قال الدكتور خالد عبدالرحمن التركي مساعد المدير العام للرعاية الاولية بصحة الشرقية ل (اليوم) ان مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم يعتبران من الامراض الشائعة في العالم اليوم وهناك زيادة مطردة مستمرة في عدد المصابين, كما ان هناك زيادة في العوامل المساعدة على حدوث تلك الامراض كالسمنة وتغير نمط الحياة مما يؤدي الى زيادة الضغوط النفسية ونقص المجهود العضلي مع انتشار انماط من التغذية الضارة بالانسان. وعلل اسباب الحملة بعدما افادت بعض الدراسات الحديثة ان معدل انتشار الاصابة بمرض السكري في المملكة تبلغ 12 الى 16 بالمائة وارتفاع ضغط الدم حوالي 11 بالمائة. هناك نسب حوالي 40 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم (القاتل الصامت) لا يعلمون باصابتهم بهذا المرض حيث ان ارتفاع ضغط الدم لا يصاحبه عادة اعراض معينة توضح حدوثه, الا عند ظهور مضاعفات المرض او مصادفة عند القيام بفحص طبي لغرض آخر. هناك نسبة من المرضى المشخصين بارتفاع ضغط الدم او السكري غير منتظمين على متابعة العلاج. واشار د. التركي الى ان العوامل السابقة تؤدي الى مشاكل صحية للفرد والاسرة والمجتمع اهمها ما قد تؤدي اليه مضاعفات مرض السكري من ضعف الابصار والعمى او الفشل الكلوي او بتر الاطراف.. الخ, كما يؤدي ارتفاع ضغط الدم الى هبوط القلب والسكتات القلبية والدماغية بالاضافة الى الفشل الكلوي. واوضح ان هذه المضاعفات الخطيرة لها بعدها النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الفرد والاسرة والمجتمع كما انها تمثل عبئا كبيرا على الخدمات الصحية نظرا للكلفة العالية للتعامل مع تلك المضاعفات وهي غير قابلة للعودة بالمريض الى الحالة الطبيعية الاولى. وكشف د. التركي ان مما سبق يتضح ان الاكتشاف المبكر لهذين المرضين يعتبر احد اهم الخدمات الوقائية والعلاجية الممكن تقديمها لافراد المجتمع حيث تجنب الفرد والجماعة مضاعفات هذين المرضين الخطيرين. وقال: كانت هناك عدة عوامل ادت بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية لعرض هذا المشروع الهام والكبير على صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية منها: الرغبة في التعرف على معدل انتشار مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم في المجتمع السعودي, والتعرف على الخطورة المؤدية الى حدوث المرضين, والتعرف على عوامل الخطورة المؤدية الى حدوث المضاعفات, ونشر الوعي الصحي بين المواطنين عن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم, وعلاج الحالات التي تكتشف في مرحلة مبكرة مما يمنع بإذن الله حدوث المضاعفات, ومواكبة التطور العالمي في مجال الصحة بالاهتمام بمعدلات حدوث الامراض المزمنة وعوامل الخطورة في المجتمع. واضاف: بعد تلقي الموافقة الكريمة لسمو الامير على البدء بحملة للاكتشاف المبكر لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وتبدأ في الفترة من 12 رجب 1425ه ولمدة شهر, قامت المديرية العامة للشؤون بالمنطقة الشرقية الصحية بتشكيل اللجان لاعداد تنفيذ الحملة وابرزها كانت على النحو التالي: اللجنة المركزية: ومهامها الاشراف العام على جميع اللجان والتأكد من اهداف الحملة. واللجنة العلمية: ومهامها: وضع طريقة العمل للحملة, وتقييم الاستمارات الخاصة بالحملة, وضع المعايير العلمية لتشخيص مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم, واجازة الاجهزة والمعدات