يعاني البعض في مجتمعنا (الإحباط) الذي يداهمه فجأة وبدون سابق إنذار ليجد نفسه في دوامة هي أشبه ما تكون (بالنهاية). ويقول البعض ايضا ان الانسان (المحبط) لا يشعر بنفسه سوى انه يعيش تلك الحالة التي قل من ينتصر عليها ويدخل معها نوعا من التحدي. (الاحباط) يعانيه الكثير جراء بعض الضغوط والاشكاليات التي يصطدم بها الانسان من خلال محيطه الذي يلتف من حوله ولهذا الشيء اسباب لا نود ان نغفل عنها في عملنا الذي ننقل لكم من خلاله بعض الصور والمشاهدات مع مجموعة من المواطنين ليسوا لأنهم (محبطون) ولكن قد يكون البعض منهم قد عاش تلك الحالة او رآها فيمن حوله. ونورد لكم بعض المواقف والقصص التي نتمنى ان تعطي كل انسان (محبط) الشعور بانه قادر على تجاوز تلك المحنة والتغلب عليها مهما كانت المسببات واليكم التفاصيل. تجاهل الرئيس عبدالعزيز عبدالله الحربي موظف قطاع خاص يروي قصته مع مديره الذي اصابه (بالاحباط) فيقول: بدات العمل في نفس المنشأة ولي فيها ما يقارب 10 سنوات من اول لحظة عملت فيها وانا لا اذكر انني في يوم من الايام قصرت في واجبي حتى انني اعمل ما بوسعي لأكون مثالا للموظف المثالي. ويضيف: في يوم من الايام حصلت لي بعض الظروف العائلية ولم اعد قادرا على العمل بالشكل الذي يرضي رؤسائي لأفاجأ بعد اسبوع كامل وهي المدة التي كانت فيها المعاناة العائلية معي مستمرة بخطاب موجه من مديري (الاجنبي) مفاده انه تم نقلي من المركز الرئيسي الى احد الفروع والذي يبعد عن مقر اقامتي بما يقارب 3 ساعات حتى اصل اليه ومن يومعها وانا اذهب مجرد صورة فلا عمل انجزه في هذا الفرع سوى انني احضر في فترتي الدوام صباحية ومسائية وما اصابني (بالاحباط) هو عدم وجود عمل اقوم به فالمدير اصبح في نظري وكأنه يستقصدني في هذا النقل التطفيشي والآن استعد لتقديم استقالتي من العمل، فالعمل لا يشعرني بأهميتي ولن اعير له اي اهتمام وللاسف كلما حاولت الذهاب اليه ومقابلته يحاول تجاهلي الامر الذي زاد الطين بلة. بعد التخرج اما محمد صالح العبيد متخرج من المرحلة الثانوية فيقول: اصبت بالاحباط بعد تخرجي من المرحلة الثانوية حيث لم تقبلني اي جامعة او كلية او دائرة حكومية للعمل لديها والسبب هو ان نسبتي ضئيلة وضعيفة كما يصفونها. ويضيف: ما اصابني بالدهشة والاحباط والقهر هو ان احد زملائي والذي يعمل والده مسؤولا في احدى الدوائر ولديه نفوذ ويقصد (فيتامين واو) الواسطة استطاع ان يدخل ابنه في الجامعة التي قدمت عليها ونسبته اقل من نسبتي ويقول: هذا ما اشعرني بالاحباط والآن لدي مشروع في الدخول الى احد المعاهد الخاصة لتعلم الحاسب الآلي لاشغال وقت فراغي بما ينفع لحين البحث عن حل لمسألة قبولي خلال العام القادم. تدني الرواتب علي ابراهيم اليوسف عمل في احد القطاعات الخاصة يقول من نظرته كشاب: ان (الاحباط) يصيب البعض منا لاسباب عديدة ومنها تدني الرواتب وما يصطدم به الشاب عند دخوله مجال العمل ليجد ان معظم رؤسائه من الوافدين ويقول: انا في الحقيقة مررت بظروف مشابهة وهذا لا يعني انني عشت هذا الوضع فلذلك لا استطيع الحكم على من يصاب بالاحباط بانه قادر او غير قادر بالتغلب على حالته ولكن كل ما اتمناه ان لا يستسلم اي انسان خاصة الشباب لهذا (الخطر) الذي لو التف حوله وتمكن منه فسينتهي مستقبله لا قدر الله. لا للإحباط ويقول علي عبدالله العلي موظف عمل في محل لاجهزة الكمبيوتر ومستلزماته براتب لا يتجاوز ال1500 ريال: لم اشعر يوما من الايام بالاحباط رغم تدني راتبي الا انني عندما اشعر ببعض المشاكل ولو كانت بسيطة جدا فانني الجأ لوالدي للتخفيف عن كل ما قد يداهمني من شعور سلبي تجاه مختلف الامور المتعلقة بالحياة. ويقول علي لكل انسان يشعر بالاحباط ارجو الا يتغلب عليكم فهو شر قد يكون في وقتنا الحالي (لابد منه) ولكن دائما يجب علينا ان نضع امام تفكيرنا المثل القائل (تفاءلوا بالخير تجدوه) ومع قليل من الارادة والعزيمة سينتصر الانسان المحبط في النهاية. 