كم اشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نتفيأ ظلال اليوم الوطني لبلدنا الحبيب الذي تحل ذكراه اليوم، هذه المناسبة التي لا اشك انها تملأ جميع ابناء هذا الوطن بالغبطة والسرور، وهي غبطة لها ما يبررها بلاشك ، لان من ينظر الى السنوات الماضية خصوصا الى تلك اللحظات الفارقة التي وحد فيها الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ارجاء هذا الوطن وجمع اشتاته تحت راية واحدة، واطلق مقولته الخالدة: سأجعل منكم شعبا عظيما. منذ تلك اللحظات الفارقة والخالدة يدرك كل ذي عينين كيف تحققت هذه المقولة والتي يؤكدها ما تنعم به بلادنا الآن من مظاهر النهضة التي تعم كافة ارجائها في مختلف المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية حيث يجني ثمارها ابناء هذا الشعب الوفي بفضل تواصل مسيرة التنمية والعطاء التي يقودها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ، فاقتصاديا هاهي مظاهر النهضة العمرانية ممثلة في حركة البناء والتشييد تمضي على قدم وساق شاهدة على العمل الدؤوب الذي يبذله ولاة امرنا أعزهم الله من اجل غد مشرق لابناء هذا الوطن، وصحيا هاهي المستشفيات والمستوصفات التي كفلت للمواطن فرصة العلاج المجاني، ثم على المستوى التعليمي كثرت المدارس والكليات والجامعات والتي جعلت راية العلم ترفرف عالية خفاقة لنتفيأ ظلالها جميعا. واذا كنا ننهل من معين هذه النهضة التي لاتنضب فلأن ذلك تحقق بفضل ما تنعم به بلادنا من نعمة الامن والامان، هذه النعمة التي عشناها عقودا طويلة واصبحت مضربا للمثل بين المجتمعات الاخرى، ولا يغرنا ما يحدث من فئة مارقة شاردة افتقدت الرؤية الصحيحة والبصيرة المستنيرة تحت ضغط من افكارها المنحرفة وافقها الضيق الذي قادها للغلو والتشدد دون سند او برهان، واذكر هذه الفئة بأن وطننا لم يقصر في حقكم فلماذا اذن التطاول على آمنه وسلامه وازدهاره واستقراره؟ ان كان هذا الوطن الغالي يستحق فهو لا يستحق منا الا البذل والعطاء والتضحية والفداء، وما اظن ان ثوابت ديننا الحنيف رخصت لكم ترويع الآمنين وقتل الابرياء لا لشيء الا استجابة لغلوائكم وتطرفكم، واذكركم بقوله تعالى: (إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم) آل عمران واذكركم بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة، كما اذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) رواه النعمان، واذكركم اخيرا بأن باب العودة مفتوح لمن اراد، وما اظن هذه الوطن الطيب الا فاتحا لكم ذراعيه حانيا عطوفا متسامحا كما عهدناه دائما، فعودتكم هذا هي عودة لجادة الصواب وطريق الحق والفضيلة، وبها تنضمون لاخوانكم من شباب هذا الوطن الذي اكد بما يمتلكه من قيم الولاء والانتماء والوسطية والاعتدال حرصه على وطنه والتفافه حول قيادته الرشيدة في لحمة رائعة وترابط اصيل انطلاقا من وعيه لما يحاك ضد وطنه من مؤامرات، وادراكا منه وتقديرا لخطورة المرحلة التي يمر بها. نحن اليوم جميعا مع قيادتنا الرشيدة اعزها الله في خندق واحد خندق الاحساس بعظم المسئولية تجاه هذا الوطن والحفاظ على انجازاته ومكتسباته سواء في البيت او المدرسة او الجامعة بل في كافة مؤسسات المجتمع فانني اتوجه لكل مواطن ونحن نتفيأ ظلال اليوم الوطني لبلادنا الغالية لتجديد البيعة. نجدد البيعة بأننا جنود مجندة لاتألو جهدا ولا تذخر وسعا من اجل رفعة هذا الوطن ورقيه وازدهاره وتقدمه واستقراره. نجدد البيعة باننا يد واحدة خلف قيادتنا الرشيدة لمواصلة رحلة العطاء والانجاز وتنمية الوطن. نجدد البيعة بأننا ماضون على الدرب بتنشئة جيل واعد من ابناء هذا الوطن يذودون عن حياضه ويرفعون راياته بما يمتلكون من معارف وقدرات ومهارات وقيم اصيلة. أسأل الله سبحانه ان يحفظ لوطننا الغالي.. بلد الحرمين الشريفين أمنه واستقراره ورخاءه وازدهاره في ظل ولاة امره وفقهم الله لما فيه خير وصلاح هذا الشعب الوفي انه سميع مجيب. *عميد كلية المعلمين بالأحساء