«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة حمراء منحتنا السفر للخارج
سلطان بن درويش يتذكر:
نشر في اليوم يوم 10 - 09 - 2004

مهما تباعدت الأزمنة من حياتنا اليومية.. ومهما تنوعت بوسائلها المعيشية.. إلا أنها تظل رحلة طويلة في الكفاح والمشقة نبحث من ورائها عن أنفسنا وما يؤول إليه مصيرنا.. ضيفنا لهذا الأسبوع شق طريقه منذ مراحل البدايات بمرارة وصعوبة في البحث عن مصادر الرزق والذي كان ليس فيه الخيار إلا الغوص في البحر ومعاناته والتي يرى فيها مرارة الجوع وحرارة الشمس. "ضيف اليوم" من رأس تنورة عمل بصيد اللؤلؤ وبأرامكو في الحفريات وفي الصيانة لإصلاح المواسير وأسلاك الكهرباء، دخل البحر مدة 4 أشهر وعشرة أيام يرى أنها رحلة وتجربة فيها الكثير من المعاناة التي لا يتمنى أحد أن يعود إليها مهما دعت الظروف والأزمنة ضيفنا هو سلطان بن درويش لنبدأ الحوار معه.
السيرة الذاتية
سلطان بن درويش محسن الهاجري من مواليد 1343ه بالراكة متزوج وعدد الأولاد 7 أكبرهم خالد ويعمل بالهيئة الملكية بالجبيل ودرويش موظف عسكري ومحمد يعمل بالهيئة الملكية وثلاث بنات.. مارس صيد اللؤلؤ مبكراً منذ طفولته حيث دخل البحر مع والده إلى أن استقل بالصيد حينما قام بشراء سفينة مع رفقاء له وعددهم "7" ودخلوا البحر حتى بحث عن العمل الوظيفي بشركة أرامكو السعودية وشغل بوظيفة عامل حفريات في رأس تنورة لمدة ثلاث سنوات ثم مصلح كهربائي للمواسير وأسلاك الكهرباء والهاتف لمدة 37 عاماً ثم تقاعد من الشركة ودخل عالم التجارة الحرة في رأس تنورة ولا يزال يعمل فيها.
البحث عن اللؤلؤ
@ بودنا أن نسلط الضوء في بداية حوارنا معك حول البدايات كيف كانت وما مراحل التنشئة الأولى فيها؟
حياتنا في بداياتها كان فيها شيء من الصعوبة وهي في الغوص حيث كنا ندخل البحر من دارين ومن رأس تنورة إلى الجبيل للبحث عن اللؤلؤ الذي نذهب بالأربعة أشهر وعشرة أيام مبتعدين عن أهلنا وأقاربنا، كل ذلك للبحث عن المعيشة التي كانت ضيقة وغير متوفرة إلا في هذه الوظيفة والتي لا تجد فيها إلا الجوع خاصة في الوجبات التي نتناولها وهي التمر في الصباح وكأس من الماء والسمك والأرز في العشاء وكنا نذهب للغوص لمسافات طويلة حيث يجتمع معنا الغواصون من الدمام ودارين وفي البحرين والكويت.
بيعة الطواويش
@ هل تتذكر أحدا منهم؟
نعم راشد الفاضل والبن علي من دارين وفي الدمام الدواسر حيث ندخل البحر لساعات طويلة وأنت وحظك في الصيد وفي بعض الأوقات لا نجد شيئا وإذا وجدنا قمنا ببيعه للطواويش وهم الذين يشترون اللؤلؤ إذا حصلنا عليه.
احتياجات الصيد
@ كيف تتم عملية البيع والشراء وفي أي مكان تجتمعون؟
أنا ليس لي من الأمر أي شيء فهناك نواخذة هم الذين يشرفون على عملية البيع والشراء للؤلؤ فقد كنت صغيراً اذهب مع والدي يرحمه الله حيث أنفذ أوامر النوخذه في جلب احتياجات الصيد فقط وفي النهاية يقومون بتسليمي من 20 إلى 30 ربيه فإذا أنهيت 4 أشهر خصمها عليك وإذا جاء العام الذي بعده يقول لك باقي (5) ربيات وبهذه الطريقة تتم المحاسبة حتى إذا ارتأيت أن تذهب مع نواخذة آخر لا تذهب إلا بورقة من النواخذة الذي ذهبت معه في المرة الأولى ويشرح عليها لا مانع.
