أمضيت طيلة نهار الأمس , أصبغ شعري الأبيض , و أقص ( شواربي) المتهدلة , و اكحل عيني اللتين ذهب الزمان ببريقهما , لأن أبن أختي المنكوبة ( شرار ) قد عمل لي موعدا طبيا مع طبيبة جميلة اسمها عصمت ( حسب زعمه وتخيله الساذجين ) , وكم أصبت بالإحباط عندما دخلت إلى غرفة الفحص , ووجدت أن عصمت رجل , مما فاقم من مرض الضغط عندي , المهم أن الدكتور عصمت أجرى لي الفحوصات اللازمة , فقال لي : يجب أن تتجنب كل ما يثير أعصابك , هذا هو علاجك , في المساء كنت أشاهد التلفزيون , ومن سوء حظي العاثر دائما ً , أنني وقعت صدفة على برنامج شعبي في إحدى الفضائيات , لقد كان الضيف قطعة جامدة من التخلف والبلاهة , وجبلا ً من العته والكبرياء , وموج متلاطم من الرعونة والتهور , أما مقدم البرنامج فقد كان مستودعا ً من الغباء , مما رفع ضغطي إلى درجة الخطر (الدرجة الحمراء) فأخذت بأصابعي جمرة من النار و أطفأتها في فنجان القهوة الذي بيدي , حتى تحولت إلى (فحمة) سوداء واحترقت أصابعي , فكتبت بها على ثوبي نقطة النظام التالية لعل المسئولين عن هذه البرامج السخيفة يقرأونها: يا ناس .. يا عالم .. ارحمونا الله يرحمكم ويرحم آباءكم وأمهاتكم .. ألا تعرفون كيف تختارون معدي ومقدمي مثل هذه البرامج .؟ ألا تعرفون كيف تختارون ضيوف برامجكم .؟ كفوا عن رفع ضغط علقمة والعبث بأعصاب المشاهدين. لا تهينوا الحضارة وأنتم تستخدمون مخترعاتها بهذه الرداءة , مشكلتكم أنكم تعتقدون أن كل من حفظ جملتين عن ظهر قلب مثل (المتلقي , البوح , الأسئلة المحرجة) يستطيع أن يكون معد برامج , وان كل من لبس ثوب ( الدفة ) صار مقدم برامج وكل من نشرت له مجلات (الدواعيس المظلمة) قصيدة قادر على الظهور في برنامج تلفزيوني. علقمة يحذركم نفسه , أعيدوا ترتيب أوضاعكم , وإلا سأتحدث عن ( بربستكم ) بالأسماء . فقد طفح الكيل وارتفع الضغط.