استبعدت طهران امس الاحد اجراء مفاوضات مع الامريكيين حول برنامجها النووي وحذرت الاوروبيين من ان لغة التهديد لا تنفع في شيء. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي للمراسلين "ليس هناك اي مفاوضات مع الامريكيين لكننا ندعو الاوروبيين الى التحاور معنا". واضاف "على الاوروبيين ان يلجأوا الى الحوار معنا بدلا من لغة التهديد لان ذلك لا ينفع في شيء". وقال "يجب اقامة جسر بين مطلبنا الشرعي" المتمثل في التمكن بشكل كامل من التكنولوجيا النووية المدنية وبالتالي السيطرة على عملية انتاج الوقود النووي وبين "انشغالات الاوروبيين، وعناصر هذا الجسر هي القوانين والمعاهدات الدولية". وايران مهددة باحالة ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي لاسيما بعد القرار الذي صادقت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن عشر من سبتمبر وامهلت فيه الجمهورية الاسلامية حتى 25 نوفمبر لترفع الشكوك حول طبيعة برنامجها النووي وحثتها على تعليق "فوري" لكل نشاطاتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم. وفي حين اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها تتحفظ بشأن التدابير التي قد تتخذها اذا لم تلب ايران مطالبها، يسعى الامريكيون الى احالة الملف الى مجلس الامن الدولي بينما لا يستبعد الاوروبيون ذلك لكن مع الاستمرار في البحث عن تسوية بدون اثارة نزاع. وابدت الدول الثلاث الكبرى في اوروبا (المانيا وفرنسا وبريطانيا) والتي تحاور الايرانيين في هذه القضية، صرامتها خلال الايام القليلة الماضية على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر لنظيره الايراني كمال خرازي بهذه المناسبة "انكم ترتكبون خطأ جسيما" على ما افاد احد المشاركين. في حين اعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه الجمعة في نيويورك ان موعد 25 نوفمبر المقبل "سيكون ساعة الحقيقة" بالنسبة للملف النووي الايراني فاذا لم تستجب ايران لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سنرى كيف فسنرى الى المرحلة التالية وهي مجلس الامن" موضحا "اننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة" مؤكدا انه يبدو ان الايرانيين فهموا "خطورة الموقف". وكانت ايران وافقت في اكتوبر 2003 بفضل وساطة اوروبية، على اخضاع نشاطاتها النووية لنظام تفقد مكثف وتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال آصفي "لم يتخذ اي قرار بعد" بشأن استئناف عملية تخصيب اليورانيوم في حد ذاتها. واضاف "منذ المصادقة على قرار (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لم يتغير شيء" في النشاطات النووية الايرانية "ولم تستأنف ايران عملية التخصيب لكنها تواصل" انتاج قطع الطرد وتحويل معدن اليورانيوم. وتعتبر طهران ان تجميع محركات الطرد المركزي وتحويل المعدن غير تابعة لعملية التخصيب في حين ترى الوكالة الدولية ان على ايران ان تعلق "كافة" نشاطاتها المرتبطة بالتخصيب بما في ذلك العمليات المذكورة.