أقر جنرال بالجيش الامريكي للمرة الاولى امس الاول بأن القوات الامريكية عذبت عراقيين في سجن ابوغريب وقال في تقريره ان من الممكن توجيه اتهامات جنائية الي كولونيل كان يرأس وحدة المخابرات العسكرية بالسجن. وقال الميجر جنرال بالجيش جورج فاي خلال افادة بوزارة الدفاع الامريكية - البنتاجون - حول التحقيق الذي اجراه هو واللفتنانت جنرال انتوني جونز بشأن دور افراد المخابرات العسكرية في الانتهاكات ضد السجناء في سجن ابوغريب في ضواحي بغداد انها كلمة صعبة واعتقد للاسف انها مناسبة في بعض الحالات هنا. كانت هناك امثلة لاستخدام التعذيب. وكان زعماء البنتاجون ومسؤولون بادارة بوش قد تجنبوا في السابق وصف الانتهاكات الجسدية والاهانة الجنسية لسجناء عراقيين بانه تعذيب. ولم يحدد فاي الافعال التي اعتبرها تعذيبا. واحال المحققان الكولونيل توماس باباس قائد اللواء 205 بالمخابرات العسكرية بسجن ابوغريب الى سلطات الجيش من اجل اتخاذ اجراء تأديبي محتمل قد يترتب عليه توجيه اتهامات جنائية محتملة. كما احال المحققان اربعة ضباط آخرين بالجيش و29 جنديا في المخابرات العسكرية واربعة من جنود الشرطة العسكرية واثنين من الخدمات الطبية لتوجيه اتهامات محتملة لهم. والى الآن لم يتم توجيه الاتهام سوى لسبعة فقط من جنود الاحتياطي في الشرطة العسكرية الذين كانوا يخدمون في سجن ابوغريب. وكانت صور نشرت في ابريل نيسان قد اظهرت جنودا امريكيين في مواجهة الكاميرا يبتسمون ويشيرون بأصابعهم بعلامة الاستحسان بينما تكوم سجناء عراقيون عرايا في شكل هرمي او في اوضاع تحاكي ممارسات جنسية مع بعضهم البعض. ووجهت الاوامر لسجين في احدى الصور بأن يقف على صندوق وعلى رأسه غطاء ويداه تلامسان اسلاكا وأبلغ بانه اذا سقط من فوق الصندوق فسوف تصعقه الكهرباء. ويصف التقرير الذي يقع في 143 صفحة حادثا اقام فيه جنود امريكيون منافسة لتخويف معتقلين في سن المراهقة باستخدام كلاب حراسة ليروا من منهم الذي يستطيع ان يجعل المعتقلين الصغار يبول على نفسه من شدة الخوف. واوضح التقرير تورط ضباط بالمخابرات العسكرية الامريكية ومقاولين مدنيين يتعاونون معهم في الانتهاكات بسجن ابوغريب على نطاق أوسع مما تم كشفه في السابق. وكانت تحقيقات سابقة قد وجدت علاقة خصومة عميقة بين الشرطة العسكرية بقيادة البريجادير جنرال جانيس كاربنيسكي وجنود المخابرات العسكرية بقيادة باباس في سجن ابوغريب الذي تعرض فيه سجناء عديدون لانتهاكات جسدية واهانات جنسية. وقال التقرير ان باباس سمح باستخدام كلاب الحراسة في التحقيقات واخفق في اتخاذ اجراء ضد الجنود الذين انتهكوا القوانين الامريكية واتفاقات جنيف واظهر ضعف قدرته على اصدار الاحكام واخفاقه في وضع نظام لاكتشاف ومنع الانتهاكات. وقد يواجه ايضا اللفتنانت كولونيل ستيفين جوردان والميجر ديفيد برايس والميجر مايكل ثومبسون والكابتن كارولين وود اتهامات جنائية. وكان جوردان يدير مركز الحصول على الاعترافات في التحقيقات بسجن ابوغريب. واشار التقرير اليه بسبب تقصيره في اداء الواجب خلال ليلة حافلة بالانتهاكات ضد السجناء في نوفمبر تشرين الثاني 2003. وتحدث التقرير عن سوء سلوك يتراوح بين تصرفات لا إنسانية الى السادية من جانب مجموعة صغيرة من الجنود والمدنيين الفاسدين اخلاقيا وافتقار للانضباط من جانب وحدة المخابرات العسكرية بقيادة باباس وفشل او افتقار للقيادة من جانب القيادة العسكرية الامريكية في العراق بقيادة الجنرال ريكاردو سانشيز. وقال التقرير ان 23 جنديا بالمخابرات العسكرية اضافة الى اربعة متعاقدين يتعاونون معهم متورطون بشكل مباشر في 44 قضية انتهاكات ضد السجناء. واضاف التقرير ان هؤلاء الامريكيين اما شاركوا بشكل مباشر في انتهاكات ضد السجناء أو طلبوا من افراد الشرطة العسكرية او شجعوهم على اساءة معاملة المعتقلين أو ارتضوا وتغاضوا عما فعلوه او انتهكوا قواعد التحقيقات. ووجد التقرير ايضا ان القوات الامريكية أخفت ثمانية معتقلين على الاقل عن أعين مراقبي اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وجاء التقرير بعد يوم من اعلان لجنة على مستوى عال برئاسة وزير الدفاع الاسبق جيمس شليزنجر ان مسؤولين مدنيين وعسكريين كبارا في البنتاجون يتحملون مسؤولية غير مباشرة عن الانتهاكات ضد السجناء.