عندما أخبرنا الأمين العام للهيئة الاستشارية للثقافة الأستاذ/ محمد رضا نصر الله خلال اتصال هاتفي ان لديه قليلا من الوقت لإجراء الحوار الذي وعدنا به منذ صدور التصريح الرسمي بانعقاد الملتقى الأول للمثقفين السعوديين كنا قد بلغنا تخوم اليأس من توفر فرصة للتحدث معه عن الملتقى.. أهدافه وفعالياته وقضايا عدة ذات صلة بالعمل الثقافي والحركة الثقافية في المملكة. وفيما كنا نقترب أكثر وأكثر من اليأس كانت تتفاعل وتتمازج في دواخلنا مشاعر التقدير والتفهم للمسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه.. مع مشاعر العتاب، عتاب المحبة على ما تصورنا انه خذلان لنا. لكن موافقته التي جاءت بعد انتظار طويل واتصالات كثيرة أزاحت العتاب ليبقى التفهم والتقدير ممزوجين بالشكر الوفير نظير وفائه بوعده، رغم إرباكه غير المقصود لنا حين تبين أن القائمة الطويلة من الأسئلة التي أعددناها أصبحت غير صالحة وذلك بعد تكشف الكثير من الحقائق والمعلومات عن الملتقى، و لم يبق ملائماً للطرح من تلك الأسئلة سوى سؤال واحد استهللنا به الحديث معه. بعد انتهاء الحوار أدركنا أننا لم نكن بحاجة إلا لذلك السؤال فاتحة للحديث ، فمن أجوبة الأستاذ/نصرالله تولدت الأسئلة كما ستتولد في المستقبل أسئلة وأسئلة أخرى عن الملتقي على نحو خاص والثقافة في المملكة على نحو عام ، لن ينتهي الكلام بانتهاء الملتقى ، فما هو الا البداية ..هذا مايؤكده ضيفنا.. فإلى الحوار في البداية نود طرح سؤال يعيدنا إلى البداية، إلى تأسيس وزارة الثقافة والإعلام للهيئة الاستشارية الثقافية.. الملاحظ أن كثيراً من الغموض والضبابية أحاط بهذه الهيئة وطبيعة عملها ودورها في الوزارة.. ترى ماذا قدمت الهيئة حتى الآن. وهل هي هيئة دائمة أم مؤقتة؟ الهيئة الاستشارية للثقافة ولدت فكرتها في اليوم الأول من تسلم معالي الوزير الدكتور فؤاد الفارسي وزارة الثقافة إضافة إلى وزارة الإعلام وذلك حينما جرى مجلس مع معاليه فرأى تشكيل لجنة أو هيئة استشارية . وفعلاً وبعد بحث مع معاليه تشكلت هذه الهيئة من أسماء أكاديمية مرموقة في المجتمع الثقافي وحرصنا على تنوع الاختصاصات لهذه الهيئة التي عقدت عدداً من الاجتماعات برئاسة معالي الوزير إذ كان حريصاً على أن يجعل الكرة في ملعب المثقفين والوزارة في انتظار انتقال القطاعات الثقافية إليها. كانت الهيئة تجتمع بين حين وآخر وتناقش بعض المعاملات والأوراق التي تحال من معاليه، وأتذكر أنه كان دائم الحرص والتفكير بأنه يريد أن يتحصل على استراتيجية وطنية للثقافة حتى يمكنه أن يتبنى سياسة ثقافية جديدة ممكنة التطبيق عبر برامج عمل وكيان إداري حديث وميزانية قادرة على الصرف خاصة وأن العمل الثقافي في المملكة يحتاج في البدء إلى تدشين بنية تحتية نفتقر إليها حالياً. أنتم تعلمون أنه لا يوجد لنا مثلاً حتى الآن قاعات مسرح ولا صالات فنون تشكيلية أو متاحف ولا توجد مثلاً مسارح ومجلات ودوريات متخصصة... كل هذه الأمور موجودة في بلد جار مثل الكويت من خلال المجلس الأعلى للثقافة والعلوم والآداب. الوزارة الآن متوجهة نحو إحداث نهضة ثقافية كما أشار الدكتور الفارسي في تصريحه المهم والذي افتتح به الحملة الإعلامية بعد إعلانه موعد الملتقى الأول للمثقفين السعوديين وهذا لن يتحقق إلا إذا تضافرت جهود المجتمع الثقافي برمته وحاول أن يحقق ما حاولت الهيئة الاستشارية للثقافة أن تصبو إليه وهو التحصل على صورة دقيقة للواقع الثقافي، ولقد حاولنا أن نتجول في أطراف المملكة التي تعتبر قارة شاسعة ولكننا لم نستطع كذلك فلم نشأ أن نعتمد على المعلومات المرادة من خلال هذه الجهة أو تلك، فنحن نريد معلومات حقيقية نسمعها مباشرة من ألسنة المثقفين والفنانين التشكيليين والمسرحيين والأدباء والشعراء الشعبيين... كل هؤلاء لهم مطامح قديمة متراكمة وحان الوقت خاصة في هذا الظرف الذي تشهد فيه بلادنا جملة من المشروعات الإصلاحية المجتهدة والمتوازنة لكي يؤخذ جانب التنمية الثقافية في اعتبار صانع القرار. هذا هو ما أتوقعه خاصة بعد أن يتوصل ملتقى المثقفين إلى توصيات واقعية عملية وغير إنشائية وغير خيالية. @ هل كانت فكرة الملتقى من الأفكار التي طرحتها الهيئة الاستشارية وبالنسبة للبنية التحتية هل وضعت أو ساهمت الهيئة في وضع تصور للبنية التحتية؟ بالنسبة للملتقى كانت هناك مجموعة من الأفكار وفي الأخير استقر رأي الهيئة الاستشارية للثقافة على هذا الرأي وكان المحضر رقم (19) المرفوع إلى معالي الوزير يؤكد على مقترح الملتقى الثقافي بقوة وقد رفعه للمقام السامي وجاءت الموافقة مثلجة للصدور ووجدنا بعد ذلك التشجيع لكي نخاطب كل شرائح المجتمع الثقافي دون تمييز أو تصنيف كبير وصغير، فالهدف من هذا الملتقى هو أن يقرر المثقفون مصيرهم وهم اليوم أمام لحظة تاريخية مفصلية. كثيراً ما نادينا بإنشاء وزارة للثقافة في كتاباتنا وكثيراً ما تطارحنا العديد من المشروعات ومعظمها كان حلماً واليوم حان الوقت لتحويل هذه الأحلام إلى وقائع على الأرض. @ واضح من صيغة وشكل الملتقى كما وردت في التصريحات الرسمية عن الملتقى أن البحوث وليس الحوارات والنقاشات المفتوحة هي قوام وعماد الملتقى، وبدا أن ما يروج على أنه فرصة لالتقاء المثقفين واستجلاء أحلامهم ومطالبهم تجاه العمل الثقافي قد جرى اختزاله إلى ما يشبه المحاضرات وهيمنة الأصوات الفردية بدلا من أن يكون تعددياً منفتحاً على أفق أرحب من الرؤى والآراء والتصورات.. ما تعليقكم؟ أولاً الخطابات التي أرسلت من قبل معالي الوزير إلى المشاركين في الملتقى بورقات عمل نصت على أن تكون ورقات عمل واقعية وذات أفكار إجرائية بوصف هؤلاء المستكتبين للملتقى الأول على دراية بالواقع الثقافي وأصحاب اختصاص وكل من استكتب إما أنه رئيس نادٍ أدبي أو أستاذ في الجامعة أو صاحب منشأة ثقافية سواء كانت رسمية أو أهلية إضافة إلى المفكرين من منتجي النظريات أو المبدعين من مصيغي النصوص. ولكي نصل إلى الأهداف بسرعة يجب الذهاب إلى ذوي الاختصاص.. وهكذا فالورقات بعدما أطلعت عليها وجدت أنها تحمل كثيراً من الأفكار الإيجابية والمقترحات الإجرائية وهذه سوف تثرى النقاش ونحن لم نقتصر على المشاركين الذين وصلوا إلى خمسين مشاركاً وإنما وسعنا الدائرة بدعوة أكثر من 150 مفكراً وأديباً وفناناً تشكيلياً ومطرباً حتى يثروا الحوار والنقاش الجاد والشفاف والعقلاني.. هذه ورقات العمل والمعول على تفعيلها يقع على تناولها بالحوار. @ نحترم وجهة النظر هذه ونقدر دوافع الاعتماد على أصحاب الاختصاص لكن ألا توافقنا الرأي أن الاعتماد على أصحاب الاختصاص لا يؤدي دائماً إلى تحقق النتائج المرجوة والإيجابية خاصة عندما يكونون بعيدين عن الواقع والمشهد الثقافي بقضاياه ومشاكله؟ ما العمل إذاً وما مقترحكم أنتم في الصحافة؟ @ لماذا لا يأتي الملتقى على شكل ندوات ذات تعددية صوتية وفكرية مما يتيح الحصول على رؤية أكثر شمولية للحقائق على أرضية المشهد الثقافي والطموحات والمطالب ؟ لماذا التورط من جديد في تكريس ظاهرة الأحادية الصوتية؟ لن يكون هناك متحدث واحد .. سوف يكون في كل ورشة عمل خمسة متحدثين فمثلاً واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها سوف يشترك الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري أمين عام مؤسسة خاصة مهتمة بالتنمية الثقافية وستتحدث الدكتورة عزيزة المانع بوصفها أكاديمية ذات خبرة في هذا المجال. هذا وقد حرصنا على أن يكون في كل ورشة عمل مساهمة نسائية وكذلك سيتحدث الدكتور فهد السماري أمين دارة الملك عبدالعزيز عن بعض التصورات الممكنة للجمع ما بين العمل الحكومي والمبادرة الأهلية في مسألة الثقافة، أما الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين فسيتحدث بوصفه رئيساً لنادي جدة الثقافي الأدبي وهو من أنشط الأندية مقدماً اقتراحات في غاية الأهمية من واقع خبرته العريقة. إضافة إلى ذلك فهذه الورقات لن تكون مقصورة أو بعيدة عن مسرح النقاش الذي سيكون مفتوحاً للجميع بالتساوي ولكن ما نرجوه من الأخوة المدعوين والمداخلين أن يكثفوا مداخلاتهم بعيداً عن الإنشاء بالنفاذ إلى المضمون مباشرة بأفكار إجرائية وواقعية @ المدعوون لم تنشر أسماؤهم حتى الآن هل كان هذا عن قصد؟ لا.. الأسماء المدعوة إلى الملتقى هم كل الأسماء الموجودة في المجتمع الثقافي والإعلامي. كل من تقرأ لهم في الصحف ومعظم من قرأنا لهم تنظيراً ثقافياً أو ممن استمتعنا بقراءة رواياتهم ودواوينهم الشعرية وسوف تكون هناك مساهمة ملموسة للمرأة السعودية، هذه التي بلغت اليوم شأواً متقدماً في التعليم وبرزت في العديد من الأعمال الثقافية والإبداعية على الصعيدين المحلي والعربي. @ هل سنشهد تكرارا لظاهرة الجلسات المغلقة أمام الإعلاميين على غرار ما يحدث في مؤتمرات الحوار الوطني؟ الباب مفتوح لكل حامل قلم أو ريشة أو صوت أو أي قارئ أو متذوق يجد في نفسه الرغبة في المشاركة بفكرة خلاقة فالملتقى سعيد بذلك. هدف الملتقى المصرح به هو وضع استراتيجية ثقافية على ضوء ما يتم بلورته من توصيات في ختامه. @ هل يعني ذلك أن الهيئة الاستشارية لم تضع اية تصورات ولو مبدئية أم سيكون الملتقى هو نقطة الانطلاق؟ الهيئة ليس بمقدورها أن تصيغ رؤية استراتيجية لأنه في الأخير سيكون عملاً فردياً والهدف من الملتقى هو أن نتمثل الروح الجماعية لأفكار المثقفين وتصورات المبدعين وتحويلها إلى برامج عملية عبر هذه الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أعطتها بعض الأولوية خطط التنمية الأخيرة، صحيح أنه جرى نقاش حول موضوع التنمية الثقافية في الصحافة ووسائل الإعلام.. مع ذلك حتى الآن لم يتوفر في بلد كبير وعظيم مثل المملكة استراتيجية وطنية للثقافة خاصة وأن المملكة بغض النظر عما تمثله من مكانة سياسية واقتصادية على الصعيدين الإقليمي أو الدولي إلا أن بلادنا لها مرموزية حضارية بما تنطوي عليه أرضه من نفائس وذخائر سواء على صعيد المواقع الجغرافية المذكورة في الشعر العربي القديم وقبل ذلك وبعده بوصف الجزيرة العربية هي مهبط الوحي والتنزيل ومهد العروبة ومن على ثراها الصحراوي تدفقت علوم اللغة والأدب وأي شاعر في التاريخ كان يريد أن يحقق مشروعيته لا يستطيع ذلك إلا حينما يأتي إلى هذه الجامعة الصحراوية لكي يتعلم دروس الإبداع من خلال علماء اللغة والأدب فيها.. وقصة والبة ابن الحباب الشهيرة مع الشاعر العباسي أبو نواس معروفة حين طلب منه أن يذهب إلى الصحراء ويحفظ كذا ألف بيت من الشعر ويتصل بعلماء اللغة ويتعرف على لهجات القبائل وبعد ذلك طلب منه نسيان كل هذا ويكتب الشعر من اللاذاكرة. بلادنا اليوم بلا مجمع للغة العربية هل هذا يعقل بينما دول أقل شأناً من المملكة فيها مجمع للغة العربية. كذلك فبلادنا حتى الآن لا تتوفر على مؤسسات ثقافية قادرة على استيعاب الحراك الاجتماعي والثقافي الجديد في المملكة خاصة في السنوات الأخيرة حيث شهد البلد تطورات اجتماعية واقتصادية هائلة... كل هذا غير مذكور ومؤصل لدى الرأي العام العربي نظراً لغياب صوتنا الثقافي. فبالثقافة نستطيع أن نحقق ذاتنا الثقافية ورسالتنا الدينية والقومية وبالثقافة نستطيع أن نكون. @ المؤسسات الثقافية الموجودة (الأندية الأدبية وفروع الجمعية) بلغت سن اليأس الثقافي وثبت عدم قدرتها على إدارة الشأن الثقافي بشكل يلبي ويتجاوب مع مطالب وطموحات الفاعلين في الساحة الثقافية.. هل هنالك نية في إعادة هيكلة هذه المؤسسات وتغييرها بشكل يرجى منه انتشال الحركة الثقافية من الركود الذي تعانيه؟ لهذا عقد الملتقى للنظر في هذه المؤسسات وعنوان الملتقى بالمناسبة هو (واقع الثقافة السعودية ومستقبلها) والهدف من ذلك أن يتم النقد الإجرائي لهذه المؤسسات واقتراح بدائل لها وثانيا أن هناك إلحاحا في كثير من ورقات العمل على ضرورة إنشاء مجلس أعلى للثقافة وهذه الفكرة كانت موجودة في وزارة المعارف أيام الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ يرحمه الله، فهذا المجلس هو الذي يضع السياسات والاستراتيجيات كما هو معمول به في كل الدول المتقدمة وفي مقدمتها على الصعيد العربي مصر، ووزارة الثقافة عبر وكالتها عادة تنحصر مهمتها في تنفيذ هذه السياسات والمجلس الأعلى للثقافة يفترض أن يتشكل من أبرز العقول المفكرة والمبدعة ممن لها مكانة في الحقل الثقافي.. هذا وهناك أفكار أخرى سوف يدهش المدعوون إلى هذا الملتقى بروعتها وفي ظني أن هذه الأفكار