عزيزي رئيس التحرير كثيرا ما تأخذ الانسان العزة بالاثم فيكابر ويعاند ولا يعتذر عن خطأ بدر منه في حق الغير اعتقادا منه ان الاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ والاعتراف بالخطأ يعني ادانة النفس ولكن متى تعود الانسان على كبح كبريائه وغروره بنفسه فان الاعتذار غالبا ما يعيد الامور الى طبيعتها ويجعل الجروح تندمل ثم تشفى باذن الله تعالى. ونحن كبشر نحتاج الى تعلم فن الاعتذار وعلى كل منا ان ينظر الى نفسه ويعود بذاكرته الى الوراء يتلمس فيها الاخطاء التي ارتكبت في حقه والمرارة التي علقت بنفسه وازالتها كلمة اعتذار عن الآخرين. فاعتقد ان الاعتذار من الخطأ اسلوب حضاري راق يعبر عن اقصر الطرق لحل المشكلات وليس فيه ما يشين او يجرح الكرامة والكبرياء ولا يحط من الرجولة والشهامة ومن يعتقد ان الاعتذار يدل على الهوان او الضعف والمذلة فهو غير مصيب في ذلك. وليس اخي الكريم ان يكون الاعتذار بشكله المباشر حتى تتردد في الاخذ به خوفا من عدم قبول هذا الاعتذار فمن الممكن ان يعبر الانسان عن اعتذاره دون كلمات في شكل مبادرة تدل على حسن النية او ارسال باقة من الزهور او هدية رمزية كما ان لمسة حانية قد تعيد الثقة في العلاقات المتوترة بين شخصين، وعلى من يعتذر ان يتذكر ان تقديم الاعتذار لا يعتبر تقليلا من شأن الانسان بل هو دليل على النضج والثقة بالنفس فلا تتردد في الاعتذار عن خطأ ارتكبته لان النفوس الكبيرة هي التي تعتذر اذا اخطأت، واذا لم يكن باستطاعتك الاعتذار بكلمة (انا آسف) فمن الممكن استبدالها بكلمات اخرى تحمل نفس المعنى مثل (لم يكن قصدي ازعاجك) او (ما كان ينبغي ان افعل ذلك معك). وختاما اقول: ان الرجوع عن الخطأ والاعتراف به فضيلة. @@ علي عبدالمحسن السويق