يعرّف تفكير مصفوفة 22 أنه أسلوب عالمي يتمتع بقدر كبير من الشفافية لتحقيق أهداف متميزة وغير عادية. فهو منهج لحل المشكلات يسمح بفحص موقف معقد من خلال إطار تقديم المصفوفة كمجموعة من المصالح المتضاربة. وبدلا من البحث عن حل واحد سليم فقط، يبحث إجراء 22 عن الفهم السليم، والمنظور الصحيح والبصيرة المتنورة. يقول أليكس لوي وفيل هود في كتابهما (قوة مصفوفة 22) أن تفكير مصفوفة 22 يساهم في تحويل التوتر إلى شيء إيجابي، ويؤدي إلى فتح موضوعات وتساؤلات غاية في الأهمية. وتظهر نتيجة لذلك أهداف متضاربة، لكنها في ذات الوقت تصبح علامات جيدة لوضع معايير البحث. ولأن التفكير يقيم كلا من أعلى وأدنى حالات الأهداف المتضاربة، يتم تكوين مجموعة من الخيارات المطروحة، بدلا من إجابة واحدة أو حل واحد فقط. ويقولان ان هذه المصفوفة تعتبر أداة تمثيلية قام باستخدامها عدد لا يحصى من الأفراد والمجموعات في شتى المجالات والأنشطة. وهي تقوم على نماذج من أعمال استشاريين رواد وأساتذة جامعات وعلماء اجتماع ومنظرين إداريين، نذكر منهم مايكل بورتر، وستيفن كوفي وجاري هاميل، وبراهالاد، وغيرهم، بهدف رفع أدائها من مجرد أداة تمثيلية إلى بيان أن هذا النموذج هو أحد أكثر الأسلحة قوة ومرونة في ترسانة أسلحة المثقفين والعاملين في مجال المعرفة والمعلومات. ويقدم لنا لوي وهود كنزا كاملا من مجموعة متنوعة من المواد، من حالات دراسية، ومفاهيم ومصطلحات من التقاليد الجدلية، ومن الكتابات الإدارية الكلاسيكية، بالإضافة إلى أحاديث مع خبراء ممارسين يوضحون كيفية الاستخدام العملي لمصفوفة 2*2، وتطبيقه على نطاق واسع من المعضلات الإدارية والوصول إلى قلبها، ثم إشراك آخرين في البحث عن افضل الحلول. ثم يقدم المؤلفان 55 إطارا لمصفوفة 2*2، موضحين التوجه الاستراتيجي لبعض أحدث الحلول لأصعب المشكلات الإدارية. وبذلك يعتبر هذا كتابا لا غنى عنه لواضعي استراتيجيات المؤسسات، والمستشارين الاداريين، والأساتذة بكليات إدارة الأعمال وغيرهم. ورغم أن تفكير 2*2 قد يكون عالميا، إلا أنه ليس سهلا. ورغم انه يمكن تطبيقه على المستوى الفردي لمجابهة مشكلة منفردة، إلا أنه يصبح أكثر تحديا وغموضا عند تطبيقه على مجالات القيادة والاستراتيجية - وهي حالات يمكن أن يكون لمهارات حل المشكلات وأدواته الممتازة أكبر الأثر فيها. تحت هذه الظروف يمكن تطبيق مجموعة من المبادئ والممارسات الأساسية، منها: 1) الصراع وضع ضروري للانطلاق إلى آفاق أرحب في مجال حل المشكلات 2) التوقيت حيوي وهام للغاية. فالفكرة الجيدة في التوقيت غير المناسب لن يكون لها نصف تأثير وقوة الفكرة الجيدة في التوقيت المناسب. 3) التبسيط هو المفتاح الرئيسي عند رسم خريطة لوضع شديد التعقيد. 4) المشاركون في تطبيق هذا الإجراء يجب أن يكونوا مهتمين به شخصيا، ويتحقق ذلك بأعلى درجة عندما تعود عليهم نتائج الإجراء بالنفع والفائدة. وعليهم كذلك أن يتحملوا مسئوليتهم عن أية خطوات يتخذونها بشأن هذا الإجراء، أو في أي مرحلة من مراحله التخطيطية أو التطبيقية. ويلاحظ المؤلفان أن هناك عدة طرق وأساليب ومناهج لحل المشكلات. ولكن القدرة والاستعداد لرؤية الجوانب المختلفة لأي موضوع، ووجهات النظر المختلفة بشأنه، والربط بينها بسرعة وبطريقة ابتكارية جديدة هو ما يميز حلا عن آخر. فالهيكلة والموقف الإيجابي الابتكاري هو ما يجعل من مصفوفة 2*2 أداة رائعة لحل المشكلات. وهو ما يجعله يقترب من كونه فنا أكثر منه علما. وأخيرا ينصحك مؤلفا هذا الكتاب أن تقرأ مقدمات عن مصفوفة 2*2 إن لم تكن على علم عميق بها، قبل أن تقرأ هذا الكتاب. وذلك لأنه يلقي نظرة مختلفة على أسلوب استخدام هذا الإجراء. ولن تتمكن من الاستفادة منه تطبيقيا إلا إذا كنت على علم تام به نظريا أولا قبل ذلك. The Power of the 2x2 Matrix: Using 2x2 Thinking to Solve Business Problems and Make Better Decisions By: Alex Lowy and Phil Hood 339 pp. - Jossey-Bass