فرحة اللؤلؤ
@ وهل تتذكر من كانوا في النوخذة؟
أتذكر منهم يوسف الناظر وعبد الله البن علي ولكن جميعهم يملكون أكثر من (150) شخصاً يذهبون دفعة واحدة فإذا حصلوا على اللؤلؤ كأنهم حصلوا على الآلاف وهي بمثابة فرحة صاحب مكتب عندما يقوم ببيع أرض.
فرحة اللقاء
@ بعد عملية الدخول في البحر لصيد اللؤلؤ كيف تتم عملية استقبال الأهالي بعد غياب 4 أشهر؟
يقفون على "السيب" على البحر الأهل والأقارب.
موعد الوصول
@ هل يعرفون موعد وصولكم؟
نعم إذا اقبلنا لدينا "طبول" إذا أقبل النوخذة مع رفاقه فالنهام ينهم ويعرفون موعد الوصول "للجربوت" أو "البوم" أو "الشوعي" كل تلك مسميات معروفة لديهم إضافة إلى أن العدد كبير يصل إلى 150 شخصا تقريباً حيث يرددون يا مال واللهم صل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
تفريج النفس
@ ترديدكم لهذه النهاهيم ما الأوقات التي تتم فيها؟
عند الفراغ يأتون بها ناس تطرب وناس تقوم فهي للتفريج عن النفس وإلا فقر وغم زمان لا يصير، لأن الغربة والغوص فيه الشقاء.
مدة النوخذة
@ أين تكمن عوامل التأثر بمصاعب الحياة المعيشية؟
في المدة التي نقضيها في البحر لا نعود إلى أهلنا إلا بعد شهرين يومين فقط ومن ثم نعود وهي مدة أربعة أشهر وعشرة أيام ولا يوجد لدى أهلنا إلا المصروف الذي يأتينا من النوخذه فإذا وجد عنده المبلغ وإلا أعطانا كيسا من الأرز نعطيه أولادنا ونودعهم هكذا، حيث كان البعض من زملائنا من يصبغ جلده من الحر والشمس وألم النوم الذي كنا نلتصق ببعضنا مع بعض حتى أننا لا نستطيع أن ننام منقلبين لتزاحم الأشخاص في المركب حيث نقوم من الفجر ونغوص في البحر وننام بعد العشاء بالقوة وغيرنا يقوم بالغوص على مسافة 12 مترا تقريباً وعندما يأتي الصباح الباكر ينظر في الصيد لهذا القماش ان وجد اللؤلؤ أم لا فقد عشت في هذا البحر أكثر من 12 عاماً، أما والدي فإنه مارسه طول حياته.
لا تاجر في النوخذة
@ من خلال البحث عن الرزق من صيد اللؤلؤ.. هل وصل للنوخذه أن أصبح تاجراً في حياته من خلال ممارسته للصيد؟
لا، لم يصبح أحد تاجرا من النوخذة لأن ما في أمر يشجع على ذلك.
الهير مكان الصيد
@ هل كنتم تبحثون عن أماكن معينة لصيد اللؤلؤ؟
نعم هناك أماكن معروفة وهي "الهير" وهو منبت المحار الذي يغطي اللؤلؤ مثل ما هو موجود في عشب البر أهل الصيد يعرفون أماكن الصيد، فالبحر مثل البر في الصيد.
أكلنا رأس البصل
@ ذكرت الحياة المعيشية وصعوبتها وكيف كانت الحياة المدنية في الدمام ورأس تنورة والتعايش فيها؟
في رأس تنورة لا يوجد إلا عين رحيمة فقط وماؤها مالح لا يشرب أحد منها إلا الغنم وهي للغسيل حيث تقوم المرأة بالذهاب إليها لغسيل الملابس والأواني التي تستخدم للأكل والشرب وأن كان أكلنا على رأس البصل نقوم بحمسه وكذلك السمك أو اللحم أما في الصباح فنأكل (الجبادي) والمحترق حتى الدهن لا يوجد فيه وهو عبارة عن حديدة تعجن فيها عجينة ونسميها الطباخة وهي عبارة عن خبزة اضافة إلى شاي أحمر حيث لا يوجد حليب ولا خضرة وان وجدت خضرة لا توجد إلا في القطيف والاحساء وهي من اللوز الأحمر أو الترنج أما الأرز فهو متوفر ومن منتوجاتنا والحياة في الدمام لا يوجد فيها إلا 4 منازل فقط وهي لشيوخ الدواسر على البحر من حصى البحر وفروش وأمامهم عين في جانب قصر الأمير سعود بن جلوي يرحمه الله وهي صالحة للشرب حيث نشرب منها أما في التنقل من الدمام إلى الخبر فكنا نأخذ يوماً كاملاً على الحمار ولذلك تجد المدينة لا يوجد بها سكان وإنما أرض قاحلة حيث يأتي رئيس البلدة الذي يطلقون عليه ذلك وهو العمدة ويطلب من يأتي لأخذ الأراضي ولا أحد يريدها لم يدركوا ما سوف نصل إليه الآن من المتر بالآلاف .
