أمضى المطوع بن هميجان سحابة نهار أمس وليلة البارحة وهو يعظني، ويبين لي أن شهر رمضان على الأبواب ، وأنني مطالب بالكف عن أساليب النقد اللاذع، لأنه حسب زعمه يخشى علي من عقوبة اللغو، وقد وعدته بأن أكف عن كل ما نهاني عنه.. وبعد أن ذهب إلى بيته، ذهبت أنا إلى فراشي ، ولكن النوم كان عني بعيداً مثل بعد الشعر عن كثيرٍ من الذين يدّعون الشعر .. ما لكم بطول الهرج .. قمت من فراشي ، وشبيت السراج ، وسويت لي دلة قهوة .. وجلست على المركأ .. أفكر بهالساحة المنكوبة .. وكيف سلط الله عليها كل فارغ وتافه وبليد .. وبعد التفكير اللي يفكك عظام الراس ، وجدت أن الشرهة ماهي على هالنكرات اللي مرمطوا الشعر بالتراب، لكن والله الشرهة على المنهزمين اللي تركوا لهم المجال يوم انسحبوا من الساحة على طريقة المنهزمين الشرفاء وخلوها لزعيط ومعيط .. لذلك علقمة بن الأجلح قرر أن يضع نقطة نظام أمام اثنين من هؤلاء المنهزمين بالرغم من كل اللي قدموه للشعر، هذا الأول خضير البراق والثاني صديقه فارس اليامي، ليقول لهم، وين الصمود أمام غزوات الزواحف الباردة الدم، والله أن علقمة بالرغم من شكه حتى في نفسه لم يتوقع في يوم من الأيام أنكم رايحين ، تولون الأدبار .. خصوصاً أن كل التقارير الإستخبارتية التي كان يعدها ابن أختي شرار ، تؤكد أنكما جئتما للشعر بأيدٍ بيضاء وخرجتما بأيدٍ أكثر بياضاً ، لذلك فمن غير المتوقع أنكما جئتما لأهداف شخصية وبعد تحقيقها ، تركتما الدرعا ترعى.. خلاصة الكلام ابن الأجلح بكل نبلة وشهامته ومروءته وخجله الشديد ، يحذركما نفسه الأمارة بالسوء ، ويمنحكما حولاً كاملاً فإما النزول لمعركة تحرير الشعر ، وإلا فقد أعذر من أنذر . ولا تنسوا ترى علقمة أقشر ، ومستعد يهدم البيت على رؤوس الجميع .. ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد .. وأنت يا بجاد صب قهوة وتعال حط بصمتك كشاهد حال على تحذير علقمة لهما.