مرحلة الشيخوخة.. هي مرحلة الضعف بعد القوة.. والحاجة بعد الغنى.. والمرض بعد الصحة ولذلك فان الكثير من الشباب يخافون منها ويخشون الوصول اليها خشية من ضعف قواهم واحتياجهم للآخرين. اليوم التقت بمجموعة من الشباب حول هذا الهاجس (الشيخوخة) فماذا كانت اجاباتهم؟ @ تقول (فاطمة المنصور 17 سنة) اخاف كثيرا من الوصول الى مرحلة الشيخوخة، افكر في الامر عندما ارى عجوزا غير قادرة على السير. بمفردها وتحتاج الى مساعدة، وتبدو عليها علامات الشيخوخة من التجاعيد، الشعر الابيض ، وانحناء الظهر.. اتمنى ان لا اصل الى هذه المرحلة وان كبرت في السن اتمنى ان لا افقد قوتي فلا احتاج الى مساعدة الاخرين. @ (عدنان الحيدر) يكره ذلك قائلا: لا احب ان اصبح عجوزا لسبب واحد وهو انني اخشى من ان تخف مقدرتي العقلية حيث ان بعض الطاعنين في السن يصابون بداء (الخرف) لذلك لا اريد الوصول الى مرحلة الضياع هذه والنقص في الذاكرة والقدرة على الكلام. (غدير) 19 سنة تقول: انها لا تهتم وستستقبل الشيخوخة بقلب مفتوح: لا احاول ان افكر في ان الشيخوخة ستكون ختام المراحل التي اعيشها وامر بها.. بل افكر بها بشكل جميل، على انها مرحلة لها مذاقها وحلاوتها مثل اي مرحلة.. وتضيف: لقد عشت طفولتي واعيش مرحلة الشباب بكل سعادة وطبيعية.. ومن المؤكد انني ساستقبل الشيخوخة بقلب مفتوح اذ من غير المعقول ان لا نتقدم في السن ونبقى في عز الشباب على طول؟! @ وتتفق معها (ندى الحليمي 19 سنة) قائلة: نعم.. لن نعيش عمرنا وعمر غيرنا.. لا تخيفني الشيخوخة، واعيش كل يوم بيومه.. وارى ان التقدم في السن امر طبيعي، وبصراحة: لا اعارض اللجوء الى عمليات التجميل من اجل التخفيف من علامات الكبر في السن، لكنني وفي نفس الوقت سأعيش بالطريقة التي تناسب سني. @ ول (منى الناصر 20 سنة) رأي آخر.. تقول: احب ان ابقى شابة.. لكن الشيخوخة لابد منها.. فكل انسان سيصل لهذه المرحلة.. ولكن قد استطيع تأخيرها بمحاولة الحفاظ على نظام الاكل الصحي، والقيام بممارسة الرياضة والعناية ببشرتي جيدا. @ وتقول (خلود البدراني 18 سنة): بالتأكيد اخاف من الشيخوخة ولكن لا يوجد اي حل لتفاديها وهي واقع لا مفر منه. لكني اهم ما يجب ان يحتفظ به الانسان برأيي حتى يشيخ هو روح الشباب، والمرح.. واعتقد ان الانسان بروحه وشخصيته وليس مجرد عمره وشكله. @ ويهاب (احمد السيف 16 سنة) الشيخوخة لانها تذكره بالموت! يقول احمد: اتضايق عندما انظر الى رجل عجوز واشعر بالشفقة عليه لان كل ما قام به من انجازات في ايام شبابه تضيعها الشيخوخة.. وما يضايقني في هذه المرحلة انها تقرب الانسان من الموت وانه يصبح مهملا ولا احد يهتم به. @ وعن تخوف الشباب من مرحلة الشيخوخة يقول الدكتور (حسان الحسيني) من وجهة نظر علم النفس: مرحلة الشيخوخة هي المرحلة الاخيرة التي يمر بها الانسان بعد مرحلتي الطفولة والشباب. نطلق بشكل عام على مرحلة الشباب ربيع العمر وللدلاله على الشيخوخة نقول خريف العمر ومن خلال هذه العبارات يجسد التصور النفسي والانطباع العام للانسان، وما تخزنه ذاكرته من تصورات ومشاعر واحاسيس ومن هذا المنطلق نشعر بان الانسان يقارن تلقائيا بين المرحلتين، ويعطي صفات تميز كل مرحلة. ويتابع حديثه قائلا: الخوف من الشيخوخة شعور بديهي في نفوس الشباب لانه من الصعب تقبل مرحلة الانتقال من حالة النشاط والحيوية والحركة والمقدرة الجسدية التي تهيئه الى القيام بكل الاعمال الصعبة او التي تتطلب قوة كبيرة، الى مرحلة تتضاءل فيها مقدرة الانسان وشيخوخة جسده التي يعتبرها فقدانا لمميزات الفتوة التي كان يتباهى بها.. واكثر ما يخافه الشباب ايضا هو مظاهر التأخر الصحي والاصابة بالخرف. ويضيف: الكثير من العوامل النفسية تلعب دورها وتسكن تفكير الشباب وتزرع الخوف في نفوسهم من خلال التصورات المبالغ بها والتي قد يرسمها كمرحلة طبيعية، ويمكن تلخيص هذه العوامل كالتالي: التفكير بالموت: فالشيخوخة تدفع بالكثيرين الى التفكير بالموت، لانها المرحلة الاخيرة من مراحل عمر الانسان. الخوف من العجز الجسدي كما عبر عنه بعض الشباب والفتيات في اجاباتهم خلال الاستطلاع. الخوف من اهمال المحيطين للانسان المتقدم في السن وعدم مساعدته في تلبية احتياجاته التي يكون عاجزا عن الاتيان بها بعد ضعف قدرته الجسدية. الخوف من الخرف اي فساد العقل من الكبر فهذا يمثل اهمية كبيرة في تفكير الشباب بالشيخوخة.