مرضى الفشل الكلوي شريحة من المجتمع ابتليت بهذا المرض مما دفعهم الى عملية الغسيل الكلوي بصورة مستمرة ومنتظمة جراء توقف الكليتين عن عملهما بصورة جزئية او نهائية ومع ذلك يعد الغسيل الكلوي في حد ذاته منجاة لهم بغض النظر عما يواجهونه من معاناة لا تتوقف حيث كان في السابق يتوفاهم الله قبل ان توفر لهم هذه الخدمة، وعن معاناة مرضى الفشل الكلوي، وعن دور المجتمع والايادي البيضاء في مجتمعنا لخدمة هذه الشريحة والتخفيف من معاناتها، ومنها المناداة بإنشاء جمعية خاصة بمرضى الفشل الكلوي سلطت (اليوم) الضوء على هذه الشريحة من مجتمعنا من خلال هذا التحقيق. رحلة شاقة بداية تحدث مدير مستشفى الجبيل العام الدكتور/ عماد مشاري اليحيى فقال: ان معاناة هؤلاء المرضى تبدأ باصابتهم بامراض مزمنة على رأسها مرض السكري وامراض القلب وضغط الدم ونتيجة لشدة تلك الامراض وتفاقمها الناجم عن عدم التزام المريض بمتابعة العلاج من الطبيب المختص او تجاهل اتباع الحمية المطلوبة فكل ذلك يؤدي في النهاية الى عجز الكلى عن القيام بوظائفها، وتبدأ رحلة المعاناة مع الغسيل الكلوي حيث يعاني مريض الفشل الكلوي طوال يوم الغسيل من الاستعداد للقدوم للمستشفى او المكوث على مكينة الغسيل الكلوي مما يصيبة بالارهاق النفسي او الجسدي ويجعله يشعر بحاجته للراحة باقي اليوم ويضيف الدكتور اليحيى قائلا: إن مريض الفشل غالبا ما يكون في امس الحاجة للراحة حتى في اليوم الآخر هذا ان كان يتعين عليه الغسيل مرة واحدة اسبوعيا اما اذا كانت حالته تستدعي الغسيل ثلاث مرات اسبوعيا فهذا يعني ان معاناته اصبحت يومية ويعيش اغلب اوقاته في صراع لاينتهي مع غسيل الكلى. ولا ريب ان ذلك يؤدي الى تدهور حالته الاجتماعية او الاقتصادية هذا فضلا عن تدهور حالته النفسية. أجهزة الغسيل ويؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تغفل عن هذه الشريحة من المجتمع من خلال دورها الرائد في التخفيف عن معاناة تلك الشريحة من المرضى وتفضلت مشكورة خلال السنوات الاخيرة، بتوفير اجهزة الغسيل الكلوي. (اليوم) وتضامنا مع هذه الشريحة قامت بزيارة لوحدة غسيل الكلى بالجبيل للاطمئنان على احوالهم وما يعانونه. 18 عاما يقول خالد محمد هزازي: اعاني مرض الفشل الكلوي منذ اكثر من 18 عاما وقد تبرع والدي رحمه الله بكليته ولكن قضاء الله وقدره لم يقدر ان تنجح هذه العملية وفشلت بعد خمسة اعوام من زراعتها! اما معاناتي مع الفشل الكلوي فحدث ولا حرج فهي معاناة صعبة وشاقة ومريرة في نفس الوقت والسبب اني اختلف عن الآخرين من مرضى الفشل الكلوي بسبب انني اعاني ضعف الاوردة مما ادى الى صعوبة ايجاد وصلة غسيل. وذهبت الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لعمل وريد اصطناعي في رجلي اليسرى ومازلت امارس عملية الغسيل عن طريق الوريد الاصطناعي حتى اليوم حيث اني اقوم بالغسيل ثلاث مرات في الاسبوع وانا الآن عاطل عن العمل والمعيشة فيها من الصعوبة التي لاتطاق وحيث اني في السابق كنت مؤذنا في احد المساجد وبعد رحلة علاج لدولة الباكستان لزراعة الكلى قدمت استقالتي من العمل، اما عن امكانية زراعتي كلية اخرى بعد فشل الاولى فهي ممكنة اذا كان هناك متبرع فقد نصحوني بهذه الزراعة في اسرع وقت ممكن لان الوريد الصناعي ليس مضمون الاستمرار حسب حديث الاطباء المختصين وقد يعرض -لاسمح الله - للموت. شهر ونصف الشهر اما محمد علي القرني فيقول: انه مريض بالفشل الكلوي منذ شهر ونصف الشهر تقريبا وكان يعاني ارتفاعا في ضغط الدم منذ عام تقريبا ويناشد اصحاب الانسانية التبرع له بكلية حيث انه حاول اقناع اقاربه ولكن دون جدوى، وعن معاناته اليومية. يضيف اعاني ارهاقا وتعبا شديدين ودوخة ولايسعني الا ان اشكر القائمين على المستشفى على جهودهم الحثيثة لخدمة هذه الشريحة من المرضى. ضغط الدم ويضيف سعد سرور الفرحان (وهو مريض بالفشل الكلوي منذ شهرين): ان سبب تعرضه لهذا المرض الخطير حسب قوله هو ارتفاع في ضغط الدم ويصف وضعه وهو في بداية المرض بأنه محبط ويؤكد ان هذا المرض غير مجرى حياته بشكل غير طبيعي وتمنى ان يجد من يتبرع له بكلية في القريب العاجل ويشكر القائمين على المستشفى في وحدة غسيل الكلى. معاناة مستمرة