اكد المحلل النفطي لوكالة الانباء الفرنسية انه وفي الوقت الحاضر، لايوجد سوى المملكة وحدها بين دول اوبك التي تتمتع بإمكانية الوفاء بالوعود بزيادة القدرات الانتاجية للنفط. واضاف المحلل الاقتصادي اما بالنسبة الى وعود الدول المنتجة الاخرى، فمن الافضل النظر اليها بحذر لان الارقام والتوقعات في هذا المجال لا تحمل مصداقية كبيرة، على حد ما قال ادريان لاجوس رئيس معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة، وهو مركز ابحاث في بريطانيا، اثناء ندوة النفط التي عقدت في فيينا الاسبوع الماضي عقب اجتماع اوبك. واشار المحلل الى انه في ظل اتهام دول اوبك بالفشل في استدراك ارتفاع الطلب على النفط الخام فإن دولها تكثف من وعودها بزيادة قدراتها الانتاجية لكن الاشهر المقبلة لا تنبىء باي انفراج على هذا الصعيد حتى ان بعض المحللين يعتبرون ان السوق النفطية ستدخل عصرا جديدا. واضاف سيشهد الطلب على النفط خلال 2003 و2004 اكبر زيادة له منذ 25 عاما عبر تسجيله قفزة تفوق اربعة ملايين برميل في اليوم ليصل الى حوالي 84 مليون برميل في اليوم. وتستهلك الصين وحدها ثلث الكمية اليومية كما ذكر الخبراء اثناء ندوة عن النفط نظمتها منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الاسبوع الماضي في فيينا. وقال المحلل: انه على الفور يبدو ان المشكلة لا تكمن فقط في كمية النفط المتداولة والتي يجمع الرأي على انها كافية لامداد السوق، وانما ايضا في القدرات الاضافية للدول المنتجة والتي توصف عموما بانها (صمام الامان) في حال تعرض انتاج احدى هذه الدول للارباك. ويتفق الجميع على ان هذا الهامش لم يكن ابدا ضعيفا كما هو عليه الان اي بين 5ر0 و 2ر1 مليون برميل يوميا في يوليو بحسب التقديرات، ولا يمكن الاستفادة فعليا الا من جزء منه فقط. مع العلم ان هذا الهامش كان اعلى من سبعة ملايين برميل يوميا في مطلع العام 2002. وتعقيبا علي ماسبق استشهد المحلل ببعض اقوال المشاركين في الندوة إذ نقل عن ادريان لاجوس رئيس معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة قوله حتى ولو اخذت هذه التقديرات على محمل الجد، فمن الواضح ان الصناعة النفطية سترزح فعلا تحت ضغط هذا الشتاء بسبب الارتفاع الموسمي للطلب على منتجات التدفئة. اما ان تبقى الاسعار ام لا عند مستويات مرتفعة على ما هي عليه الان، فهناك فرص قليلة لانحسار الطلب، كما اشار كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية. وقال مانديل ان الطلب على النفط غير مرن. وهذا التفاوت بين العرض والطلب والذي يبدو ان لا حل فوريا له ويقدم القليل من الرؤية للمستقبل، يثير قلق المحترفين في شؤون النفط. وهكذا تساءلت وزيرة النفط النروجية ثورهيلد ويدفي هل هناك امر اكثر اهمية يحصل الان؟. ومن دون الاجابة عن سؤالها الخاص، خلصت الى القول اعتقد اننا سنبقى نشهد اسعارا مرتفعة في المستقبل. اما لي رايموند صاحب المجموعة النفطية العملاقة اكسون موبيل فاجاب بحذر ردا على سؤال في الموضوع نفسه يبقى علينا ان ننتظر لنرى. من جهته قال ادريان لاجوس وهو يشير الى مرحلة تغيير اساسية ان مؤشرات صلابة العرض تزداد. وقال ان على المنتجين ان يدركوا هذه الشروط الجديدة ويتكيفوا معها سريعا. وفي مقاربتهم عن السوق وتحديد استراتيجيتهم، يفترض ان يقوموا بحركة انتقالية سريعة من منطق فائض الانتاج المزمن الى منطق الندرة على المدى القصير وربما على المدى المتوسط. وخلص الى القول يجب اعادة تحديد الاولويات: الاستثمار في توسيع قدرات انتاج النفط الخام بات من الآن فصاعدا هما حيويا.