لا أدري إن كان وزير الصحة الدكتور حمد المانع أكثر وزراء الدولة شجاعة أو جسارة في اكتشاف إحدى الرشوات ، أم أن وزارته هي من أكثر الوزارات تحسسا في هذا الجانب؟. المهم أن المواطن في هذا المجتمع السعودي الذي لا يقبل الرشوة ويحاربها كظاهرة اجتماعية سيئة يقدر ويثمن لهذا الوزير الشهم جسارته تلك وبراعته في اكتشاف مثل هذه الأمراض التي أخذت للأسف الشديد تنخر في جسد المجتمع وتؤدي إلى تشويه وجهه .. وللأسف الشديد أن بعض ضعاف النفوس في هذا الوطن ما زالوا لا يتورعون عن ارتكاب مثل تلك الأخطاء الفادحة التي ترقى دون شك إلى مرتبة الجريمة. وما اكتشفه الوزير يقودني إلى تسجيل تقديري العميق لإدارة (المباحث) الإدارية التي ساهمت مساهمة ملموسة وإلى حد كبير في اكتشاف رشوة الملايين العشرة التي أعلن عنها وزير الصحة يوم أمس الأول ونشرت في صحافتنا المحلية. وقد تبادر إلى ذهني سؤال أظنه يحمل الكثير من الوجاهة وهو موجه لإدارة المباحث الإدارية وفحواه : لماذا لا تعتمد الإدارة نشر مثل هذه القضايا في الصحف .. فجريمة الرشوة كما اعتقد تتساوى في ضررها على المجتمع مع مختلف الجرائم الأخرى التي تلحق بالمجتمع افدح الأضرار وأوخمها .. بل ان الرشوة بكل مسمياتها وأشكالها ودوافعها الانحرافية تمثل في رأيي كارثة من الكوارث التي تضر المجتمع وتضر بأفراده. ما اقدم عليه الوزير باكتشافه تلك الجريمة يُعد عملا وطنيا رائعا يفخر به كل مواطن بل هو نموذج لا بد أن يحتذى من قبل كل مسؤول ، فتمرير التنازلات في بعض الإجراءات الإدارية الخاصة بأنظمة ولوائح الرخص الطبية التي لوح بها من أقدم على تقديم رشوة لأحد المسئولين بوزارة الصحة يُعد في حد ذاته خرقا واضحا للأنظمة وتلاعبا بتلك اللوائح واستهانة بما شرعته الوزارة من خطط صحية لخدمة المواطنين ، فالتحايل على أنظمة الوزارة والتلاعب بها أمر خطير حاول صاحب تلك المجموعة الكبيرة من الصيدليات بالمملكة ارتكابه ولكنه ضبط بالجرم المشهود وخاب ظنه في تمرير ما أراد تمريره من مخالفات وتحايل. فالرشوة التي حاول ذلك الشخص تقديمها لأحد المسئولين بالوزارة تتمحور في تسهيل نقل ملكية الصيدليات والإعفاء من شرط الصيدلي السعودي ، وهو عمل يتجاوز التعليمات المعمول بها والتي من شأنها كما يعرف الجميع الحد من احتكار الشركات في القطاع الصحي الخاص. لقد تمكن معالي الوزير بحسن تصرفه وذكائه من توجيه المسئول بالوزارة الذي كان من المفترض أن يقبل تلك الرشوة بمجاراة ذلك الشخص بالتنسيق الدقيق مع إدارة المباحث الإدارية بوزارة الداخلية إلى أن وقع الفأس في الرأس ، ونجحت هذه الخطة التي رسمها معاليه للإيقاع بذلك الشخص المستهتر بأنظمة الوزارة ولوائحها الصحية .. فقبض عليه متلبسا بجريمته حينما قدم الراشي مبلغ مليون ريال كدفعة أولى للمسؤول في حساب مخصص لتلك العملية على أن يسدد المبلغ المتبقي من الرشوة عند نقل ملكية الصيدليات المراد نقل ملكيتها. وقد حبكت تفاصيل الخطة لإيقاع ذلك الشخص في حبائل عمله المشين عندما قدم له التعميم الذي طلبه الراشي ، ومن ثم قام بإحضار بقية المبلغ المتفق عليه ، فقبض عليه متلبسا بجريمته المشينة. إنها خطة ناجحة تحسب تفاصيلها وجزئياتها لذكاء معالي الوزير وحنكته وحسن تصرفه وتقديره للأمور ..ويبقى هذا العمل شاهدا على أهمية احتواء تلك الظاهرة السيئة في مجتمعنا السعودي وكشف من يقومون بها والمطلب الوطني هنا التشهير بأصحاب تلك الضمائر الميتة في الصحف المحلية ليكونوا عبرة لمن أراد أن يعتبر. @@ كلام للريح .. .. وتأتي حروفك موجعة حتى العظم .. لتأخذني في مسافات ومحطات كانت .. ثم أنظر من ثقب آخر لأرى الزمن الآتي المسكون بالوجع مرة أخرى .. وهنا اكتشف في اللحظة نفسها أن العالم أصبح (كومة) من الأوراق الوردية .. وهنا انتهاء الحلم .. بأنفاس وردية هو الآخر. @@ وخزة .. إغماض العين عن الحقيقة لا يعني غيابها. @@ تذكر .. تذكر يا سيدي أن الدهر يومان .. يوم لك ويوم عليك .. فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر.