شهد العراق، أمس الأحد، يوما داميا قضى فيه 45 شخصا بينهم ثلاثة جنود بولنديين وسقط العشرات، في موجة من الهجمات والتفجيرات والمواجهات بين المقاتلين العراقيين والجيش الاميركي. فقد أعلن ناطق قيادة اركان القوات البولندية ان ثلاثة جنود بولنديين قتلوا واصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم وقع قرب الحلة (100 كلم جنوببغداد)، كما قتل ثلاثة من عناصر الحرس الوطني العراقي واصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار سيارة وعبوة ناسفة قرب المدينة. وقتل 13 شخصا، بينهم طفلان، واصيب 59 بجروح بينهم اربعة جنود اميركيين، حسبما أعلنت وزارة الصحة، خلال ثلاث ساعات من المعارك تخللتها غارة قامت بها مروحية على وسط بغداد. ووقعت الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش الاميركي والمسلحين العراقيين عند الفجر في شارع حيفا الذي يعتبر أحد معاقل المقاومة العراقية. وافاد متحدث عسكري اميركي بأن دبابة من نوع برادلي حاولت التدخل في المعارك فاصيبت بانفجار سيارة مفخخة قبل ان تدمر بواسطة دعم جوي لمنع نهبها، بعدها تجمع حشد حول الدبابة المحترقة وهم يرفعون شارات النصر فقامت مروحيتان باطلاق صواريخ باتجاههم ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص منهم على الاقل، من بينهم الصحافي الفلسطيني مازن الطميزي الذي يعمل لحساب تلفزيون العربية والقناة الاخبارية السعودية. وافاد مسؤول في وكالة رويترز للانباء ان صحافيين عراقيين اصيبا ايضا بجروح نتيجة الغارة الاميركية وهما مصور تلفزيوني يعمل لحساب هذه الوكالة ومصور يعمل لحساب وكالة غيتي. ووقعت مواجهات دامية، أمس الأحد، في الرمادي (100 كلم غرب بغداد) أوقعت عشرة قتلى واربعين جريحا، حسبما نقلت فرانس برس عن خميس السعد مدير مستشفى المدينة. وكان المقاتلون العراقيون هاجموا بقذائف الهاون قاعدتين اميركيتين ما ادى الى اندلاع معارك تواصلت حتى بعد الظهر. وخلت شوارع الرمادي من المارة وقام الحرس الوطني العراقي بمحاصرتها. وقرب سامراء (125 كلم شمال بغداد) قتل ثلاثة مدنيين عراقيين واصيب رابع بجروح عندما استهدفت عبوة ناسفة السيارة التي كانوا يستقلونها حسب ما افادت الشرطة العراقية. كما اعلن مسؤول في شرطة مدينة سامراء (125 كلم شمال بغداد) ان عراقيين كانا على متن شاحنة تسير في عداد قافلة عسكرية اميركية قتلا اليوم الاحد في انفجار سيارة مفخخة قرب سامراء استهدفت القافلة. وقتل أربعة من عناصر الشرطة العراقية واصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم بالرشاشات تعرضت له عربة كانوا يستقلونها من قبل مسلحين، في مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، حسبما ذكرت مصادر الشرطة. ونقلت فرانس برس عن الملازم فلاح حسن أن الهجوم وقع في الساعة 16، في المنطقة الصناعية بالمدينة. ومساء أمس قتل شرطي عراقي وأصيب سبعة آخرون بجروح، إثر قيام مسلحين بمهاجمة مقر للشرطة في حي الرماح في الموصل، حسبما أعلن العقيد نصر كرم، موضحا أن الهجوم وقع في الساعة 19.30 وفر على إثره المسلحون. وقتل ستة اشخاص بينهم ثلاثة من المهاجمين في انفجار اربع سيارات مفخخة ادت ايضا الى اصابة 18 شخصا بجروح في منطقة بغداد. وفي الهجوم الاول الذي استهدف سجن ابو غريب غرب بغداد لم تنفجر السيارة الا ان سائقها قتل. وفي الهجوم الثاني حاولت سيارة مفخخة اقتحام احد مداخل المنطقة الخضراء الا ان عناصر الحرس الوطني فتحوا النار باتجاهها فقتلوا سائقها. أما في الهجوم الثالث، فقتل العقيد علاء بشير من وزارة الداخلية مع ضابط في الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في العامرية غرب بغداد. كما اوقع الانفجار خمسة جرحى في صفوف عناصر من الشرطة. اما الهجوم الرابع بالسيارة المفخخة فوقع قرب مسجد ابن تيمية في غرب بغداد وادى الى مقتل عراقي اضافة الى الانتحاري واصابة 13 شخصا بجروح بينهم ستة عناصر من الحرس الوطني. وبين مساء السبت وظهر أمس الأحد، تعرضت المنطقة الخضراء، مقر قيادة القوات متعددة الجنسيات، التي تقع تحت حماية امنية مشددة، لسقوط 12 قذيفة هاون، حسب الجيش الاميركي. ونشر موقع على الانترنت بيانا منسوبا الى مجموعة ابي مصعب الزرقاوي يتبنى مسؤولية قصف المنطقة الخضراء. ووصف رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي، جميع أنواع الهجمات المسلحة بالارهابية ونعت منفذيها بالارهابيين، معلنا أن عملياتهم أدت الى مقتل ثلاثة آلاف عراقي واصابة 12 الفا اخرين بجروح مختلفة. وقال علاوي للصحافيين في البصرة، عقب لقائه محافظها حسن الراشد، إن الوضع الامني سيشهد طفرة نوعية اعتبارا من الشهر المقبل في الجيش والشرطة والحرس الوطني في جميع الجوانب التسليحية والتدريبية والانتشار، مفيدا بأن 12 فوجا سيتم نشرها في جميع محافظاتالعراق. واكد علاوي انه سيقوم الشهر الحالي بزيارة الى الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي بالرئيس الاميركي جورج بوش وسيناقش مسألة إعادة إعمار العراق مع مسؤولين في الدول المانحة، بالأمم المتحدة. وحول أمن المنشآت النفطية في جنوبالعراق والتي غالبا ما تتعرض لعمليات تخريبية، قال علاوي انه سوف تهيأ جميع المستلزمات اللازمة لحماية المنشآت النفطية بالتعاون مع القادة العسكريين للسيطرة على الانفلات الامني. واكد علاوي انه التقى بأناس في الفلوجة والرمادي في لقاء خاص وخيرهم بين عودة صدام حسين أو أسامة بن لادن، قائلا، قلت لهم ان كان هذا ما تريدون فسوف نلاحق من يحمل هذه الاهداف من بيت الى بيت، قلت لهم، أدخلوا العملية السياسية واذا فزتم افعلوا ما تريدون واطلبوا من القوات المتعددة الجنسيات ان تغادر البلاد. ورافق علاوي في زيارته للبصرة، وزراء الدفاع حازم شعلان والداخلية فلاح النقيب والمحافظات وائل عبد اللطيف والدولة قاسم داود. وكان الرئيس العراقي غازي الياور زار الولاياتالمتحدة في حزيران يونيو الماضي وشارك في قمة الدول الثماني في سي ايلاند بولاية جورجياجنوب شرق الولاياتالمتحدة.