وسيلة كانت سواء طبيعية أو مصطنعة. وفي ما يتعلق بالشبان فإن تحليلهم النفسي يسلك مسلكاً آخر فيوضح عطرجي أن ارتداءهم ل «الباروكات» دليل على إحدى ثلاثة أمور، إما ناتج عن الشعور بالنقص والذي يعاني منه الشبان وخصوصاً في العمر بين ال 14-21 عاماً والتي تمثل مرحلة الخطر لهم، حيث يبدأ الشاب برسم هويته متأثراً ومقلداً لبعض الشخصيات من خلال وسائل الاتصال الحديث بالإعلام الأجنبي والخارجي، مشيراً إلى أن تقدير الذات لديهم قد يكون منخفضاً، فيضطر إلى القيام بأي شيء مخالف للمنظر الطبيعي، أو قد تكون لديه محاولة إرضاء الغرور وتحقيق رغبات أطراف أخرى كرغبات أصدقائه أو وجود أحد في حياته يريد أن يرضيه، وهناك أمر ثالث وأخير إذ قد يكون السبب هو دليل على الشذوذ، فيقوم الشاب بتلبية رغباته الداخلية التي يعاني منها فيترجمها بهذه الطريقة. ومن جانب فئة «كبار السن» فيؤكد العطرجي إنها مسألة تعويضية ناتجة من إحساسهم بأنهم فقدوا أمراً مهماً كانوا يمتلكونه، فينتج لديهم رغبة في استرجاع ما فقدوه و إثبات أنهم مازال لديهم القدرة على أن يكونوا بنفس المرحلة السابقة بهروبهم من الواقع الذي يعيشونه. ومن المنظور الصحي أوضحت الاستشارية الجلدية سعاد مندورة في حديثها ل «الحياة»، أن لبس الباروكات ليس لها أي أضرار صحية على الجلد على خلاف توصيلات الشعر التي تعطي مظهر الكثافة والتطويل بإطلالة طبيعية، كونها يضاف إليها مواد توضع على فروة الرأس الشعر لتثبيتها قد ينتج منها « تحسس تماسي»وهو نوع من أنواع «الأكزيما» ، كما أن إزالتها من فروة الرأس قد يؤدي إلى تقطع بعض الشعيرات من الرأس، مشيرة إلى أنه قد تنقل الباروكات إذا تم استعارتها من شخص إلى آخر بعض الأمراض كالتهاب الفطريات أو القمل.