يواصل الإرهابي القديم - الجديد ارييل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني ومنذ إطلالته المشئومة على المسرح السياسي في منطقتنا المنكوبة به وبأمثاله ممن تربوا على عقائد عصابات (شتيرن) و (الهاجاناة).. وغيرهما العمل الدؤوب الذي لا يعرف كللا او مللا والذي لا يقيم وزنا لقيم إنسانية، أو أعراف دولية على وأد كل بارقة امل في استعادة المنطقة للسلام الذي فقدته منذ ان وطئت أقدام وأقدام آبائه وأجداده من شذاذ الآفاق ارض فلسطين العربية، مستغلا في ذلك مجموعة من العوامل أصبح من خلالها يجيد اللعب على أوتارها. أولى هذه العوامل - أو إن شئتم المتغيرات- هو الدعم الأمريكي المطلق واللامحدود لدولته سواء أكان ذلك ماليا، أو سياسيا، لقد جعل هذا الدعم وبالذات في ظل النظام العالمي أحادي القطبية من هذا الإرهابي العتيد حيوانا شرسا لا يتورع عن القيام بأي عمل وحشي غير عابيء على الإطلاق بنتائجه فمن امن العقوبة - كما يقال - أساء الأدب. اما العامل الآخر فهو غياب أو (تغييب) الدور الأرووبي - الروسي الذي أصبحنا لا نسمع له صوتا أو دورا فاعلا إلا في القضايا التي تتجنب الإدارة الأمريكية الحديث عنها، بمعنى آخر نستطيع القول بان ضمير هذا العالم (الحر!!) قد اخذ - مع سبق إصرار وترصد- قسطا وافرا من سبات (نوم عميق) جعلته لا يعي ما يحدث لشعب اعزل من مجازر يشيب من هولها الولدان. أما العامل الثالث والاهم فهو في هذا الضعف الذي استشرى في جسم عالمنا العربي والذي جعلت حركته تدور على الدوام إما من خلال (ردة الفعل) او استجداء مواقف الدول الاخرى تارة، او محاولة التحرك لاستصدار قرار أو (توصية)من احدى مؤسسات المنظمة الدولية تارة اخرى مع علمها اليقيني بان ذلك لن يقدم او يؤخر على الإطلاق، وبالتالي لن يلجم هذا الوحش الإسرائيلي المفترس. من هنا فلا غرو ان وجدنا شارون يستمر بكل الصلف والعنجهية في استخدام آلته وترسانته العسكرية بكل ما تملكه من تقنيات (امريكية الصنع) عالية الصنع من اجل اخضاع شعب اعزل إلا من إيمانه بعقيداته أولا، ثم بحقه في الحياة الحرة الكريمة أسوة بباقي شعوب هذه البسيطة. لقد مضى هذا الارهابي قدما في تنفيذ سياسته الرامية لهضم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني عبر (الشراسة الواضحة) في سياسة القتل المجاني الفردي والجماعي التي يتبعها، وكذلك القيام بتدمير المباني السكنية وتجريف الأراضي الزراعية، في محاولة (يائسة) لتحقيق السلام المزعوم لأبناء شعبه من خلال دفع الفلسطينيين للقبول بسياسة الأمر الواقع وبالتالي القبول (بأنصاف وأرباع الحلول) التي يطرحها والتي رفضها الشعب الفلسطيني على اختلاف طوائفه وانتماءاته الدينية مرارا وتكرارا. ولعل آخر المحاولات الشارونية في هذا الاتجاه هو إصراره، بل وسعيه الدائم لخلق (قيادات فلسطينية جديدة وبديلة) ترضى بما يعرضه عليها من حلول بما في ذلك المضي قدما في سياسته التعسفية تجاه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من (سياسة الحصار) التي فرضها عليه منذ سنوات إلى (الإبعاد) نهائيا من الأرض الفلسطينية. إن ما نريد التأكيد عليه هنا هو ان استمرار شارون في انتهاج سياسته التي تتسم (بالميكافيلية) تارة وبالهمجية المفرطة تارة أخرى لن تحقق لأبناء شعبه السلام المأمول بقدر ماتؤجج ينابيع الحقد والكراهية ضدهم ومن كافة شعوب الأرض أولا، وتجعل الآخرين وبالذات أولئك الذين فقدوا أعزة لهم من أبناء الشعب الفلسطيني يرفضون مبدأ هذا التعايش جملة وتفصيلا سواء انجح أم فشل المخطط الشاروني في خلق القيادة الفلسطينية البديلة مما يهدد على المدى (القريب جدا) ليس امن وسلامة من يعيشون علي الأرض الفلسطينية، وانما منطقة الشرق الأوسط بكاملها. اشك حقيقة في أن عقلية ارهابية كعقلية شارون تستوعب هذه الحقيقة إلا أنني أكاد أراهن على أن القادم وعلى المنظور القريب جدا سيجعل الناخب الإسرائيلي الذي جاء بشارون مرتين على سدة رئاسة الكيان الإسرائيلي يلعن اليوم الذي قدم فيه (صوته) على طبق من ذهب إلى شخص لم يفشل في تحقيق الأمن المنشود له في حاضرة، بل جعله يعيش مستقبلا مظلما بكل المعايير، وان غدا لناظره قريب. دمتم.. وعلى الحب نلتقي