ركوب الإبل
@ وفي تلك الفترة لم تبدأ أرامكو في التنقيب عن الزيت ؟
أرامكو لم تكن متواجدة وإنما وجدت في الثلاثينات تقريبا حيث بدأت في الجبيل عندما قدم الأمريكان وهم يركبون البعير فقد أرسل معهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه خادما ليعرفهم على طريق الجبيل ووصلوا إليه ووضعوا خيمهم ومساكنهم ومن ثم وضعوا خيمهم في رأس تنورة بعدها تركت البحر وذهبت للعمل في الشركة البترولية.
حفرنا نصف المتر
@ كيف كانت بداياتك وتجربتك في أرامكو .. هل بحثت عن الوظيفة أم دعتك الوظيفة؟
في ذلك الوقت العمل متوافر، فالشركة كانت تبحث عن عمال يحفرون الأرض لوضع الأنابيب حيث نقوم بالحفر من (الشيولات) التي نأخذها من الأحساء وبالتالي نعمل على الحفر التي تستمر معنا لمدة سنتين أو ثلاث سنوات تقريباً لحفر متر ونصف المتر تقريباً حيث لا توجد حفارات.
بدء التنقيب
@ هل في تلك الفترة تم البحث والتنقيب عن الزيت؟
لا أعلم بالضبط وإنما أتذكر قبل الاربعينات بدأ التنقيب عن البترول.
37 عاما من الخبرة
@ طبيعة العمل الذي مارسته بالشركة كان في إصلاح العطل الفني هل تم ذلك وفق دراسة أم نتاج خبرة ؟
في الواقع مارست العمل الفني في هذا المجال عن طريق الخبرة حيث كنت أعمل بجانب رئيسي المباشر مما استفدت منه إلى أن أصبحت أمارس العمل في العطل الفني للمواسير واسلاك الكهرباء والتلفون والتمديدات لمدة (37) عاما فهي كافية للخبرة.
ريال ونصف الريال مرتبي
@ هل تتذكر كم كان مرتبك الشهري ؟
ريال ونصف الريال فقط وقد كان فيه الكثير من الخير والخير.
البحث عن الوظيفة
@ كيف علمتم بوجود الوظائف في شركة ارامكو؟
كنا نجالس بعضنا البعض ونتجاذب الأحاديث وسمعنا بأن أمريكيا يسجل أسماء الراغبين في الوظيفة بالشركة وسجلنا .
ذهبت مشياً على الأقدام
@ كم كانت تقدر الأعداد المتقدمة للوظائف؟
هم قلة في البداية وإنما تزايدوا مع مرور الوقت حيث قدموا من خارج المنطقة عندما سمعوا بوظائف جديدة في ارامكو وإنما أنا ذهبت من دارين إلى الدمام مشياً على الأقدام لمدة 5 ساعات تقريباً حيث بدأنا المسير من دارين إلى القطيف ومن ثم عنك وسيهات إلى الدمام ومعنا (التمر) وعدنا في نفس اليوم ولكن عندما تريد أن تذهب من رأس تنورة إلى الدمام فإنك لا تجد سيارة توصلك إلى هذا الطريق.
ورقة الجواز
@ هل كانت هناك أعمال اخرى في دوائر حكومية أخرى ؟
لا يوجد إلا إدارة الجوازات في الدمام فهي الجهة المسؤولة التي تمنحك ورقة حمراء لسفرة واحدة يكتب عليها لا مانع من سفره إلى البلد الذي يحدده ثم يعود ويجدد اتجاه سفره .
دول خليجية
@ وما الدول التي تسافرون إليها ؟
الكويت أو قطر أو البحرين البحث عن الرزق
@ وهل كان يوجد بالورقة ختم رسمي ؟
نعم، وإنما هي رسمية حيث لا يوجد تابعية بل هذه الورقة والتي تسمى بطاقة عربان يتنقلون بها من مكان إلى آخر للبحث عن الرزق لأن الجوع كان على مدار 24 ساعة حيث حصل في احدى السنين أنه توقف الأرز ولم نأكل إلا الجريش، الذي يصلنا من الحكومة بالحبوب ونقوم بطحنه إضافة إلى أنه مرت على العالم فترة لا يوجد فيها سكر.