ممكنة التطبيق إذا توافرت الإرادة والتي هي اليوم مركوزة ومستندة على وجهة نظر الرأي العام الثقافي في البلد. @ يعيدنا ما ذكرته إلى موضع الجمع بين الثقافة والإعلام في وزارة واحدة.. لقد أثار ضم الثقافة إلى الإعلام الكثير من المخاوف والحساسية في المشهد الثقافي بتأثير من فترة زمنية طويلة كانت خلالها صورة وزارة الإعلام غير مضيئة في أذهان المثقفين نتيجة اقترانها بصورة الرقيب وقائمة الممنوعات.. ألن يمارس الرقيب سلطته على الثقافة.. وهل ستسلم من ذلك التوصيات في خاتمة الملتقى؟ بالنسبة لمسمى الوزارة لقد تغير من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة والإعلام، وبهذا أصبحت الأولوية للثقافة والإعلام سوف يكون معبراً عن هذه الفعاليات الثقافية، ولعله من الأنسب في البداية أن تدمج الثقافة إلى الإعلام لأن المثقفين والأدباء والفنانين بحاجة إلى الآليات الإعلامية المعبرة عن آرائهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وهم بحاجة كذلك إلى من يبني لهم المؤسسات ويقيم البنية التحتية ووزارة الإعلام قادرة على تلك، خاصة وأن معالي الوزير يعول كثيراً على وجهات النظر من ذوي الاختصاص والخبرة لتنفيذ خطة ثقافية طموحة لذلك فهو مهتم بتطوير الهيئة الاستشارية وطلب في عدد من الاجتماعات أن تستمر هذه الهيئة معه كخزان استشاري له فيما يتعلق بالأمور الثقافية والأدبية. @ هل هناك نية في لإضافة أسماء جديدة للهيئة؟ الأمر متروك لمعالي الوزير. @ هل جاء تشكيل الهيئة على أساس التمثيل المناطقي أوالاعتماد على الخبرات؟ ينبغي الاعتماد على ذوي الخبرة والكفاءة وكذلك روعي أن يكون الأعضاء موجودون في الرياض بحكم الاجتماعات المتوالية للهيئة قد تكون أحياناً كثيرة مرتين في الأٍسبوع. @ التوصيات لا يعول عليها كثيراً ولا تدعو إلى التفاؤل لأنها كما يقول كثيرون سوف تنتهي إلى الأدراج خاصة في غياب آليات لا تضمن أو تتابع عملية التنفيذ.. ما تعليقكم على ذلك؟ هذا يعتمد على المدعوين إلى الملتقى والمشاركين فيه.. بإمكانهم أن يوصوا بإيجاد لجنة متابعة لهذه التوصيات وعلى كل حال نحن في الهيئة الاستشارية هدفنا من هذا الملتقى أن يتم التواصل مع المجتمع الثقافي عبر التوصيات التي ستؤخذ كأساس في صياغة الاستراتيجية الوطنية للثقافة ولذلك خصصنا مقررين في كل جلسة عمل وغالبيتهم من الأكاديميين المتخصصين الذين سيأخذون هذه التوصيات إلى الهيئة الاستشارية قد يغني عن وجود لجنة متابعة. ونحن اخترنا مجموعة من ذوي الاختصاص كمقررين لجلسات العمل وهؤلاء سوف يستمرون معنا في الهيئة الاستشارية حتى الانتهاء من صياغة الاستراتيجية الثقافية بمعنى أن الملتقى لن ينتهي مع ختام فعالياته بل سيستمر بأفكاره وتوصياته. @ من تأمل الأسماء التي تسربت إلى بعض الصحف رأينا تكرار كثير ممن أخذ نصيبه من الحضور والتواجد في المؤتمرات والفعاليات الوطنية، يتوازى هذا مع تجاهل لأسماء من جيل الشباب المثقف الجديرة بالاهتمام.. أين موقع الشباب على خارطة اهتماماتكم وأنتم تستعدون لوضع استراتيجيات العمل الثقافي؟ نحن حاولنا أن نتمثل في جلسات العمل كل الاتجاهات الفكرية وكل الأجيال لم نستثن أحداً من الشيوخ والشباب.. الرجال والنساء لكي تناقش كل القضايا بوجهات نظر مختلفة. @ ذكرت أننا نعيش في قارة تزخر بثقافات مناطقية مختلفة هل سيؤخذ هذا الاختلاف .. بالاعتبار عند وضع استراتيجيات العمل الثقافي؟ من البديهيات اختلاف وجهات النظر فقد امست ضرورة ثقافية لتسيير حركة المجتمع، فالثقافة الحقيقية لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن هذه التعددية واختلاف وجهات النظر وإلا لن تصبح ثقافة ما لم تعبر عن حقيقة المجتمع الإنساني . @ سيعقد المؤتمر لمدة ثلاثة أيام وسيكون غنياً بالبحوث والجلسات المكثفة.. هل هذه المدة كافية لإعطاء هذه البحوث حقها من المناقشة؟ ثلاثة أيام كافية خاصة أن جلسات العمل غطت كل الموضوعات. @ هامش الحرية داخل أروقة المؤتمر هل نتوقع رحابة في حرية التعبير وإبداء الآراء؟ سأنطلق من مثل فرنسي شهير يقول لا تحيا الحرية بلا قيود. الحرية المطلقة فوضى وفي الملتقى سوف يجري نقاش شفاف عاقل ورشيد وملتزم بالثوابت الوطنية التي لن نخرج عنها.. الهامش التعبيري متاح بشرط ألا نتجاوز تقاليد الحوار ولا نتعدى على الثوابت الوطنية. هذا وسيزخر الملتقى بموضوعات عمل هي كالتالي: واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها المكتبات وصناعة النشر الإعلام والصنيع الثقافي والجوائز التقديرية المسرح دور المرأة الثقافي الموسيقى والفنون الشعبية الفنون التشكيلية حقوق المثقف ودوره في التنمية ثقافة الطفل الأنشطة الثقافية والمهرجانات،إضافة إلى محاضرة مهمة للدكتور غازي القصيبي. @ ماذا عن السينما؟ لماذا هي غائبة؟ لمَ لا نفكر في إيجادها؟ هناك أفكار مطروحة حول الاستعانة بتقنيات الإخراج السينمائي المعاصر فيما يتعلق بإحياء بعض المهرجانات والمخرجة نورة عمر السقاف في ورقتها أوصت بأن تستخدم هذه الوسائل التقنية في إحياء سوق عكاظ والدرعية باستخدام بعض الوسائل المسرحية ذات التقنية الحديثة. @ هل سيقيم الضيوف في مقر واحد؟ نعم سيقيم الضيوف في مقر واحد وستجرى الفعاليات برمتها في مركز الملك فهد الثقافي وهو مركز يعادل المراكز الثقافية الكبرى وذات مرة وأنا أحضر مناسبة ثقافية فيه كان من الحضور الشاعر المغربي وزير الثقافة الحالي محمد الأشعري وبعد انتهاء المراسم والأمور الرسمية عبر لي عن اندهاشه بالمستوى المتفوق الذي وجده في مركز الملك فهد وقارنه بمراكز لا تقل عنه في دول الشرق الأوسط والعالم. وسوف يجد المثقفون بغيتهم في هذا المركز إذا ما تبنى عرض أعمالهم التشكيلية وأقام لهم المناسبات والمهرجانات، ففي المركز قاعة مسرح وصالات اجتماعات وعروض وكل الإمكانيات الجديرة بنشاط ثقافي عصري. @ ماذا عن الخدمات التي ستقدم للإعلاميين؟ سيكون لهم مركز إعلامي في الفندق ومركز الملك فهد سيقدم كافة التجهيزات اللازمة للإعلاميين. وسيكون هناك مؤتمر يوضح كثيراً من التساؤلات بمركز الملك فهد الثقافي الثلاثاء القادم بحضور الأستاذ مسفر سعد المسفر وكيل الوزارة لشئون الإعلام الداخلي.