صندوق ساتيرنا كابيتال، وهو أكبر صندوق إسلامي لإدارة الأموال في الولاياتالمتحدة، سيطرح أول خطة له في ماليزيا، حيث يراهن على أن أسهم بلدان جنوب شرق آسيا ستنجو من الهزيمة التي منيت بها الأسواق الناشئة العالمية. يتولى هذا الصندوق، ومقره في ولاية واشنطن، إدارة أصول على المستوى العالمي تبلغ قيمتها 4.1 مليار دولار. وهو يسعى لجمع 100 مليون رينجيت ماليزي (30 مليون دولار) في السنة الأولى للصندوق في ماليزيا، وفقاً لما قاله منعم سلام، رئيس وحدة ساتيرنا المحلية، في مقابلة في كوالالامبور في 6 فبراير. وقال: إن البرنامج سيستثمر في الشركات التي تتعامل وفق الأحكام الشرعية في المنطقة، بحيث يركز على أسهم شركات مواد البناء والرعاية الصحية والأسهم الاستهلاكية. تراجعت الأسهم في بلدان جنوب شرق آسيا بأقل من نصف التراجع الذي سجلته أسهم الأسواق الناشئة هذا العام، بعد أن اتخذت حكومتا إندونيسيا وماليزيا خطوات لتعزيز وضعهما الاقتصادي، بعد أن أدى تقليص الاحتياطي الفدرالي الأمريكي لبرنامج التحفيز الاقتصادي إلى حركة خروج رؤوس الأموال من المنطقة. وتعتبر شركة فرانكلين تمبلتون للاستثمارات وشركة أبردين لإدارة الأصول من بين شركات إدارة الأصول التي استطاعت تأمين تراخيص لصناديق إسلامية، في السنوات الخمس الأخيرة؛ بهدف الاستفادة من الأصول المالية الإسلامية في ماليزيا والتي تبلغ قيمتها بحدود 163 مليار دولار. قال نِك نور ذو الثاني، رئيس مجلس إدارة شركة المحاماة «زيد إبراهيم وشركاه» في كوالالامبور، في مقابلة يوم أمس: «لدى ماليزيا قاعدة قوية في المصرفية الإسلامية، وبالتالي من المنطقي بالنسبة للصناديق الأجنبية أن تجعل من ماليزيا مركزها في المنطقة من أجل الحصول على استثمارات فيها. إن جنوب شرق آسيا في الوقت الحاضر مكان مناسب تماماً لتحقيق العوائد الطيبة» في إشارة إلى النمو الاقتصادي. نمو قوي سيزداد الناتج المحلي الإجمالي في ماليزيا بنسبة 5% في عام 2014، وهو الرقم المتوسط في استبيان أجرته بلومبيرج. وستسجل إندونيسيا نمواً بنسبة 5.4%، والفلبين 6.4%، وتايلند 4%، وفقاً لاستبيانات مستقلة. وفي تقرير صدر في الشهر الماضي عن آفاق الاقتصاد العالمي من صندوق النقد الدولي، قال إن الأسواق الناشئة ستسجل في المتوسط نمواً بنسبة 5.1%، في حين ستسجل الأسواق المتقدمة نسبة نمو مقدارها 2.2%. جدير بالذكر أن ساتيرنا كابيتال تتولى إدارة عدة صناديق في السندات والأسهم في الولاياتالمتحدة، ومن بين مقتنياتها شركات مثل: مايكرسوفت، وشركة الأدوية بريستول مايرز سكويب، وشركة القطارات الكندية. وأكبر اداة استثمارية للصندوق هي صندوق النمو أمانة، الذي يتولى إدارة أصول بقيمة 1.97 مليار دولار، وسجل في السنة الماضية عوائد بنسبة 16%، وهي نسبة تقل فقط بمعدل 1% عن نسبة 17% التي سجلتها الصناديق النظيرة. سيستهدف الصندوق المقوم بالرينجيت الأفراد الأغنياء من المحليين والأجانب، إلى جانب المستثمرين المؤسسيين، وفقاً لما قاله سلام. كما أن تزايد التجارة عبر المنطقة سيساند اقتصادات جنوب شرق آسيا، ويرى الصندوق أن الهبوط الأخير في قيم الأسهم على أنه فرصة للشراء، وأضاف سلام أنه يحب شركات صناعة الاسمنت هولسيم الفلبينية وشركة سيمن إندونيسيا (بيرسيرو) وشركة لافارج ماليزيا. نقطة انطلاق قال سلام، في معرض إشارته إلى شركات التأمين الإسلامية: «يوجد هنا قدر كبير من السيولة في المصارف الإسلامية وشركات التكافل التي ربما تبحث عن موطن لها. من أجل أن ندخل في صناعة الصناديق في هذه المنطقة، نعتبر أن هذه نقطة انطلاق جيدة.» يوجد في ماليزيا 175 صندوقاً نشطاً للسندات والأسهم الإسلامية، بلغت قيمتها الصافية 40.7 مليار رينجيت بتاريخ 31 أكتوبر، حسب أرقام من تقرير مركز المصرفية الإسلامية الدولية في ماليزيا. وهذا الحجم الصغير نسبياً من صناديق إدارة الأموال الإسلامية، حسب ما يقول التقرير، يعيق قدرتها على التنافس ضد المنتجات التقليدية وتحمل الدورات الاقتصادية العالمية. في العادة، لا تتوفر أمام شركات إدارة صناديق الأموال الإسلامية أدوات مالية كثيرة لتختار منها، حيث إن العرض من أوراق الدخل الثابت مثل الصكوك يفوق الطلب. وفي العام الحالي تراجعت عروض السندات الإسلامية بنسبة 12% لتصل إلى 3.3 مليار دولار، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. قال راج محمد، العضو المنتدب في شركة فايف بيلارز (الأركان الخمسة)، وهي شركة استشارية في سنغافورة: «هناك عدة عوامل تعيق نمو صناعة صناديق إدارة الأموال الإسلامية. فهناك نقص في رأس المال البشري، الذين يمكن أن يساند نمو الصناعة، والابتكار في المنتجات، وعمق المنتجات الاستثمارية الإسلامية.» منذ عام 2009 كانت صناعة إدارة الأموال الإسلامية في ماليزيا تنمو بمعدل 25% سنوياً في المتوسط، وفقاً لما يقوله زين الإسلام زين العابدين، المدير التنفيذي لأسواق المال الإسلامية لدى هيئة الأوراق المالية في كوالالمبور. وقال: إن قيمة صافي أصول وحدات الصناديق الإسلامية ستزداد بمعدل توسع سنوي مركب مقداره 20.7% في السنوات العشر المنتهية في 2020. وقال جيرالد أمبروز، الذي يشرف على إدارة ما يعادل 2.6 مليار دولار، بصفته العضو المنتدب في أبردين لإدارة الأصول: «إن آفاق الصناديق الإسلامية المختصة بإدارة الأموال في ماليزيا ما تزال طيبة. ونحن نرجو أن نُدخِل المزيد من الصناديق الإسلامية هذا العام، حيث إننا نريد تأسيس سجل لنا من الإنجازات قبل أن نقوم بالبيع على المستوى الدولي».