لا حسد ولا كراهية
@ إذا كان هناك من يتذوق مرارة الجوع .. هل يتم في هذه الحالة التعاون بين الناس في تلمس احتياجات الآخرين ؟
لقد كان الجار لا يموت من الجوع، لأنه إذا غاب أحد منا للذهاب إلى الدمام أو القطيف فإنه يشعر أهل جاره بالمساعدة في الأكل والشرب وكأنهم أهل وأخوة حيث لا يوجد بينهم الحسد أو البغضاء أو الكراهية وإنما التقارب والمحبة التي تسود بيننا فإنك تجد النفوس غنية لا يوجد بها شح أو كراهية وإنما ترابط ومحبة.
تعجبنا من الراديو
@ عند وصول الآلات السمعية مثل الراديو .. كيف كان استقبالكم لهذا الجهاز؟
كان البعض منا يستغرب من هذا الراديو حتى ان البعض يذهب خلفه ويرى من الشخص الذي يتكلم ويكاد لا يصدق ذلك، واتذكر أن أحد الأجانب من الجنسية الأمريكية كان يقول لنا سيأتيكم راديو مع صورة ومن مسافة بعيدة ترونه فقلنا له لا يدخل العقل هذا إلى أن أصبح واقعاً.
فرحة المائة ريال
@ بماذا تقصد؟
بمعنى أن الشخص الذي يحصل على أموال كثيرة يكاد يصاب بالموت حيث إذا حصل على (100) ريال يأتون بالطبيب ليعطيه ابرة حتى لا يدور رأسه ومن ثم يفقد نفسه بهذه الصدمة.
ريال يسعد الوالدين
@ ماذا كان يدور في أذهانكم في السابق عندما بدأتم تمارسون العمل الوظيفي كيف كان ينمو معكم حب وطنكم؟
الشباب في ذلك الوقت كان أملح لا ترى فيه النظارة وإنما إذا وجد معه ريالا واحدا يوصله إلى والديه وأن حصل عليه فإنه يحصل بعد جهد متواصل وكفاح من أجل اسعاد والديه بهذا المبلغ أما الآن فتجد انه يملك الفلوس ولكن الزيادة قد تكون نقصانا.
فقد كانت أمورنا تسير بشكل طبيعي.
لا نعرف الإرهاب
@ هناك من الشباب من غرر به بفكر إرهابي (مؤدلج) كيف تنظر لهؤلاء الذين وقعوا في هذا الأمر؟
كنا لا نعلم عن الإرهاب ولا اعلم من اين جاء ذلك فقد كانت حياتنا وأهدافنا لا تبحث الا عن المعيشة فقط, اما ما نسمعه عن هؤلاء فانهم قد أضروا أولا بحق دينهم ثم مليكهم ووطنهم ندعو الله ان يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها فانها باذن الله منبع الإيمان والامان والاستقرار لأنها بدأت بذلك وسوف تستمر ان شاء الله.
بساطة التعليم
@ كيف تتصور التعليم ودوره الأساسي في التربية للناشئة ودور الاسرة في ذلك؟
التعليم في السابق كان بدائيا والمعلم كان على قدر تعليمه حيث لا يوجد معلم متخرج الا من المرحلة الابتدائية او المتوسطة وانما الان هناك معلمون تخرجوا من جامعات وكليات وتعلموا مبادئ التعليم الأساسية التي تصل الى أذهان أبنائنا الطلاب والطالبات ولكن ما نتمناه أن يكونوا علماء ومربين على مستوى المسؤولية لانهم مؤتمنون على ذلك.
أما فيما يخص التربية ودور الأسرة والمدرسة في ذلك يجب أن يتضاعف اكثر من ذلك لأن المسؤولية عظمت على الرغم من ان التربية كانت في السابق افضل حيث توجد المتابعة الحقيقة من الأسرة أولا أما الان دخلت القنوات الفضائية والإنترنت واصبح الأب مشغولا عن تربية أبنائه حيث إن الجميع لا يبحث الا عن كسب المعيشة فقط دون الحرص على التربية.
