من أطرف ما قرأت ما نشرته صحيفة الحياة يوم الخميس الماضي للأستاذ محمد الدخيني المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الذي قال : الرياضة النسائية المدرسية يتم درسها حاليا بشكل جاد داخل أروقة الوزارة. ولأن الصحف في اليوم نفسه كانت حافلة بأخبار مدرسة في حائل تحول اسمها من حاتم الطائي إلى حاتم من خارج أروقة الوزارة التي لم تعلم عن التغيير إلا بعد حدوثه ، فإن الرياضة النسائية كما هو معروف تدرس شكلا داخل أروقة الوزارة أما مضمونا فإن الدراسة تتم عند مغيَري اللوحة الحاتمية ، ولو كانت الدراسة تتم داخل أروقة الوزارة لانتهت منذ سنوات ولعرفنا نتيجتها التي تنسجم مع العقل والمنطق وقبل ذلك مع الشرع الذي لا يوجد فيه ما يمنع البنات من ممارسة الرياضة داخل مدارسهن مثلما تمارسها أمهاتهن وأخواتهن على أرصفة الشوارع وفي المراكز المتخصصة. الأستاذ محمد الدخيني أورد في الخبر المشار إليه تهديدا ووعيدا بحق أي مدرسة تمارس بناتها الرياضة داخل أروقتها وقال (إن أي ممارسات رياضية نسائية مدرسية وبأي شكل تعد أمرا مخالفا للأنظمة واللوائح المعمول بها). ولم يتم توضيح الأنظمة واللوائح التي بموجبها ستعاقب المدرسة المخالفة لها ، ويبدو أنه لا توجد أنظمة ولا لوائح ولكن يوجد قرار متخذ خارج أروقة الوزارة ، وهناك جدل يدور حوله في تلك الأروقة ما بين مجيز يجري شتمه من بعض الموظفين داخل أروقة الوزارة وبين محرَم يجري تمجيده من داخل الأروقة نفسها مما يؤكد أن على الوزارة ألا تشغل نفسها برياضة البنات الآن قبل أن تتأكد من أن أروقتها نظيفة من الفكر المتطرف الذي مازال مشغولا بكيفية لبس العباءة للبنات وهل يجوز لبسها على الكتف أم لا بد أن تكون فوق الرأس. الشيخ عبدالله بن منيع قال : إن إزالة اسم الطائي من لوحة المدرسة تنطع وتشدد ، والدكتور سلمان العودة طالب برياضة البنات المدرسية المتحشمة ، وهذا القول والمطالبة من داخل المدرسة الشرعية ليست جديدة فهي تتكرر منذ سنوات ، لكن وزارة التربية مازالت حتى الآن تتحرى عمن أزال اسم الطائي من اللوحة المدرسية ، وتدرس إمكانية إقرار الرياضة المدرسية للبنات من عدمه ، ومن الواضح لكل متابع أن المشكلة بشحمها ولحمها وجذرها داخل أروقة الوزارة وليست خارجها ، وخطط الوزارة التطويرية مازالت تتعثر داخل هذه الأروقة منذ الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد إلى زمن الأمير فيصل بن عبدالله وستظل تتعثر إلى نهاية الفترة التي حددتها الوزارة لتنفيذ استراتيجيتها في عام (1444ه) ما لم يتم تنظيف هذه الأروقة مما علق بها من تطرف طيلة العقود الثلاثة الماضية التي وصلت إلى حد تحريم النشيد الوطني ورفع العلم ومازالت بعض أروقة الوزارة تحتفي بذلك الفكر المتطرف حتى اليوم. تنظيف أروقة الوزارة أولا وإلا فإن الاستراتيجيات والدراسات ستذروها رياح التطرف.