10 وظائف عبدالله علي الداوود 26 سنة حاصل على الدبلوم يقول: نعم اشعر بالاحباط احيانا وخاصة عندما تقدمت لاكثر من 10 وظائف وطرقت ابواب عدة قطاعات بحثا عن العمل الا انني لم اوفق في القبول وحاولت التغلب على هذه المسألة بدراسة الحاسب الآلي والذي وجدت فيه الفائدة واستثمارا امثل للوقت الذي قد يطور اى معاناة لدى الانسان ويفاقمها. الطرق مقفلة عيسى هلال الجبيل يقول: بالرغم من مرور 3 سنوات على تخرجي من الجامعة فالان احاول قدر المستطاع تطوير قدراتي وعملت كمراجع حسابات وايضا بمكتب سفريات وتركت العمل فيهما لتنمية مهاراتي في علم (الحاسب الآلي) ومع ذلك لا يجد الاحباط طريقا مفتوحا لى فاصراري يجعلني اقفل كل الطرق والابواب لهذا الشر الخطير. الواسطة السبب اما عبدالعزيز الغانم فيصف حالة الاحباط لديه بسبب ماواجههه من عقبات عقب تخرجه من المرحلة الثانوية وتسجيله في الجامعة حيث رفضته اغلب الجامعات والكليات بحجة ان نسبته لاتؤهله ولكن الصدمة بالنسبة له كانت عندما قبل احد اصدقائه يحمل نسبة اقل منه ويرجع هذا الشي الى (الواسطة) ايضا. اما عبدالعزيز الشمري وصديقه محمد الشمري فيؤكدان الانسان معرض للكثير من الاعراض السلبية في الحياة ولكن بالصبر والمثابرة والجد والاجتهاد تزول هذه الاعراض وقبل كل شيء (الصلاة) فهي الدواء الوحيد الشافي باذن الله لكل داء. طريق النجاح وننقل لكم بعض القصص الواقعية للناجحين الذين استطاعوا مقاومة الاحباط الذي صنع لهم طريق النجاح ليعرف كل انسان يشعر بهذا الشعور صدق المقولة التي تقول: الفشل اساس النجاح، ولذلك فلنجعل من هذه اللحظة، (الاحباط) اساس النجاح مهما حصل. بنت العائلة كان عمري حوالي السادسة عشرة وكنت في عز المراهقة حيث صالة الانتظار للمرور الى مرحلة الشباب بكل عنفوانها وحماسها، لكنني كنت نحيفا للاسف لم تكن نحافة ملحوظة لكنها كانت تؤرقني خصوصا في تلك المرحلة الحساسة. هكذا قررت محاربتها بان ادخل احد الاندية الرياضية المتخصصة في كمال الاجسام، وقد امضيت الخمسة عشر يوما الاولى وكلي حماس لتغيير شكل جسمي الى الافضل وبالتالي تحسين نفسيتي وشعوري بالنقص امام اقراني. ما حدث بعد ذلك ان احدى قريباتنا التي كان رأيها يهمني - خصوصا انها كانت المؤشر الذي نعتد به نحن اولاد العائلة الواحدة في معرفة من منا الافضل - وجدتني في احد الايام اعد لوازم الرياضة للذهاب الى النادي فسألتني في حيرة. * الى اين انت ذاهب؟ فاجبتها بحماس: * ذاهب الى النادي الفلاني لكمال الاجسام. فردت مستنكرة في سخرية مبطنة: * كمال الاجسام. المسكين!! واي كمال اجسام سيصلح لجسمك النحيل هذا؟ وليس من الغريب ان اقول لكم انني توقفت في اليوم التالي مباشرة عن ممارسة الرياضة، واستسلمت للامر بسبب تلك النصيحة المجانية - التي قد تكون عن حسن نية - والتي لم اطلبها لسوء الحظ. وقد مرت سنون طويلة بعدها قبل ان استرجع توازني، وقد تزامن ذلك من نضجي النفسي والعقلي فانتهت المشكلة باذن الله. ولعلك لاحظت هنا الى اي مدى كان الامر خطيرا كونه يتعلق بمسألة مصيرية او اختيارا لا رجعة فيه. تدمير نفسي منذ طفولتي وانا عاشق لمهنة الصحافة ولميدان الكتابة ايما عشق وفي ايام شبابي الاولى قام جل اقراني من العائلة (لاحظ كيف يكون الانسان مرتبطا بمحيطه) بالسفر الى اوروبا لكسب لقمة العيش كما يقولون، وبالفعل تحسنت ظروف بعضهم من الناحية المادية، ولكن ليس بدرجة كبيرة. رغم هذا فقد كان الجميع يطلبون مني انا ايضا ان افعل،سواء عن طريق الحديث المباشر او عن طريق التلميحات وهاكم نموذج من بعض اقوالهم ولا حظوا كمية (التدمير النفسي) الذي تحمله طياتها: * هيا، انت ايضا.. ابحث عن طريقة للهروب من هذا الواقع المزري..(ومادام هناك هروب فهذا يعني انك تعاني. شئت أم ابيت بالطبع). 