أقام منتدى عكاظ الاثنين الماضي أمسيته الشهرية وشملت مشاركات إبداعية جديدة اذ أن بعضها يتواصل مع المنتدى للمرة الأولى إضافة إلى الجزء الآخر من الجلسة والذي خصص لقراءة ديوان الدكتور يوسف العارف (كلما وقصائد أخرى). المشاركات الإبداعية رحب الدكتور عالي القرشي بالحضور وقدم المشاركات الإبداعية التي تعتبر الحضور الأول لأصحابها ليحقق المنتدى هدفه في توصيل المبدع نحو الظهور, وبدأت بتقديم نص قصصي لعبد الرحمن المنصوري معنون ب(حبيبة) ومشاركة جديدة أيضا للشاعر: عيضة السفياني بنص شعري ومشاركة نبطية بنص (موطن بلا تضاريس) ومنها: ==1== هذا أنا موطن بلا تضاريس==0== ==0==وجهي حملته غير وجه التشابه ترسمني الدمعه في عين الهواجيس==0== ==0==ويقراني المتعب في نزعة صوابه إن عشت أعيش إنسان مبدأ وأحاسيس==0== ==0==وإن مت موتي يا هلا مرحبا به==2== ومشاركة أخرى شعرية للشاعر محمد مهيصر الخديدي الذي أبدى إعجابه بدور المنتدى في خدمة شريحة كبيرة من المواهب الشابة والأخذ بأيديهم وقدم الخديدي قصيدة بعنوان (رويدا) منها: ==1==رويدا إنني أضنيت شوقا==0== ==0==لمن قد بات عن عيني بعيدا رويدا وامهلي صبري وشوقي ==0== ==0==لكي أبقى سويعات سعيدا فما شوقي لآهات الليالي ==0== ==0==وما حنيت للعيش الرغيدا ==2== ثم تختتم المشاركات الإبداعية بقصيدة للشاعر شرف السفياني وعنوانها (المتاهة العالمية) ومنها: ==1==ما قدرت أخرج من أبواب المتاهة العالمية==0== ==0== ذنبي أن الخير تهمة واتباع الحق عيب ما ثنتني العاصفة يوم العواصف موسمية==0== ==0==كنت أوجّه فالنعامة وإثرها جوف الكثيب==2== وجاء الجزء الثاني من الأمسية بقراءة نقدية لديوان (كلما) للدكتور يوسف العارف حيث استمع الحضور بداية لقصائد مختارة للشاعر يوسف العارف وقصيدة كلما والممر:==1== كلما أرقته ... جيئة وذهابا يئن==0== ==0==يشتكي من حمولة هذا الجسد المترهل يا الله لو كان السقف عاليا كالسماء ==0== ==0==وبعيدا كخدود النساء !! ==2== ثم قصيدة كلما والذكريات : كلما أوجس في نفسه خيفة خافقي عاد للذكريات ! عاد ملتبسا ذاته كي يحيل المساء اللظي واحة ذات خصب ونماء ! @ @ @ بدأ القاص والأديب عقيلي الغامدي بالقراءة الأولى لديوان (كلما) فيقول تصدرت قصائد عدة من الديوان بلفظة كلما ولذلك مدلوله لدى الشاعر فنجده يصور حالة الفعل وردة الفعل بين التفاؤل والتشاؤم بين التألم للآخرين وبين من لا يرى سوى ذاته ليحمل الشاعر احاسيس إنسانية ليسدي الحكمة والوعظ والتجربة لغيره ثم يصور المشاعر الروحانية للعيد ورمضان وما اتصل بهما الإنسان من روابط عاطفية واجتماعية. قصيدة (نقرأ) توحي بأن الشاعر الدكتور المشرف على مكتبات التعليم بمدينة جدة قد احس بالوحدة داخل مكتبته العامة الخالية من الزوار ليصور لنا أنها المكان المناسب للبعد عن الآخرين.ثم هناك غموض في قصيدة الممر وتميزت القصائد برشاقة المفردات والتعبير معا بمثل فروة الرأس ورهف. @@@ قليل الثبيتي بدأ القراءة الثانية للديوان فقال: سرت بقراءة أفقية لقصائد الديوان دون تتبع مضامينها ومعانيها فنجد الشاعر في صراع مع الوقت الهارب باتجاه الماضي فيقول كلما قلت جاء الزمان الذي أصنع فيه المعجزات ضاع مني. فهذا الهروب يوصله لا محالة للمشيب الذي لا يتمنى الوصول إليه كلما أقمرت فروة الرأس واعتمرت بالبياض قام يسعى لتتويجها بالسواد ورغم هذا الانحدار فلديه بصيص أمل كلما أوصدت في عيوني فروج السماء أعلن أن المدى جنة وأن العطاشى لهم شرب ماء ! ثم هناك شكوى التجاهل والجفاء لما حوله من أصدقاء ورؤى وحتى الشعر * وفي قصائده القصيرة يتمعن المصعد والتشابه معه في كونهما محطة عبور لغيرهما إلى عالم آخر ثم يتأمل دور المراسل ثم السلم الذي لا يعيره الناس اهتماما إلا حين الفقد. * قصائد القسم الثالث أبهاويات وفيها يلجأ الشاعر إلى الطبيعة رغم سطو التغيير عليها وما أصابها من انكساروتلاش فنجده يصف الجبل الأخضر : كانت الخضرة تاجا عليه واشجار عرر تنبت في جانبيه وطيور الكناري تدل عليه. @@@ القراءة الثالثة لسعد الحامدي الثقفي والذي تعرض للمعنى بشيء من النقد اللاذع من حيث عدم إسقاط نواحي الحياة وتفاصيلها على الشعرية دون أن تكون للشاعر عين ثاقبة تلتقط الصورة الفنية منها لينتقل للبناء، فالقصيدة عند العارف سارت على نهج قصيدة التفعيلة المحفوفة بالمخاطر رغم تجردها من الوزن والقافية فهي لابد ان تسير وفق جرس موسيقي متبع والذي اشارت له نازك الملائكه في كتابها قضايا الشعر المعاصر ومن منطلق آخر يتوقف الحكم على النص من خلال بنيته الدلالية التي تنتجها الذات الفردية أو الجماعية. وعن الحديث عن قسم ابهاويات نجد نصوصا تشي بنضج وبلغة رصينة. وبدأت المداخلات بسؤال لضيف الله الزايدي حول التوحد البنائي لقصائد "كلما" بنهايتها بالألف الممدودة في (هباء - نماء - فناء - غناء...) هل ذلك مقصود أم جاء عفوا. وجاء رد الدكتور يوسف العارف بقوله ان الكلمات جاءت في نهاية قصائد كلما مقصودة بهذا الشكل. * ثم تساؤل آخر للقاص خالد الخضري حول الروح السردية التي يسلكها الشاعر يوسف العارف داخل ديوانه ليصف لنا حياتنا العامة يرد الشاعر على ذلك بقوله لقد أصبح السرد وروح الحكاية في تواشج كبير وتماه كبير مع الشعر, وكثيرا ما شاهدنا مشاريع شعرية تهدف للوصول إلى غاية سردية. يختتم بذلك الدكتور عالي القرشي أمسية المنتدى والتي جاءت كأول أمسية للعام الخامس منذ نشأته عام 1421ه والذي أكمل عامه الرابع في أمسيته الماضية.