لابد ان كل واحد منا قد سأل نفسه أكثر من مرة: هل كان محقا في اختياره، في عطائه، في تعامله مع الآخرين.. وفي اختياره لرفاق العمر..؟؟ كم من الهواجس.. من التساؤلات.. غالبا لا ننتظر الاجابة عن أي منها ربما لقناعتنا بأننا دوما على حق وان كان هناك خطأ فهو حتما من الآخرين!! إلى أن يحدث ونصطدم بالآخرين أو بالحقيقة المرة.. أو بموقف نتيقن منه أن الآخرين كانوا أكثر وضوحا منا للرؤية.. وان كل قناعاتنا السابقة لا أساس لها. ثم نقف في حيرة ولا ندري أين الصواب وأين الخطأ؟؟ كم مرة نقوم بعمل ما تقول مبادئنا وقناعتنا انه صواب بل انه الواجب.. إلا أننا نواجه بحقيقة أخرى..!! ومرة اخرى لا ندري أين الصواب وأين الخطأ!! أن تكون انسانا واضحا متمسكا بمبادئك وقيمك ومثلك ملتزما تجاه نفسك والآخرين.. عندها تكون في نظر الآخرين انسانا بلا طموح.. روتينيا.. غالبا ما يبعث على الملل في نفوس من حوله!! ونبحث أين الصواب؟؟ أي منهم على حق؟! صاحب المبادئ والقيم والخلق والضمير.. أم صاحب الطموح الذي يقبل أن يغير لونه وجلده ويتساهل في القيم والمبادئ حسبما تقتضيه الظروف والحاجات.. متسلقا أكتاف الآخرين قاصدا تحقيق طموحاته!! هل يوجد كتاب او قاموس. يوضح لنا أو يفسر لنا متى يتعين علينا ان نقبل التنازلات أو نرفضها.. متى يحق لنا الرفض أو القبول. هل نستطيع أن نعثر في الأسواق على آخر كتاب نزل عن الحقائق الجديدة في المثاليات، في التعاملات، في القيم، في السلوكيات.. لنتعلم منه وننسى ما ربينا عليه. لقد أصبح هناك كتب خاصة.. بقيم متغيرة.. وطبعات مصححة ومعدلة حسب ميول وأمزجة واحتياجات وطموح كل فرد!!! هل كل شيء غريب ومستحيل أصبح عاديا وممكنا في زمن بات كل شيء فيه متغيرا!! شيئ واحد نتمنى ألا يتغير.. هو أن يظل الانسان انسانا وسط كل التحولات والظروف في زمن اللهاث وترهل المفاهيم. فاطمة مسفر الجعيد