الشباب هم صناع المستقبل، ولكنهم حين يتيهون في دوامة الحياة، فهم يحتاجون إلى دورات تدريبية وتأهيلية لتنميتهم وزيادة الدافعية لديهم، مع تعلم كيفية التعامل مع القلق والإحباط في المستقبل، والعمل بمبدأ تكافؤ الفرص يحقق لهم الأمن النفسي وهو سيدفع المجتمع للتقدم والتطور والازدهار، وحين يهاب الشباب تحديات اليوم من أجل بناء المستقبل. وأمام هذه التحديات الكبيرة أوضح د.عيد بن شريدة العنزي أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بكلية الملك فهد الأمنية ل (الرياض): أن الخوف من المستقبل لدى فئة الشباب من الجنسين أمر طبيعي يحدث كنتيجة لما يسمى "بالخوف من المجهول"، أي أن حالة القلق الطبيعية التي يمر بها كل فرد في حياته تعد طبيعية؛ لأننا نتعرض لكثير من المواقف التي تعني لنا إما النجاح أو الفشل، ناهيك بأن هناك عدة تناقضات في مجتمعنا تقودنا لهذا الخوف سواءً كانت اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية لها بالغ الأثر على شخصيات الأفراد وبالتالي يحدث لدى الإنسان صراع داخلي من أجل تحقيق الذات فيبذل قصارى جهده للحصول على درجات عالية تخوله للحصول على وظيفة جيدة تجعله يعيش بأمان، إلا أنه يصطدم بالواقع وهو الصراع الخارجي مع المؤسسات المختلفة في المجتمع، وهنا يحدث لدى هؤلاء الشباب ردات فعل مختلفة حسب المكانة الاجتماعية التي ينتمي إليها حيث يكون الفرد مطمئناً على مستقبله إن كان لديه مسؤول يستطيع الأخذ بيده حتى ولو لم يكن يستحق والعكس تماماً للشخص المجتهد الذي لا يجد من يأخذ بيده فيكون مصيره التسكع في الطرقات أو اختراق الأنظمة كردة فعل عكسية لما يواجهه من مواقف محبطة. ولعلاج تلك المشكلة يرى "د.العنزي" أنه ينبغي لكل فرد منا أن لا يستغل منصبه في تحقيق مصالحه الشخصية التي تتعارض مع المصلحة العامة وأن يراعي الله في أبناء المجتمع الواحد وأن يعملوا بمبدأ تكافؤ الفرص حتى يتحقق الأمن النفسي لكل الأفراد وفئات المجتمع وهو ما سوف يدفع المجتمع للتقدم والتطور والازدهار حتى نتجاوز بذلك مرحلة إخضاع المعايير وتفسيرها بما يتناسب مع الأهواء إلى مرحلة الانصياع للمعايير المؤسسية فيصبح النظام المؤسسي هو من يحكم الأفراد وليس العكس. مواقف متباينة وكانت "الرياض" قد سألت عدداً من الشبان هل تخاف أو تخافين من المستقبل؟ ولماذا؟، فقالت إحداهن: إن المستقبل هو أمل مترقب وألم مؤكد، لذا فهي بين فرح وترح، وذلك شيء محتَم، لكن أكثر ما تخشاه مستقبل الأشياء المصيرية، ثم تستدرك ما يجعل الإنسان يطمئن هو أن الله قد قدر مقادير الخلق، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. وتضيف طالبة جامعية 22 سنة: أخاف أحياناً من التفكير في المستقبل، واخاف دائماً من عدم تحقق أحلامي، وترى أخرى 23سنة: أن التفكير في المستقبل مخيف لكن ليس دوماً، ولذا "أتطلع للمستقبل بتفاؤل كبير، فالمستقبل دائماً بالنسبة لي أجمل من الحاضر". ويؤكد طالب جامعي عمره 22 سنة: أنه لا يخشى المستقبل ويرى أن الإيمان بالقدر أهم سبب وعامل نفسي في ذلك مع العمل الجاد الذي يجعل الإنسان يتمتع بنظرة تفاؤل، أما طالبة أخرى 20 سنة: فتجزم أن نظرة التفاؤل للمستقبل عند الإنسان تمنحه شعوراً إيجابياً يجعله يمارس حياته اليومية منطلقاً نحو مستقبل مشرق. وتضيف أخرى 24 سنة: أنه لا خوف من المستقبل مؤكدة أنها تعمل ما تجده مناسباً لهدفها، ولكن حين يخطئ المرء لابد أن يعد ذلك أمراً انتهى ويجب أن يستفيد من تجربته ليجعل المستقبل سهل المنال، وحين يأتي المستقبل لابد أن نعيشه ونستمتع به، في حين يؤكد آخر 21 سنة: أن الخطط الحياتية التي يضعها المرء لنفسه تحد من هذا الخوف. بينما جاءتنا إجابات أخرى يملؤها الخوف من المستقبل، فتقول طالبة 18 سنة: إن الأيام القادمة للإنسان مستقبل مظلم لا يعلم ماذا تخبئ له؟ لذا يتطلب على المرء الحذر من المستقبل، وتحذر أخرى 19 عاما من المستقبل فهي تنظر إليه مثل الكتاب المغلق الذي تخاف أن تتصفح أوراقه، وتوافقهم في الخوف من المستقبل أخرى 20 سنة: قلق المستقبل ومخافته يأتي من عدة أسباب "منها الوظيفة" كونها تشكل هاجساً يصعب على الكثير الحصول عليه!