اعتمد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم مساء امس في القاهرة قرارا يدين الارهاب في العراق وعمليات القصف الجوي ضد المدنيين. وتلا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي فقرات من البيان المتعلق بالعراق الذي اعتمده الوزراء وينص على ادانة كافة اعمال الارهاب في العراق التي تستهدف المدنيين ورجال الامن والشرطة العراقية والمؤسسات الانسانية والدينية وأعمال الخطف التي تقوم بها المنظمات الارهابية وخاصة اختطاف المدنيين العاملين في الشركات الاجنبية التي تعمل لاعادة اعمار العراق والعاملين في المنظمات الدولية والانسانية التي تساهم في تقديم العون لشعب العراق وموظفي البعثات الديبلوماسية والصحفيين. كما اكد القرار ادانة عمليات القصف الجوي وغيرها من العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين العراقيين في مختلف المدن العراقية والتي تتسبب في سقوط العديد من المدنيين الابرياء والمطالبة بوقف هذه العمليات. وبالإجماع، اعتمد الوزراء عصر أمس، قرارا يؤكد حق لبنان في ممارسة خياراته السياسية الداخلية. وصرح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للصحافيين بأن القرار اعتمد بالاجماع. ويتجنب هذا القرار اي اشارة الى قرار مجلس الامن 1559. ويؤكد قرار الوزراء العرب على دعم قرار (لبنان) الحر في اقامة وتعزيز علاقات الاخوة والتنسيق والتعاون خاصة مع سوريا وسائر الدول العربية الشقيقة. ولا يتضمن القرار اي اشارة الى تعديل الدستور اللبناني الذي تقرر في الثالث من الشهر الجاري حتى يتسنى التمديد ثلاث سنوات (نصف ولاية دستورية) للرئيس اللبناني اميل لحود. ويكتفي القرار الذي يحمل عنوان التضامن مع الجمهورية اللبنانية بالاشارة في ديباجته الى التطورات الداخلية والدولية المتعلقة بلبنان. وبهذا، اتفق الوزراء على تجنب اتخاذ موقف من تدخل الاممالمتحدة في العلاقة السورية اللبنانية بعد أن اختلف الاردنوسوريا على النهج الملائم. وقال دبلوماسيون لرويترز إن وزراء الخارجية اتفقوا على مشروع قرار حول لبنان لا يذكر قرار مجلس الامن الدولي الذي يطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان وانهاء تدخلها في شؤون جارتها. لكن مشروع القرار مازال قابلا للتعديل. وقال دبلوماسي عربي ان التطرق لقرار الاممالمتحدة كان بمثابة الاختيار المستحيل أمام وزراء الخارجية المجتمعين في القاهرة في هيئة المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الذي ينعقد مرتين سنويا. وأضاف أنهم لا يستطيعون قبول القرار لانهم يعارضون التدخل الامريكي والفرنسي في الشؤون العربية لكنهم لا يستطيعون في الوقت ذاته رفضه لانهم يعتمدون في قضية النزاع العربي الاسرائيلي على قرارات أخرى لمجلس الامن. وينص مشروع القرار المطروح على الجامعة العربية على (مساندة لبنان في حقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية الداخلية ضمن الاصول والمؤسسات الدستورية ودعم قراره الحر في اقامة وتعزيز علاقات الاخوة والتنسيق والتعاون خاصة مع سوريا وسائر الدول العربية الشقيقة). وقالت مصادر الجامعة العربية ان مشروع القرار المختلف عليه كان محل اتفاق في اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أمس الأول الاثنين لكن الخلاف ثار حوله في الجلسة المغلقة التي عقدت امس لمجلس وزراء الخارجية. وأضافت المصادر أن وزير الخارجية الاردني مروان المعشر قال في الجلسة ان سوريا يجب أن تنصاع لقرار الاممالمتحدة لان الجامعة العربية لا تستطيع أن تتحدى قرارات يصدرها مجلس الامن وأن دول الخليج أيدت الموقف الاردني. وفي المقابل قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان هذا الموقف يعني الرضوخ للضغوط الامريكية. ونقلت المصادر عن الشرع قوله ان القرار يمثل تهديدا صارخا لسوريا وتدخلا رسميا في الشؤون الداخلية للبنان وفي العلاقات الثنائية بين الدول وان السكوت عليه يعطي أمريكا حق التدخل في كل شيء يخص العرب. وقال الشرع ان قرار مجلس الامن يهدف الى خدمة المصالح الاسرائيلية والضغط على سوريا لتتعاون مع الاحتلال الامريكي للعراق. وأضاف ان هذا لن يحدث أبدا، العرب وحدهم هم الذين يقبلون بقرارات الاممالمتحدة بينما تتجاهل اسرائيل قرارات المنظمة الدولية منذ الستينيات. وهون مسؤول في الجامعة العربية من شأن الخلاف قائلا ان أحدا لم يقترح تعديل النص المتفق عليه. ومن عمان نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن أسمى خضر المتحدثة باسم الحكومة الاردنية قولها امس ان الاردن يقف مع أشقائه العرب لكنه لا يمكنه الوقوف ضد الشرعية الدولية. ونقلت وكالة الانباء السعودية أمس الأول عن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح قوله ان مجلس التعاون الخليجي يؤيد قرار مجلس الامن الاخير الداعي الى انسحاب جميع القوات الاجنبية من لبنان. وقد أصدر وزراء الخارجية العرب في ختام اعمالهم، بيانا مستقلا ادانوا فيه ظاهرة الارهاب في العالم. وقال البيان الذي وزع على الصحافيين ان مجلس الجامعة العربية بعد ان استعرض الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة الارهاب في العالم وفي المنطقة والاحداث المؤلمة التي نتجت عن اعمال ارهابية، يجدد ادانته واستنكاره للاعمال الارهابية التي وقعت في مناطق مختلفة من العالم وتمثلت في اختطاف وقتل للرهائن في العراق وغيرها من البلاد كما يدين كافة الاعمال التي تطال المدنيين العراقيين وتضر بمصالح الشعب العراقي. ويؤكد البيان ادانة مجلس الجامعة العربية لما شهدته مدرسة بيسلان في اوسيتيا الشمالية جنوبروسيا من حادث احتجاز للرهائن غالبيتهم من الاطفال ما ادى الى نهاية ماساوية مؤسفة. واضاف البيان ان المجلس يعبر عن تأييده للجمهورية اليمنية في معالجتها الاعمال الارهابية في محافظة صعدة في اشارة الى مقتل حسين بدر الدين الحوثي الذي كان يقود حركة تمرد ضد السلطات اليمنية منذ ثلاثة اشهر في منطقة جبلية في أقصى شمال اليمن، حيث اسفرت المعارك عن سقوط نحو 400 قتيل. واكد الوزراء العرب في بيانهم ان مبادئ الدين الاسلامي الحنيف التي تقوم على العدل والرحمة والتسامح تحرم وتجرم القيام باي عمل يؤدي الى الاعتداء على الابرياء وايذائهم مشددا على ان الاسلام صان النفس البريئة وحرم قتلها وتهديدها او تعذيبها. كما جدد المجلس ادانته لارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل في الاراضي العربية المحتلة.