في العام 1981 صدر العدد الاول من مجلة فنون عربية وهي مجلة فكرية تعنى بالفنون في الوطن العربي. ترأس تحريرها حينها جبرا ابراهيم جبرا، وسكرتير التحرير: بلند الحيدري اما مدير التصميم فضياء العزاوي وهي اسماء غنية عن التعريف اما مصدرها فلندن. صدرت من هذه المجلة اعداد قليلة ثم توقفت ربما للتكاليف المالية الباهظة التي تنفق لتظهر بالصورة الجيدة التي كانت عليها.. خسرت الساحة حينها مطبوعة هامة اكتسبت سمعة سريعة في الاوساط الثقافية العربية عموما والتشكيلية خصوصا.. توالى صدور مجلات اخرى بينها (فن) عن شركة روشان للفنون الجميلة. وتوقفت (فن) بعد عدة اعداد وصدرت مجلة النقطة/ لبنان، الصورة/ الامارات العربية المتحدة التشكيل/ الإمارات العربية المتحدة والفنون الجميلة/ سوريا. وكانت قد صدرت عن وزارة الثقافة السورية مجلة (الحياة التشكيلية) التي لم ينتظم صدورها لكنها حافظت على بقائها، واستمرارها وقيل انها طورت خلال اعدادها الاخيرة. لاشك في ان محاولات اخرى متفرقة كانت تظهر هنا او هناك الا ان هذه الاصدارات لم يكتب لمعظمها الاستمرار او الانتظام لأسباب عديدة لعل اهمها ما يتعلق بالجوانب المالية والعوائد المحدودة من هذه المجلات المتخصصة. جاءت فنون شرقية لتعلن عن (صيانة الابداع العربي المعاصر وتحويله الى طرف محاور على المستوى الكوني وطرف معادل على المستويات الذاتية العربية) كما يقول رئيس تحريرها الفنان والناقد العربي عمران القيسي. أما رئيس مجلس ادارتها فهد الصباغ فهو دبلوماسي احب الفن وتابع مجرياته وانشطته وتعيده المغامرة باصدار المجلة الى محطته الدبلوماسية الاولى (بلاد الصين العجيبة) التي اغنت لديه المخزون الثقافي الجمالي كما يقول. المجلة تصدر في بيروت وعددها الأول حمل مواضيع متعددة تحمل رئيس التحرير عددا منها، ومن بين مواضيعها قراءة في منطلقات مؤسسة الفكر العربي. فاللوحة الاستشرافية بين الكشف والتحقيق عن روحنا الغنائية. د. سامي احمد كتب تحت عنوان (الشرق ملهم التجربة وباعث الصنعة والابداع) راجعا الى ابن مقلة والمهلبي وابن العميد والصاحب بن عباد، مستخلصا ان ثمة اخطاء في تفسير الفنون الاسلامية مصدرها القراءات المباشرة لمفردة الفن هذا. رئيس التحرير كتب تحت عنوان (الرسم على الزجاج: كيف نتعرف عليه؟) مشيرا الى ان الرسم على الزجاج فن اوجده التطور الحضاري والعمراني للمدينة العربية والاسلامية في مراحل البناء والنمو. يشرح الكاتب بعض التقنيات والممارسات ويخلص الى ان فن الزجاج متروك لرسامي الآحاد او الهواة. قسم الترجمة كتب في: امكنة مفتوحة على الضوء والهواء وذلك تحقيقا عن المصنع الفني في كلية اوتيس بالولايات المتحدةالامريكية. ونشرت المجلة حوارا للشاعر والناقد د. شربل داغر مع الفنان العراقي الراحل شاكر حسن آل سعيد. اجراه معه عام 1981. الحوار طويل ويكشف الكثير من آراء وحياة الفنان الكبير الذي اسس وكرس للحرف العربي في اللوحة. ونشرت المجلة دراسة للفنان معجب عثمان الزهراني عنوانها (الابعاد الفكرية والتعبيرية في العمارة الاسلامية: الفن الاسلامي بين التكوين والتأويل)، وهي رسالته البحثية لنيل شهادة الماجستير من جامعة ام القرى. رئيس التحرير كتب عن الفن التشكيلي في السعودية تحت عنوان: (قراءة افقية لابرز رموز التجديد للفن السعودي المعاصر، من الميراث الى الاختبار)، وفي هذه الدراسة حاجة لاستكمال يستعرض الاسماء الهامة في الحركة التشكيلية السعودية. ذلك انها ركزت على اسماء دون غيرها، وتكثف اسماء رسامين عرضوا في بيروت عن طريق جماعة فناني المدينةالمنورة عدد منهم غير معروف. كما كان بعض الادلة مصدرا للكاتب، وبالتالي حملت بعض الحاجة للتصويب. تضمنت المجلة مواضيع من بينها: السيراميك: الفن الابداعي الاصيل، وجدة: حضور متألق في ذاكرة المكان، وسبعون عاما غمر الجرنيكا فلماذا رسمها بيكاسو؟ وما اسرارها؟ وروعة التمازج في التصاميم بين الشرق والغرب، ثم تحقيق مترجم عن الفنان فرانك ستيلا، موضوع عن: الفن الخليجي المعاصر من الذاكرة التراثية إلى الانفتاح على العالم، متخذا بينالي الشارقة مرتكزا للموضوع ونشرت محاضرة (العلاقة بين العنف والفن) والقيت ضمن ندوات بينالي الشارقة وهي للفنان عمران القيسي. تضمن العدد عرضا لأعمال فنية تحت عنوان: (تستحق الاقتناء) تشرح المجلة العمل باختصار وتضع ابعاده وقيمته المالية، ومكانه، كما تضمنت متابعات لبعض الانشطة. اظهر اهتماما واضحا بالصورة ونقائها وتكثيفها لعمل صحفي محترف، ذلك اننا مع الفنان الناقد عمران القيسي امام رجل خبير ترأس قبل ذلك مجلات تتخصص في مجال الفنون، وفنون الديكور مثل مجلة الايوان. من هنا استحوذ العمل على جانب من الاكتمال الفني وبقي تعدد مشارب الكتابات والاتجاه نحو اطياف النقاد والفنانين العرب من داخل الوطن وخارجه، هذا خلاف اهمية الكتابة الخاصة للمجلة بدلا من نشر مواد سبق عرضها.