0 اللهم فرجها عليك انت ايضا..(الفرج لا يأتي الا بعد ضيق فانت - اذن- في ضيق). * ياه! لقد حقق فلان اشياء كثيرة منذ سفره، يالها من سيارة تلك التي اقتناها مؤخرا (وبالطبع انت لاتملك سيارة ولاغيرها). وقد احاطت بي احاديث واراء كثيرة من هذا النوع، لحسن الحظ لم تكن من اسرتي التي احترمت اختياري وقد بقيت مصرا على رايي انني لن اكون سوى صحافي وكاتب مهما قال الآخرون ومهما عملوا ومهما حققوا ايضا. وبالطبع كنت ابني قراري على افكار واضحة وخطط اوضح واهداف اكثر وضوحا، ولعل هذا ما مكنني من القدرة على مقاومة تيار الافكار السلبية الهدامة الذي كان يمر ايامها. ماذا لو كنت طاوعتهم؟ لكانت اذن حياتي كلها قد تغيرت واتخذت منحي سيئا، نظرا لانني لم اكن سافعل ما افعل عن اقتناع. لقد ساهمت سيطرتي على افكاري ومقاومتي الشديدة للانتقادات فى تفوقي نوعا ما في مجالي الكتابة والصحافة واثبتت لنافثي الافكار الهدامة انني كنت على صواب فسحبوا جميعا ما كانوا يقولونه واعترفوا لي بقدرتي على النجاح في مجال اختياري ولله الحمد. هنري فورد من اكثر الاشخاص الذين ضرب بهم المثل في النجاح في العقود الاخيرة: هنري فورد نظرا لما تزخر به مراحل حياته من اوقات عصيبة استطاع ان يتفوق فيها على فشله واحباطاته. لقد شكك كثيرون وسخروا من محاولة فورد لاول مرة وصنع سيارة في شوارع امريكا، وطبعا كان لكل منهم اسبابه ومنطقه الخاص الناتج عن جمود في الفكر لم يكتفوا به لانفسهم بل حاولوا نقله لهنري فورد. لكن هنري فورد كان مصمما، وقد استمر في محاولاته دون ان يستدير الى هذه الآراء. وها هو المثال امامنا الآن، فسيارته مازالت لوقتنا هذا تملأ شوارع العالم وليس امريكا فحسب، فماذا يا ترى كان سيحدث لو ان فورد سريع التأثر؟ وينصح احد المختصين للتغلب على الاحباط بالتالي: * راقب افكارك لانها سوف تصبح افعالا. * راقب افعالك لانها ستصبح عادات. * راقب عاداتك لانها ستصبح طبعا. * راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك. * توقف عن الوهم وعن تخيلك انك مصاب بكل امراض الدنيا، ولاداعي لتوقع المشاكل والخوف من شيء لم يحدث بعد، لانك ستجدها امامك حتما ان لم تتوقف عن التفكير بها! * فكر دوما بالامور الايجابية في حياتك وتلك الاشياء التي تمتلكها وليست لدى غيرك. * عندما تقابل صديقا مقربا قل له نكتة بريئة او اطلب منه ان يقول لك ذلك، فالابتسام والضحك يولدان بداخلنا نوعا من السعادة والبهجة، ويسدان الذرائع فلا تترك لصديقك فرصة الحديث عما هو حزين مثلا لذا حاول ان تكون سباقا الى الحديث المتفائل ان لاحظت ان صديقك من النوع السلبي. * لا تنس انك بأحاديثك المتفائلة وافكارك الايجابية تقوم بعمل جليل تأخذ عليه اجرا باذن الله، اوليس تبسمك في وجه اخيك صدقة، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم مامعناه. * لا تأخذ كل ما يقوله الآخرون على انه قول لا رجعة فيه، فكما قلنا الانتقادات والأراء هي ارخص السلع، وكل من له وقت فراغ مستعد كل الاستعداد لشحنك بها في اي لحظة شئت ام لم تشأ. * تدريب النفس على استيعاب المشاكل اليومية، باسترجاع التجارب المشابهة التي مررت بها وكيفية التغلب عليها وبالتالي ثق في قدرتك على تخطي الازمة. * تبسيط الضغوط النفسية والثقة بان اي مشكلة لها حل حتى وان كان في وقت لاحق. * ممارسة الهوايات لانها تنقل الشخص الى حالة مزاجية اكثر سعادة. * ان يترك الانسان التفكير في مشاكله ويحاول اسعاد الآخرين فيجد سعادته الغائبة وليس الاحباط. * تذكر ان دوام الحال من المحال والثقة بان الوقت كفيل بانهاء هذه الحالة. * الاهتمام بالغذاء والحرص على تناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل والقرفة، لان ما تحتويه هذه الاغذية من احماض امينية يعتبر مضادات طبيعية للاحباط. سعوديون يستغلون اوقات فراغهم في الحاسب الآلي