عزيزي رئيس التحرير عندما كنت أطالع جريدة اليوم في عددها 11401 استوقفني خبر وقوع صاحب أكبر مجموعة صيدليات في المملكة في قبضة رجال الأمن لقاء تقديمه رشوة لأحد مسؤولي وزارة الصحة تقدر بأكثر من عشرة ملايين ريال مقابل تقديم تنازلات في بعض الاجراءات الادارية المتعلقة بأنظمة ولوائح الرخص الطبية، بعدما قرأت الخبر بت أتساءل: هل يا ترى هذا الخبر حقيقة أم لا؟ وأخذت أنفي وأكذب ما نشر جملة وتفصيلا.. ولكن صح الخبر فقد تناولته وسائل الاعلام خلال الفترة الماضية، لماذا هذا العقوق مع الوطن والمواطن؟ من الذي كون هذه الثروة لهذا الراشي بما يعادل 200 صيدلية؟ أليس الوطن والمواطن؟ بلى.. إن صاحبنا يريد أن يرد الجميل بجزاء سنمار؟ الجميع لم يستغرب شجاعة وزير الصحة في نشر هذا الخبر؟ لم تمنعه الصلاحيات بقفل الموضوع خوفا على سمعة الوزارة بل أبلغ المباحث الادارية وتولت الاجراءات المتعلقة بإثباتها.. تحمل المسؤولية لأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.. عندما صدرت التوجيهات الكريمة بتعيين الدكتور حمد المانع وزيرا للصحة وضعت يدي على قلبي خوفا أن يفقد حيويته ونشاطه المعهود ولكنه أثبت أن الذهب لا يصدأ مهما كان وفي أي مكان وضع، نقدر ونثمن لهذا الوزير النادر شجاعته وحنكته الذي تصرف بحكمة وواقعية وجرأة واضعا مصلحة وزارته نصب عينيه؟. حسنا فعلت وزارة الصحة عندما أعلنت عنها ولكن (الزين ما يكتمل) فلو أعلن عن اسمه اعلاميا لكان أولى وأجدر حتى يكون عبرة لغيره.. إن اقدام الراشي على دفع رشوة تقدر بعشرة ملايين ريال يعادل في الجرم قتل نفس بريئة بدون حق لأن الراشي ملعون وفي النار كما جاء في الحديث الشريف كفانا تحمل المراكز الصحية المتهالكة التي أكل عليها الزمن وشرب، كفانا تلك المجازر الطبية التي راح ضحيتها الأبرياء، ليأتي من يلعب بصحة المواطن والمقيم، ليتها دفعت للمساهمة في بناء مرافق صحية، أو إنشاء مرافق تعليمية، لكن هيهات هيهات إنها دفعت لتسهيل تقديم تنازلات ادارية والخوف كل الخوف أن تكون لدخول أدوية منتهية الصلاحية!! أو أدوية محظورة دوليا!! أو لدخول أجهزة طبية مقلدة الصنع!! أو لتحقيق مآرب أخرى لأن وراء الأكمة ما وراءها!! في الغرب يتسابق أصحاب رؤوس الأموال وهم غير مسلمين الى المساهمة في بناء المراكز الصحية والتعليمية!! وأصحابنا في بلادنا يتسابقون في دفع الرشاوي واستغلال الفساد الاداري لهدم المعمورة!! فلم نسمع إلا ثلة ممن تجري الوطنية في دمائهم من أنشأ أو ساهم في بناء مركز صحي أو مرفق علمي! قبل فترة وجيزة حلت بجازان كارثة انسانية لم تشهد لها المنطقة مثيلا فلم نسمع عن الراشي مد يد العون لتخفيف كربتهم بعشرة ريالات ولكنه أطلق العنان لنفسه وأهوائه وشيطانه في دفع عشرة ملايين ريال خيانة لدينه وبلده فمن أمن العقوبة فقد أساء الأدب. إن القضاء على الرشوة والتعامل معها يحتاج الى وقفة صادقة من المواطن والجهات المعنية للوقوف صفا واحدا لاجتثاث جذور هذه الممارسات الخطيرة، يجب ايقاف الراشين عند حدهم وألا تتاح لهم الفرصة بالتلاعب بمصالح الناس خاصة في ظل تعايشهم مع شعب طيب سهل التأثير عليه، كمواطنين نقول للدكتور حمد المانع بيض الله وجهك وعليك بهم وعلى كل من يتستر على مثل هؤلاء أو يعطيهم الضوء الأخضر، لا تأخذك فيهم لومة لائم، بارك الله في كل من ساهم في ضبط هذه العملية القذرة ونتمنى من المباحث الادارية أن تصعد من جهودها لأن الرشوة وان صغرت قيمتها انما تدمر الوطن بأكمله، إننا بحاجة الى أن يتحرك كل في وزارته وليجعلوا من وزير الصحة قدوة لهم وليفضحوا من يقع بين أيديهم؟ على الجميع المناداة عبر وسائل الاعلام بتطبيق أشد العقوبة لهؤلاء المفسدين. وأخيرا وقفة اجلال وتقدير واحترام يستحقها بكل جدارة ذلك المسؤول في وزارة الصحة برفضه لرشوة عشرة الملايين ريال. @@ مشبب عبدالله الدوسري