أهداف بلا خطط
@ المشورة كيف تتم في حياتك العملية والاجتماعية؟
أنا احب ان استشير ولذلك لابد للانسان ان يتخذها هدفا في حياته حتى تكون أهدافه وخططه على صواب دون أي خطأ.
مصلحة المواطن
@ نحن مقبولون على انتخابات للبلديات .. كيف تراها؟
هي بلاشك جيدة وخطواتها مباركة بإذن الله, لأن دائما أخذ رأي الجماعة يصيب في أمور حياتهم ونحن بلاشك متفائلون من هذه المجالس التي ستكون في مصلحة المواطن قبل كل شيء.
الغوص في الماضي
@ اذا زاحمتك الهموم والمتاعب أين تذهب؟
الى البحر, اذهب للصيد السمك ليس للأكل وانما للمتعة حيث يذكرني بالغوص في الماضي.
تقارب صلة الرحم
@ إذن يحلو لك الماضي في ذكرياته الجميلة؟
نعم, ولكن لا يحلو لنا الدخول في البحر للغوص لأن هذه مرحلة شاقة نتمنى الا تعود لأحد منا, أما الماضي الذي يذكرني فيه هو صلة الرحم والتقارب مع الناس حيث يجمع بمحبة وصدق.
التجارة الحرة
@ والان هل تجد لك زملاء تتواصل معهم وتتبادل الأحاديث في ذكريات الماضي؟
نعم نتواصل حيث يقدمون لي في البقالة التي أقوم في البيع فيها لكون هذه المعيشة تقتل الاكتئاب والوحدة, لأنني تقاعدت منذ فترة طويلة, فلا أجد المتعة إلا في مجال البيع والشراء وهي التجارة الحرة حيث أستطيع ان أمارس الرياضة والحركة والتنقل من إدارة حكومية الى أخرى دون الجلوس في المنزل.
تنافس التجارة
@ هل ترى أن الأعمال الحرة افضل من السابق ام العكس؟
لا. في السابق كانت الأعمال الحرة افضل أما الآن اختلفت كثيرا وقد قل الطلب على الشراء وذلك نتيجة توسع المحلات التجارية والتنافس فيها.
أخاف من الله
@ ممن تخاف؟
من الله عز وجل.
ابحث عن سعادة أولادي
@ وبماذا تفكر الآن؟
في تربية الأولاد وإسعادهم فأنا أواصل البحث عن المعيشة من أجلهم ولهم.
غياب رب الأسرة
@ من خلال دور المرأة في السابق ودورها الاجتماعي في الحاضر كيف تراه؟
المرأة لها دورها في المجتمع فقد كانت في السابق تمارس المهن الصعبة وهي التربية في ظل غياب رب الأسرة عنها لمدة أربعة اشهر وعشرة أيام وتذهب لجلب المياه والبحث عن الحطب من أجل أولادها أما الآن فقد يكون دورها بمسؤولية التربية في ظل غياب رب الأسرة عن المنزل للبحث عن المعيشة وان كانت قد اختلفت الأساليب للبحث عن المعيشة بوجود طرق حديثة متطورة, وانما هو العمل والغياب الأسري واحد ولكن يختلف بإيجاد الوسائل التقنية في عملية الاتصال في ذلك.
مجالات علمية متطورة
@ كيف ترى دور الوسائل الحديثة من الإنترنت والتقنيات المتطورة؟
هي لابد منها فقد حان وقتها فهذا عصر حديث لا يقبل إلا ان نواكبه مهما رفضناه لكون العالم يشهد تطورا في جميع المجالات العلمية والمتطورة لذلك كان حتما علينا مواكبة وملائمة هذا التطور.
@ هل تذكر أحد المواقف التي ما زالت عالقة بذاكرتك؟
هي كثيرة وانما أتذكر انه في احدى السنين جاء هواء الى المركب في دارين وانقلب ومن عليه حيث تمزقت الأخشاب ومات فيه من مات وعاش من عاش.
تعايش في الحياة
@ هل أنت راض بما حققته؟
نعم ولله الحمد , وان كانت الحياة قد اختلفت بما كنا نتعايش فيه وانما تيسرت الأمور ولله الحمد, فكانت من افضل إلى افضل نعيش في حياة سعيدة متوفر فيها كل شيء.
أشكركم
@ كلمة أخيرة ماذا تود ان تقول؟
أشكركم واتمنى لكم التوفيق ونتمنى ان يحفظ الله بلانا من الأشرار والفتن وان يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها.
الضيف يتحدث ل "اليوم"
صيد اللؤلؤ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.