اذا صح ما جاء على لسان وزير الدفاع الامريكي بعد لقائه مع رئيس الوزراء العراقي في الحكومة المؤقتة يوم امس الاول من ان انسحابا جزئيا للقوات الامريكية قد يحدث دون الانتظار حتى تصير الاوضاع الامنية في العراق مثالية، وان تخفيض القوات وارد بحكم ان العراق كما قال بالحرف (لم يكن يوما واحة سلام ولن يكون) فهذا يعني بصريح العبارة ان الولاياتالمتحدة قد لا تبقى طويلا في العراق لاسيما ان الانتخابات العراقية سوف تمهد بالقطع لانهاء التواجد الامريكي في العراق ولو بشكل تدريجي، ولطالما اكد الرئيس الامريكي أن الغرض من التدخل العسكري هو التخلص من النظام الصدامي، ولن تبقى قواته في العراق طويلا بعد ان قامت بأداء مهمتها، ولا يختلف اثنان على ان الاوضاع الامنية المتردية في بغداد وبقية المحافظات يعود اهم سبب من اسبابها الى تواجد القوات الاجنبية على الاراضي العراقية، ومن الضرورة بمكان بعد ان تشكلت الحكومة العراقية المؤقتة التي نادت بالتسريع بالانتخابات في سائر المحافظات ان تفكر تلك القوات جديا في الانسحاب لتدع العراقيين يقررون مصيرهم بأنفسهم، فقد زال الكابوس الصدامي الذي جثم على صدورهم طيلة اكثر من ثلاثة عقود من الزمن اذاقهم خلالها الامرين من الظلم والتعسف والجبروت والطغيان، وحاول ان يصادر كرامتهم وحرياتهم، ومع سقوط ذلك الكابوس فقد انتفت اسباب تواجد القوات الاجنبية في العراق، واصبح بامكان ابناء هذا الشعب وقد اخذوا في تنفس الصعداء بعد سقوط نظام صدام وزبانيته وازلامه من الامساك بزمام مبادرة اعادة بناء العراق من جديد، واعادة علاقاته مع دول العالم قاطبة على اسس من الاحترام المتبادل فالقول (بأن الولاياتالمتحدة قد تبدأ سحب قواتها من العراق قبل ان يحل السلام في البلاد) كما جاء على لسان رامسفيلد هو عين الصواب لاسيما ان قوات الامن العراقية اضحت بعد تدريباتها قادرة على تولي مسؤولياتها بدلا من القوات الاجنبية، كما ان الاممالمتحدة قادرة من جانب آخر على ان تلعب ادوارا حيوية بعد الانسحاب المتوقع.