التحق عدد من خريجي الجامعات في المملكة بعد حصولهم على المؤهلات الدراسية العليا بدورات تدريبية في اللغة الإنجليزية كلفتهم مبالغ مالية كبيرة.. يعيشون على أمل وحلم الحصول على الوظيفة التي وعدتهم بها وزارتا الخدمة المدنية والتربية والتعليم بعد إعلان جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن عدد من الوظائف.. حسابات معقدة في الاختبارات حرمت الطلاب من حلم المستقبل وعمليات تعجيزية للخريجين تزيد الوضع سوءًا.. "الأحساء الأسبوعي" سلطت الضوء على معاناة هذه الفئة من خلال هذا التحقيق.. شهادة غير معترف بها بداية يقول سامي العباد خريج جامعة الملك فيصل تخصص تاريخ كلية التربية التحق بدورة دبلوم اللغة الإنجليزية التربوي لمدة سنتين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقمت بإكمال الدورة بامتياز وبمعدل 4.55 ويضيف انه أجريت له المقابلة الشخصية واجتازها وكذلك اختبار الكفايات وتسلم ما يثبت ذلك من إدارة التربية والتعليم. ويؤكد العباد أن جميع ما خضع له كان بمباركة وزارة التربية والتعليم وبإشراف ماجد الحمزى- مدير إدارة الاختبارات والتوزيع في وزارة التربية.. إلا أن مشكلة العباد كما يقول تكمن في رفض وزارة الخدمة المدنية في الأحساء استلام أوراقه المعتمدة، بحجة أن الشهادة غير مصنفة في وزارة الخدمة المدنية. تأهيل معلمين أما جميل البراك ( بكالوريوس) تخصص زراعة خريج عام 1420ه فقد عمل على تأهيل نفسه وأخذ دورة في اللغة الإنجليزية والتي أقيمت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتعاون مع أكاديمية الفيصل العالمية لمدة سنتين. وحصل على دبلوم اللغة الإنجليزية لتأهيل معلمي المرحلة الابتدائية بامتياز. ويضيف البراك ان الآمال كانت تحفه من كل جانب كونه سيشغل أو سيحصل على وظيفة في سلم وظائف الدولة التي أعلنت عنها وزارة الخدمة المدنية في تصنيف الحاصلين على دبلوم اللغة الإنجليزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على المرتبة الخامسة في سلم وظائف الدولة، إلا أنه أصيب بإحباط بعدم اعتراف وزارة الخدمة المدنية في تميز الدبلوم في منهجه ومادته العلمية. ويتساءل البراك: لماذا لا يعتمد على مؤهلات القطاع الأهلي التدريبي متمثلاً في أكاديمية الفيصل العالمية كرافد وداعم ومشارك في الإدارة والمسؤولية للجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية لضمان الجودة والنوعية في التعليم والتدريب؟ ويقول: هل ما دفعته من أموال وتحصيلي المؤهلات التدريبية والعلمية سوف يضيع في الهواء؟ دراسة بدون فائدة أما جعفر الحليمي الحاصل على البكالوريوس والكثير من شهادات الدبلوم- تخصص خدمات اجتماعية وحاصل على دبلوم اللغة الإنجليزية فمازال ينتظر ما أقرته وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم في حصوله على وظيفة في سلم وظائف الدولة لتؤمن له العيش الكريم والحياة الآمنة المطمئنة. ويقول: بعد كل المحاولات التي تقدم إليها بأوراقه الثبوتية وما له من نتائج ممتازة ودورات نال منها الشهادات لم تأت بنتيجة إيجابية، فلا وظيفة حتى الآن يشغلها وهو الذي قرأ وسمع أن وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم في الدولة قد طرحتا العديد من الوظائف الشاغرة لمختلف خريجي الجامعات خاصة للذين يحملون شهادات أكاديمية. أمل الوظيفة أما علي حسين الشقران بكالوريوس الشريعة بالأحساء قسم جغرافيا فقد سبق أن درس في مركز التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة، يقول: انه تمنى الكثير بعد أن دفع مبالغ طائلة وكبيرة في حصوله على دبلوم اللغة الإنجليزية حيث دفع مقابل ذلك أكثر من 25.000 ريال مقابل حصوله على دبلوم اللغة الإنجليزية ليكون واحدا من معلميها مستقبلاً ويضيف الشقران: تحاملت على نفسي حينما أستلفت المبلغ وتمنيت تحقيق الحلم وما يؤهله علمياً وعملياً.. إلا أنني خسرت كل شيء ولم أوفق في الحصول على وظيفة، والشقران متزوج وله من الأولاد 3، يقول: جاءوا في ظروف قاسية وتلاحقت علي الديون. ويتمنى الشقران أن يحصل على وظيفة تحميه من متاهات الحياة. وأن يكون عاملاً يخدم الوطن بكل ما يملك من قدرات وإمكانيات. كما أنه يتمنى أن يرد للوطن ما عليه من جميل. تأهيل علمي وعملي أما جعفر إبراهيم الحليمي، ومهدي إبراهيم القضيب ويوسف عبد المحسن العباد وفاضل ناجي حسين البحراني فقالوا: علاوة على أنهم متخرجون في جامعات المملكة وفي بعض الكليات، فهم مؤهلون علمياً وعملياً.. ويتساءلون عن دور وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم اللتين قتلتا طموحهم. ويناشدون الجهات المعنية والمسؤولة. باعتبارهم من الكوادر الشابة المؤهلة بإثبات ما نالوه من مؤهلات أكاديمية فأصبحوا كوادر وطنية في اللغات الأجنبية. ويضيفون إنهم على استعداد للمشاركة في خدمة الوطن وأنهم ينتظرون وعود وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم في تدريس اللغة الإنجليزية للصف السادس الابتدائي الذي سوف يطبق وقالت عنه إدارة شؤون المعلمين بوزارة التربية والتعليم أنه سوف يتم تسديد جزء كبير من احتياج اللغة الإنجليزية لجميع المراحل بخريجي الجامعات والكليات والدبلومات. ويتساءلون: لماذا وزارة التربية والتعليم لجأت إلى التعاقد الخارجي وتركت أبناء الوطن الخريجين ومن ينطبق عليهم قرار مجلس الوزراء خارج السلم الوظيفي؟!!