عزيزي رئيس التحرير ويفد من جديد ضيفا عزيزاً على كل نفس مؤمنة، بعد أن ودعته وهي مشفقة ألا يعود .. ترمقه بطرفها الذي اغرورق بدمعة الحب الآيبة التائبة، ولسان حالها يقول ( بلغني الله عودتك يا رمضان)؟ ويستجيب الله لمن دعا بصدق واخلاص .. فها هي تباشير الفرح بقدومه تملأ الآفاق، وقلوب المؤمنين تتسارع خفقاتها ترقبا لحلوله .. فهنيئا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الشهر الكريم، الذي أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار .. لنستعد للقائه، ولنريه حسن الاستقبال وطيب الوفادة .. لنكن فيه من الصائمين القائمين الآيبين ربهم ومولاهم حتى نفوز بشهادته في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. إن لله أياماً وشهوراً وأماكن خصها وفضلها على غيرها من الأيام والشهور والأماكن .. ورمضان شهر فضله الله وكتب صيامه على العباد، قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ثم لنعي قوله سبحانه ( لعلكم تتقون) فلا ينبغي أن يكون الامتناع عن الطعام والشراب هو مبلغنا من الصيام، فلقد حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). ومثل هذا التوجيه النبوي الكريم يرشدنا أيضا إلى جانب آخر، وهو ألا نقتصر في تعبدنا لله سبحانه وتعالى، والحذر من مخالفته على هذا الشهر الكريم، فرب رمضان هو رب الشهور كلها، وخشيتنا للواحد القهار يجب أن تكون حاضرة ودائمة ما عشنا على أرضه وتحت سمائه. أيضا يتوجب علينا اغتنام الفرص التي هيأها الله سبحانه وتعالى طمعاً في كريم عطائه، وتعرضا لنفحات عفوه ومغفرته، والتي من ادعاها أيام وليالي هذا الشهر الكريم الذي تعتق فيه الرقاب من النار، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمن على دعوات جبريل الثلاث وهو يصعد درجات المنبر، فسأله الصحابة رضوان الله عليهم عن فعله هذا فقال عن إحداها: ( إن جبريل عرض لي فقال: بعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين، فقلت آمين) @@ أحمد الخنيني الزلفي