بدر بهيشان البصيص تعتبر العملية الانتخابية أو الانتخابات احدى ادوات وآليات المجتمع المدني لمشاركة الشعب في القرارات العامة بالدولة باعتبار الشعب عنصرا اساسيا وركنا من اركان الدولة. وبالتالي يقاس تمدن مجتمع ما بمعيار مشاركة الشعب في قراراته ويتماشى الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي جنبا الى جنب مع اشراك الشعب في صنع القرارات التي تمس مصالحه وتحدد مصيره ويثور في كثير من الاحيان فهم مبتور عن المعايير اللازمة لصلاحية مجتمع ما للتجربة الانتخابية فيتم اعتبار احد المجتمعات صالحا لتلك العملية لمجرد تمتعه بثقافة معينة أو وضع اقتصادي معين. ويعتبر آخر غير صالح لذلك لعدم توافر معايير ثقافية واقتصادية معينة ومنشأ هذا الفهم هو الخوف غير المبرر من التعاطي بشكل غير سليم مع العملية الانتخابية اما من الناخبين او المنتخبين. وتحتاج الانتخابات الى ممارسة فعلية وتجربة واقعية حتى يتسنى للقائمين عليها وممارسيها معرفة مواطن الخلل ومكامن الضعف ليتم تلافيها في التجارب اللاحقة فهي كمراحل نمو الانسان يبدأ نطفة في الرحم ثم ينمو ويتطور حتى يخرج الى العالم الخارجي ومن ثم طفلا فمراهقا فشابا يافعا وبعد ذلك مرحلة الرشد عندما يبلغ أشده وينضج عقله ويزيد فهمه ويظهر وعيه وادراكه. في كثير من المجتمعات المتحضرة التي لها السبق في العملية الانتخابية مرت تلك العملية بعقبات كثيرة وصعوبات جمة ومخاض مرير حتى انضجوا تلك التجربى واستفادوامنها الدروس والعبر ووصلوا الى المستوى المعقول. فالنظرية تختلف عن الواقع والتجربة خير محك للوصول الى وعي انتخابي وممارسة سليمة وفكر ناضج واعتقد ان المجتمع السعودي كسائر المجتمعات الاخرى التي مرت بالتجارب الانتخابية ولا يمكن اعتباره مختلفا عنها كما يزعم البعض ان له خصوصية ليست موجودة لدى المجتمعات الاخرى وانا ارى ان لكل مجتمع خصوصية تكمن فيما يتمسك به المجتمع من قيم ومبادىء ومثل يحاول ان يحافظ عليها ونحن نعتبر ضمن تلك المجتمعات من غير افراط ولاتفريط حتى لاتكون تلك الخصوصية حجر عثرة في سبيل التقدم والتطور. ان التجربة والممارسة للعملية الانتخابية خير برهان على مدى وعي المجتمع بحقوقه وواجباته الوطنية وادراكه حجم المسؤولية والمصالح العامة ويتوجب علينا الا نتصور ان تجربة واحدة أو بضع تجارب ستنضج الوعي لدى افراد المجتمع وانما الوعي الانتخابي والفهم السليم هو حصيلة ونتاج سلسلة غير متقطعة من التجارب والممارسات الانتخابية حتى يمكن الوصول الى الغرض المقصود والهدف المنشود وان الانتخابات البلدية خطوة صحيحة لبداية ممارسة انتخابية سليمة ولابد ان تتميز تلك الخطوة بالثبات وان تتبع بخطى متواصلة.. فمشوار الالف ميل يبدأ بخطوة. همس: الاشياء لاتحدث فجأة ومن تلقاء نفسها في هذا العالم وانما تنتظر من يجعلها تحدث. جيمس جار فيلد.