يعتبر وصول فلسطيني الى المرحلة النهائية في برنامج (سوبر ستار) الذي ينظمه تلفزيون المستقبل اللبناني، حدثا جديدا في فلسطينالمحتلة التي تعيش اجواء القتل والدمار اليومي والتي تشهد حاليا اضرابا تضامنيا مع الاسرى في السجون الاسرائيلية في إطار ما أصبح يعرف ب (معركة الأمعاء الخاوية). لكن هذه الاجواء الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لم تمنع الكثير من أفراده من الاهتمام بالتصويت للمطرب الشاب عمار حسن الذي وصل الى المرحلة النهائية في هذه المسابقة الغنائية مع المطرب الليبي ايمن الاعتر. وتقول الشابة عفاف ابو عودة (22 عاما) انها تنتظر يومي الاحد والاثنين بفارغ الصبر للتصويت لعمار والعمل على حث اكبر عدد من معارفها للتصويت له. وعند التصويت لا تنظر عفاف الى عمار على انه صاحب صوت جميل بقدر ما ترى ان من واجب كل فلسطيني التصويت لعمار لانه فلسطيني اولا وصوته جميل ثانيا. وقد تطوع عدد من الصحافيين والمثقفين الفلسطينيين لدعم عمار من خلال حث اكبر عدد من الفلسطينيين على التصويت له عبر جهاز الهاتف النقال الفلسطيني جوال. وادراكا من شركة جوال لاهمية هذا الامر على الصعيد التجاري، قامت بتخفيض ثمن رسالة التصويت عبر النقال الى اكثر من الثلث كما دعت الفلسطينيين من خلال اعلاناتها في الصحف الى التصويت لعمار. الا ان الاهتمام البالغ الذي يبديه الشارع الفلسطيني بمغنيه الشاب عمار، لا يعني شيئا للشاب وحيد جودة (23 عاما) الذي قال وهو ينظر آسفا الى ثلاثة شبان كانوا يحثون بعضهم البعض على التصويت لعمار هذا كله امر تافه.. العرب يتلقون الهزيمة تلو الهزيمة وها هم الان منشغلون بالغناء والطرب، وضعنا الفلسطيني وما نعيشه من قتل يومي على ايدي الاحتلال الاسرائيلي، هو ما يجب ان يشغلنا وليس الغناء. وقد تزامنت المرحلة النهائية لبرنامج سوبر ستار مع اجواء تضامنية يعيشها الشارع الفلسطيني مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية الذين يخوضون اضرابا عن الطعام احتجاجا على اوضاعهم المعيشية داخل تلك السجون. وليلة الاحد، واثناء عرض برنامج (سوبر ستار) الاخير هاجم ثلاثة شبان اجهزة تلفزيون كانت تبث وقائع العرض الغنائي عند ساحة المنارة وسط رام الله، بالضفة الغربية، وجهازين اخرين في مطعمين على اطراف المدينة، وعملوا على وقف العرض. كما اشعل هؤلاء الشبان الاطارات في شوارع المدينة معلنين رفضهم الاهتمام ب(الغناء والطرب) على حساب قضية المعتقلين المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية، حسب ما اوضح احدهم لوكالة فرانس برس. وذكرت مصادر في قطاع غزة ان شبانا منعوا وزارة الثقافة من نصب شاشات عرض في وسط مدينة غزة لعرض الحفل الغنائي الاخير للمتسابقين يوم الاحد. كما كانت قضية الاهتمام ببرنامج (سوبر ستار) والتصويت للمغني عمار على حساب قضية المعتقلين، محور نقاش بين اهالي المعتقلين المعتصمين في خيمة تضامنية اقيمت في مدينة رام الله منذ بدء الاضراب عن الطعام قبل تسعة ايام. وابدى الاهالي استياءهم لما لمسوه من اهتمام ببرنامج سوبر ستار يفوق بكثير الاهتمام بابنائهم المعتقلين في السجون الاسرائيلية والذين ينفذون اضرابا عن الطعام. ويقول شقيق احد المعتقلين انه لا يعترض على الاهتمام بمغني فلسطيني والعمل على ان يكون الاول على مغنيين عرب، الا انه يرفض ان يحدث ذلك على حساب المعتقلين في السجون الاسرائيلية. واضاف الشاب يوسف حسن لا اقول ذلك لان اخي من ضمن الاسرى المضربين عن الطعام، بل لان هناك اكثر من سبعة آلاف اسير فلسطيني يعانون الجوع وهم بحاجة الى دعم كبير. ويعطي يوسف مثالا قبل يومين تم عرض البرنامج الغنائي في احد المسارح، وفاق عدد الحضور هناك ثلاثة اضعاف الذين تواجدوا في خيمة الاعتصام التضامنية مع الاسرى، وهذا شيء لا يجوز. ويتفق محمد باجس، وهو استاذ لغة عربية، مع يوسف الا انه يعارض ما قام به الشبان من مهاجمة شاشات التلفزيون وقال: شيء جميل ان يصل فلسطيني الى مرحلة متقدمة في الفن، لكن في تقديري فان حجم الاهتمام بهذا الامر مبالغ فيه في المجتمع الفلسطيني. ويختلف الوضع في رام الله عما هو الحال في بلدة سلفيت، في الضفة الغربية ايضا، مسقط راس عمار التي قال عدد من سكانها ان البلدة تكون في حالة تشبه حالة منع التجول يومي الاحد والاثنين، وسكانها يتابعون عمار على تلفزيون المستقبل. واعتبرت والدة عمار ان وصول ابنها الى هذه المرحلة "شرف لي ولابنائي وللشعب الفلسطيني كله، على حد تصورها. وعمار حسن هو الابن الاكبر لاسرة مكونة من ستة افراد. وقد سافر من قريته سلفيت الى دبي قبل ثلاث سنوات بعد تخرجه في جامعة النجاح في نابلس. وتمتاز بلدة سلفيت الجبلية، والتي تقع في وسط الضفة الغربية، والتي يقدر عدد سكانها بخمسة عشر الف نسمة بكثرة الزجالين (منشدون للزجل الشعبي) الذين يشاركون في الاعراس والافراح.