وادوات التوعية الصحية بالحملة. لجنة التموين: ومهامها: توفير الاجهزة المناسبة للحملة وتوفير الادوية وادوات الكشف السريري. ولجنة الاعلام والتوعية والمطبوعات: ومهامها: التنسيق والتواصل مع مختلف وسائل الاعلام لابراز الحملة, والتواصل مع رعاة الحملة بعد اختيارهم من قبل اللجنة المركزية, وطباعة الملصقات والكتيبات والمطبوعات بعد اجازتها من اللجنة العلمية, وتوفير المطبوعات الخاصة بالحملة. ولجنة العمل الميداني: ومهامها: وضع خطة العمل التفصيلية لتنفيذ الحملة ميدانيا, وتحديد اماكن الفحص في القطاعات وتجهيزها, وتحديد القوى العاملة المشاركة في الحملة, وتحديد اوقات العمل للحملة. ولجنة الاشراف والمتابعة الميدانية: ومهامها: القيام بزيارة اماكن الفحص التأكد من قيام اعضاء الفريق بعملهم على اكمل وجه, والتأكد من فاعلية وكفاءة الاجهزة المستخدمة. لجنة التدريب: ومهامها: وضع خطة التدريب العامة للعاملين في الحملة, والتدريب على مقابلة المجتمع وتعبئة النماذج والسجلات, والتدريب على استخدام مختلف الاجهزة. اللجنة الإدارية: ومهامها: القيام بالاعمال المكتبية لمختلف اللجان, والنسخ والتصوير, وتسهيل الاتصالات. لجنة المعلومات والبحوث: ومهامها: تحديد عدد السكان وتوزيعهم العمري, ومتابعة الاستمارات واكمالها, وادخال البيانات بالحاسب الآلي, وتحديد الدراسات الممكن القيام بها. واوضح د. التركي ان اللجنة العلمية قامت بمراجعة الابحاث المشابهة التي تمت في هذا المجال في بعض دول العالم حيث خلصت اللجنة الى اختيار المواطنين في الفئة العمرية من 30 سنة فما فوق للاسباب الآتية: 1- قامت دراسة مماثلة في البرازيل باختيار الفئة العمرية من 40 سنة فما فوق, كما قامت دراسة في المكسيك باختيار الفئة العمرية من 20 سنة فما فوق ولم يكن هناك فرق واضح بين الدراستين. 2- ترتكز معظم الابحاث على انتشار مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم في الفئة العمرية من 45 سنة فما فوق. 3- قيام بعض الدراسات الوطنية حديثا بدراسة الحالة الصحية للمراهقين السعوديين حتى سن 20 سنة. 4- تمثل تلك الفئة العمرية من 30 سنة فما فوق اكثر من 40% من السكان بالمنطقة الشرقية. واكد ان الفائدة المتوقعة من الحملة تتمثل في عدد من الاهداف اهمها: تحقيق الهدف العام من الحملة بالاكتشاف المبكر عن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم في المنطقة الشرقية للسعوديين ممن اعمارهم 30 سنة فما فوق ومن المتوقع ان تغطي حوالي 000ر650 مواطن سعودي, وتحقيق الاهداف الخاصة من الحملة ومنها نشر الوعي الصحي بين المواطنين عن المرضي وعوامل الخطورة لهما, وتحقيق مشاركة المجتمع والجهات ذات العلاقة في مواجهة المشاكل الصحية وغيرها والتي تهم المواطنين والمقيمين. واشار الى ان طريقة تنفيذ الحملة كان من خلال نقاط فحص تشغل من قبل الكوادر الصحية بجميع المراكز الصحية والمستشفيات التابعة للمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية وبعض المستوصفات والمستشفيات الحكومية والخاصة وتشمل: اكثر من 200 مركز صحي, 40 مستشفى حكوميا وخاصا, 30 مستوصفا ومجمعا طبيا, 16 مجمعا تجاريا وترفيهيا, 68 فريقا متحركا للدوائر الحكومية ومن في حكمها. هذا وسيتم احالة من سيتم اكتشاف قياسات غير طبيعية في مستوى السكر او ضغط الدم الى المركز الصحي او المنشأة الطبية التي يعالج فيها لتأكيد التشخيص وعوامل الخطورة الاخرى ومن ثم وضعه على خطة علاج مناسبة.