انقطعت منذ فترة طويلة عن الكتابة لكن ما اعاد الحماس لقلمي واشعل فيه الفتيل هو مقال قرآته لاحدى الزميلات تتحدث فيه عن اخبار واقاويل وصلتها تخص مدارس البنات واوضاعها المتردية ولان (من سمع ليس كمن رأى) و(النائحة الثكلى ليست كالمستأجرة) و(اهل مكة ادرى بشعابها) فقد ارتأيت ان أبين للاخت الكريمة التي اكن لها كل اعزاز وتقدير ان الصورة التي تحدثت بها عن مثالب مدارس البنات مبالغ فيها جدا ويمكنني القول انها مضخمة ايضا فالاخبار المتداولة يحتمل فيها الصدق والكذب, الحقيقة كما هي او التزوير والتدليس والتضخيم, الواقع بحذافيره او الخيالات والاوهام والرؤى.. ثم ان هناك انواعا لناقل الخبر.. هناك الصادق المنصف, كما ان هناك صاحب المصلحة والمنتفع والمستفيد, ورضا الناس غاية لا تدرك. ومن واقع معايشتي لحركة التعليم على ارض الواقع وبنظرة محايدة مخلصة ازف البشرى للاخت الكاتبة ولمن يهمه الامر بان التعليم لدينا في المنطقة يبشر بالخير بايجابيات كثيرة تطغى على سلبيات بسيطة لا تذكر, فادارة التعليم بكافة منسوبيها من ادارة التعليم بالدمام الى مكاتب الاشراف التربوي بالدمام والمناطق التابعة لها هم كوادر تربوية مؤهلة تتسع صدورهم لكل انتقاد قبل المديح.. ولكل شكوى قبل الاطراء ولكل ذم قبل الثناء ولا يألون جهدا في تذليل كافة الصعوبات للطالبة والمعلمة من اجل عملية تعليمية متكاملة تخرج افواجا من امهات المستقبل يحملن سلاح العلم والامل.. فلا احد يستطيع انكار جهود العاملين والعاملات في الوزارة ممن يحملون على عواتقهم جبالا من المسؤوليات الجسام والتي لا تخفى على لبيب.. ناهيك عن السعي لتأمين كل ما يلزم لتوفير الجو المدرسي الصحي الملائم للطالبة حتى انني قد كلفت منذ مدة من قبل الخدمات الصحية المدرسية بالرياض باعداد بحث عن المدارس المعززة للصحة في الخبر لمعرفة مدى ملاءمة المدرسة لصحة الطالبة وقد وجدت في بحثي ما يشرح الصدر ويسعد كل مواطن يهتم بالتعليم في بلاده.. نعم لا انكر ان هناك مدارس بحالة سيئة لكنها ليست الاغلب والاعم وقليلة ونادرة وسط هذا الكم الكبير من المدارس الرائعة. للحق والحق اقول ان النفس البشرية تنسى كل الاشياء الجميلة والايجابيات وتتذكر السلبيات فقط, ولا اقصد الاخت الكريمة لكنني اعجب ممن يتعامل بنصف وجه وينظر للامور بعين واحدة فقط وينقل الاخبار والمعلومات المغلوطة دون ان يمحصها على ارض الواقع فكما نرى الجانب السيىء بوضوح يجب ان نعير التفاتا للجانب المشرق الذي تحجبه عن ابصارنا اخطاء فردية مجسمة ومضخمة. وفي كل الوزارات والدوائر الحكومية يوجد الصالح والطالح.. والايجابيات والسلبيات.. الحقيقي والمزيف.. وادارة تعليم البنات واحدة من تلك الدوائر.. فلا يعني وجود اخطاء فردية ان يعمم هذا على الجميع وان تلغى جهود الكل وان تمحى نشاطات كبيرة وانجازات هائلة بجرة قلم. لذلك فانني اوجه دعوة للكاتبة الكريمة لتزور اي مدرسة تختارها من مدارس المنطقة لترى بنفسها الواجهة الحقيقية لوزارة التربية والتعليم وليست الواجهة التي تمثلها بعض الاقاويل الخاطئة.