ذكرت مصادر عسكرية امس أن رئيس وزراء ميانمار(بورما سابقا) الجنرال خين نيونت وضع قيد الحجز الوقائي في خطوة تستهدف على ما يبدو تطهير المخابرات العسكرية في البلاد والتي يتوقع أن تعزز من موقف المحافظين داخل النظام. وقالت المصادر انه تم إلقاء القبض على خين نيونت وهو أيضا رئيس المخابرات العسكرية في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي أمس الأول بينما كان مسافرا بسيارة من تونج-جنو بوسط ميانمار إلى رانجون . وجرى استدعاء كل وزراء الحكومة صباح امس الثلاثاء لحضور اجتماع بمكتب الدفاع لاسباب لم يكشف عنها حتى الآن. ولم يتسن على الفور تأكيد خبر القاء القبض على خين نيونت من السفارات الغربية في يانجون. وقال دبلوماسي غربي: ثمة شيء يدور فيما يتعلق برئيس الوزراء لكننا لسنا متأكدين مما يجري. المدينة تسودها الشائعات . وشن النظام العسكري الحاكم مؤخرا حملة تطهير بين أفراد المخابرات العسكرية بدأت في ميوس بولاية شان. وأكدت مصادر في رانجون أنه تمت محاكمة العديد من ضباط المخابرات العسكرية بتهم الفساد وصدرت عليهم من خلال محاكمات سريعة أمام محاكم عسكرية أحكام بالسجن 20 عاما. وكان خين نيونت الذي كان في وقت من الاوقات من أقوى الجنرالات في البلاد في مجال رسم السياسة الخارجية تلقى في أغسطس عام 2003 دفعة لأعلى شغل بها منصب رئيس الوزراء وهو منصب شرفي بصفة رئيسية في نظام يرأسه بصفة أساسية الجنرال ثان شوي وقائد الجيش ماينج أيي.ويعتبر كل من ثان شوي وميانج أيي من المحافظين مقارنة بخين نيونت الذي كان يدافع عن سياسة الارتباط التدريجي مع زعيمة المعارضة أونج سان سوكي التي تخضع لاقامة جبرية منذ مايو عام 2003. وقال محللون غربيون إن محنة خين نيونت التي جاءت بعد تقاعد وزير الخارجية السابق يو وين أونج مؤخرا تؤذن بنهاية الجهود الوجلة للجيش لكسب تعاطف دولي من الديمقراطيات الغربية والعودة إلى العزلة التي عاشتها البلاد في الفترة من عام 1962 إلى عام 1988 في عهد القائد العسكري القوي يو ني وين. وقال مصدر دبلوماسي: يبدو أن عقارب الساعة تدور إلى الوراء. واتبعت ميانمار التي انتهجت طريق الاشتراكية على النموذج البورمي من خلال انقلاب عسكري بقيادة الجنرال ني وين عام 1962 مسارا من الانعزالية الكبيرة من كل الديمقراطيات الغربية والكتلة الشيوعية حتى عام 1988 عندما ضربت البلاد احتجاجات كبيرة وإجراءات دموية اتخذها النظام أودت بحياة الآلاف. وحثت هذه الأضرار ني وين على التقاعد و التخلي رسميا عن الاشتراكية. واستبدل حكمه بمجلس قانون الدولة واستعادة النظام وهو مجلس عسكري مازال أعضاؤه البارزون يتزعمون ميانمار حتى اليوم.