فتاة في عمر الزهور .. مازالت تعيش الحلم الذي أصبح من سابع المستحيلات لدى الكثير من الناس في مجتمعنا بعد أن اكتشفوا أن الأحلام مجرد أوهام لا حقيقة لها .. ولكن لأنها فتاة لم يتسرب اليأس إلى قلبها مازالت تحلم .. وتسطر أحلامها على الورق بكلمات تدمع العين وتدمي القلب وبالرغم من أنها تسكن في دار إيوائية الا إنها مازالت تنتظر قدوم والدتها التي تركتها وهي صغيرة لتلقي بنفسها في أحضانها وتبثها بعض الحنين والشوق وتبكي سنوات عمرها الطويلة التي عاشتها بعيدا عنها.. ثم تتوقف بشاير لتستعيد الأسى والألم الذي عاشته لسنوات على الرغم من توافر جميع ما تحتاجه مادياً ومعنوياً إذ وفرت لها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كل ما تتمناه أي فتاة في عمرها.. تتوقف بشاير لتقول .. آسفة يا أماه فلن أستطيع الذهاب معك ومرافقتك بعد أن تركتني لأعوام مضت وحدي .. تركتني صغيرة أبحث في وجوه الناس عن ملامحك فيرهقني البحث وأجد نفسي ألهث خلف سراب .. نعم مجرد سراب .. وتستمر بشاير تحكي لي عن مشاعرها فتقول: قد تأتي أمي ذات يوم لا لتعرفني بنفسها، بل لتتقرب إلي كصديقة زائرة ثم تتكرر زياراتها حتى تكسب ودي ومحبتي وفي النهاية ستخبرني أنها أمي .. شيء جميل نحيا من أجله ليحول حياتنا إلى بستان وارف الظلال يخفف عنا حر الشمس وقسوة الحياة .. الحلم .. مازال ماثلا في حياة بشاير ولابد بأن أمثالها كثير ممن حرم نعمة الوالدين ولكنهم لم يحرموا من نعمة الدين الإسلامي الذي هداهم الله تعالى إليه بفطرتهم السليمة وبقائهم في دور طيبة لا يقوم عليها سوى من يخاف الله تعالى ويرجو مرضاته برعاية الأيتام والقيام بشؤونهم والحمد لله تعالى أن متعهم بنعمة الخلق الحسن وسلامة الأعضاء مقارنة بغيرهم الذين حرموا ذلك ابتلاء واختباراً من الله . ولأنه مازال الحلم يرافق هؤلاء فالدنيا ما زالت بخير وكلنا يحتاج إلى أن يحلم ليصل إلى بغيته. آخر سطر: ربما يكون الحلم هو الحياة ولكن الحقيقة أن الحياة مجرد حلم عما قريب سيزول وعلينا أن نتخذ الحيطة والحذر ونستعد لما بعد الموت وإذا فات الفوت ما ينفع الصوت ..