نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس الاربعاء عن تقرير سري لوزارة الخارجية الاسرائيلية ان صورة اسرائيل في العالم مهددة بالتدهور، مشيرا الى احتمال تشبيه اسرائيل قريبا بجنوب افريقيا خلال حكم التمييز العنصري. وحمل التقرير عنوان (الحلبة السياسية خلال العقد المقبل). وجاء فيه ان اسرائيل تسير نحو مواجهة مع اوروبا في حال استمرار النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وقال ان اسرائيل قد تفقد ما وصفه بشرعيتها الدولية وتصبح منبوذة على غرار نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا. ورفضت وزارة الخارجية الاسرائيلية، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، التعليق على التقرير. وكان وزير العدل الاسرائيلي يوسف لابيد قد اثار الموضوع نفسه في يناير الماضي، محذرا من مقاطعة دولية لاسرائيل بعد بناء جدار الفصل في الضفة الغربية. وتحذر وزارة الخارجية الاسرائيلية باستمرار الحكومة من تجاهل صلاتها مع اوروبا الذي يمكن ان تكون له انعكاسات سياسية واقتصادية خطيرة على البلاد، بحسب التقرير. ويشير التقرير الى ان الدول الآسيوية وروسيا ستتجه الى اقامة علاقات وثيقة اكثر مع الدول العربية منها مع اسرائيل. وقالت الاذاعة ان التقرير سلم الى وزير الخارجية سيلفان شالوم ومدير الوزارة رون بروزور. من جهة أخرى، اتهم الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان، الجيش الاسرائيلي بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان تندرج في اطار جرائم الحرب خلال هجوم واسع شنه في مايو في رفح في قطاع غزة. وقال الاتحاد الذي يتخذ من باريس مقرا له، في تقرير نشر امس الاربعاء، ان الجيش مارس خلال هذه العملية التي أطلق عليها اسم (قوس قزح)، سياسة عقاب جماعية تجاه الشعب الفلسطيني. واشارت المنظمة التي قامت بتحقيق على الارض في يونيو، الى ان مثل هذه الانتهاكات يمكن ان تدرج في اطار جرائم حرب بحسب القانون الدولي. وقال التقرير ان الهدف الذي أعلنته اسرائيل من عملية (قوس قزح) ليس مقنعا، وندد بالتدمير العشوائي للمنازل الخاصة على نطاق واسع من دون مبرر يتمتع بالمصداقية ولا يرتبط بالحاجات العسكرية. وزعمت اسرائيل في ذلك الوقت أن هدف عملية قوس قزح هو تدمير أنفاق تستخدم لتهريب السلاح من مصر الى الاراضي الفلسطينية. وشرد الجيش الاسرائيلي في تلك العملية مئات من الفلسطينيين عبر تدمير عشرات المنازل وقتل أكثر من أربعين فلسطينيا خلال أسبوع من الإجرام العسكري. ونددت منظمة (أطباء بلا حدود) التي اجرت تحقيقا مشتركا مع الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان في رفح من جهتها، بالهجمات العشوائية على المدنيين. وقالت المنظمة: كانت للهجمات التي لم توفر المدنيين وعمليات التدمير واحتلال المنازل انعكاسات نفسية خطيرة. ونددت المنظمة بعدم تأمين العلاج للضحايا في ظروف مقبولة بسبب اقفال الطرق والقيود المتشددة على التنقل التي فرضها الجيش الاسرائيلي. وأضافت ان العاملين في المجال الطبي استهدفوا مرات عدة وهم ينقلون المرضى او في مراكز تقديم العلاج.