توقع باحثون أمريكيون أمس الاثنين ان تكون أنواع من مرض السل مقاومة للعقاقير القوية قد وصلت الى ذروة مرحلة التحول الى وباء عالمي وانها تحتاج فقط الى تغييرات طفيفة لتساعدها على الانتشار بسرعة. وتظهر دراستان منفصلتان ان السل المقاوم للعقاقير المتعددة الذي لا يمكن علاجه الا بتناول مزيج من العقاقير تحت رقابة دقيقة على مدى شهور من غير انقطاع يمكن ان يبدأ في الانتشار بسهولة على نطاق أوسع. ويتزامن التقريران اللذان نشرا في عدد امس الاثنين من دورية نيتشر الطبية مع تقرير اخر نشر الاسبوع الماضي يقول ان جهود منظمة الصحة العالمية للسيطرة على السل المقاوم للعلاج بعقاقير متعددة لا تؤتي ثمارها بالقدر المأمول. واذا ثبتت صحة هذه التقارير فذلك يعني ان السل يمكن ان يعود للظهور مجددا بشكل خطير وبسلالات جديدة أصعب في مقاومتها من تلك القديمة. ويصيب مرض السل نحو 7ر8 مليون شخص سنويا ويقتل مليونين كل عام رغم الجهود التي تبذل على نطاق واسع للسيطرة عليه. وينتشر المرض عن طريق بكتيريا تنتقل عبر الهواء وتستقر في الرئتين وتسبب عدوى على المدى البعيد. ولا يمرض كثيرون ممن يصابون بالعدوى لكن يمكن ان ينقلوا عدوى المرض. وقضت الحملات الصحية والعلاجية المشددة على المرض في أماكن مثل اوروبا وامريكا الشمالية لكن ظهور مرض الايدز ومهاجمته لجهاز المناعة ساهم في عودة السل للظهور في التسعينات. وينتشر السل على وجه الخصوص في اوروبا الشرقية وجنوب شرق اسيا. وسلالات السل المقاومة لانواع عديدة من المضادات الحيوية تنتشر بشكل متزايد في مناطق ساخنة في روسيا واوروبا الشرقية وامريكا الجنوبية والصين واسرائيل. وتعرف الاستراتيجية الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية للسيطرة على مرض السل اختصارا باسم (وتس)وتعني المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر حيث يراقب خلالها موظفو صحة مدربون المرضى أثناء تناولهم المضادات الحيوية لفترة طويلة. وحتى الاهمال المحدود في تناول المضادات الحيوية يمكن ان يساعد السل على التبدل الى انواع مقاومة للعقاقير. الا ان بعض العلماء وجدوا ان السلالات المتحولة لا تنتقل عدواها بسهولة لاناس اخرين رغم صعوبة القضاء عليها لدى المصابين بها. ولذلك يركز مسؤولو الصحة في كثير من الدول على معالجة المرضى المصابين بداء السل الذي يسهل علاجه بالعقاقير. وتوضح الدراستان المنشورتان في دورية نيتشر ان ذلك يمكن ان يقود الى كارثة. وتقول سالي بلاور وتوم تشو من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس وميجان موراي وتيد كوهين من كلية هارفارد للصحة العامة انه حتى اذا تطورت القدرة على الانتشار في أنواع قليلة من سلالات السل فانها ستنتشر بالفعل وتسيطر. وطور الباحثون نماذج حسابية توضح انه سيكون من السهل على مرض السل المقاوم للعلاج بعقاقير متعددة التغلب على سلالات أخرى والانتشار. واضاف كوهين في بيان ان من الضروري ان تتضمن إستراتيجيات السيطرة على السل إجراءات لعلاج الأشخاص المصابين بالسل المقاوم للعقاقير المتعددة.