يمثل اغتيال حسن القحطاني أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة في كراتشي عملا إرهابيا صرفا ويأتي في سياق الموجة الإرهابية التي تجتاح باكستان حيث شهدت القنصلية عملا إجراميا قبل ستة أيام إثر إلقاء مجهولين يركبون دراجة نارية قنبلتين يدويتين على القنصلية. تحالف قوى الظلام والإرهاب في باكستان وإصرارهم على نشر الفوضى عبر استهداف المقرات الدبلوماسية هو رسالة معلومة لكل الدول التي تحارب الإرهاب الدولي والمملكة من الدول الرائدة في القضاء على خلايا الإرهاب في الداخل وحققت نجاحا باهرا في كشف الخلايا وتتبع منابع إمدادها وطرق الدعم المالي واللوجستي على أثرها طورت استراتيجية خاصة لمكافحة الإرهاب وأثبتت هذه الاستراتيجية فاعليتها في تصفية أشرار القاعدة على أرض المملكة واحتواء خطرها من خلال برامج المناصحة الشهيرة التي حظيت بإشادة الدول التي تعاني ظاهرة الإرهاب مما اضطر فلول القاعدة إلى الخروج من أرض المملكة بعد أن تكاتف المجتمع مع الدولة على طردها ومن ثم لجأت إلى اليمن مستغلة ظروف البلد الخاصة وتعدد صراعات القوى فيه. المملكة بفاعليتها السياسية والدبلوماسية ستظل شوكة في خاصرة قوى التطرف والتكفير ولن تثنيها ردات الانتقام التي تبديها قوى الإرهاب وهي ماضية في عزمها على الذهاب حتى النهاية في قطع دابر الإرهاب ومن يقف خلفه من دول ومنظمات. المطلوب من باكستان أن تحمي السفارة السعودية والقنصلية من خلال تعزيز الجهد الاستخباراتي ورصد القوى التي تريد النيل من أمن الدبلوماسيين السعوديين لأنها مسؤولية وواجب على الحكومة الباكستانية أن تأخذه بجدية بالغة وأن تعزز الحماية عبر تأمين الأمن للدبلوماسيين ولأي سعودي في باكستان وهي مسؤولية تقربها الأعراف الدبلوماسية. خيار المملكة ثابت ولن يتزعزع في محاربة الفكر الضال وقوى الإرهاب لذلك يتم استهداف الدبلوماسيين السعوديين في مناطق التوتر ولا مجال لأي دولة من أن تقوم بواجبها مثلما تقوم المملكة بواجبها على أرضها خير قيام وما نطلبه من الحكومة الباكستانية هو الشروع في تنفيذ إجراءات أكثر احترازا في حماية الدبلوماسيين ومقرات البعثات الدبلوماسية أما المملكة فهي عازمة على المضي في تنفيذ خططها في محاربة الإرهاب ولن تخضع للابتزاز لأي منظمة إرهابية أو أي جهة تساند الإرهاب.