تظاهر آلاف الليبيين الجمعة ضد التمديد لولاية المؤتمر الوطني العام، أعلى هيئة سياسية في ليبيا، وسط مخاوف من موجة جديدة من اعمال العنف في هذا البلد الذي يجد صعوبة كبيرة في انهاء فترة انتقالية تتسم بالفوضى، دفعت برئيس الوزراء علي زيدان لمناشدة الشعب، تفادي العنف والالتزام بالحوار لتنفيذ مطالبهم. وقال في بيان مساء الجمعة: إن الحكومة تحت أمر الشعب، وإنها ستنفذ إرادته مهما كانت. وانتخب المؤتمر الوطني العام في تموز / يوليو 2012، وانتهت ولايته أمس الجمعة، لكن أعضاءه مددوها لإتاحة مزيد من الوقت أمام لجنة خاصة مهمتها وضع مسودة الدستور، وكانت مهمة المؤتمر الوطني الإعداد لانتخاب هيئة تأسيسية وتنظيم انتخابات عامة في مهلة 18 شهرا. وفي ساحة الشهداء بوسط طرابلس وامام فندق تيبستي في بنغازي تجمع مئات المتظاهرين للمطالبة بحل المؤتمر واجراء انتخابات عامة.وهتف المتظاهرون الذين تجمع البعض منهم حاملين مكانس "لا للتمديد". ورفع آخرون يافطات كتب عليها "07/02: انتهت المهلة". ويشعر كثير من الليبيين بأن المؤتمر الوطني العام لم يحرز تقدما في ظل الاستقطاب الواقع بين تحالف القوى الوطنية القومي وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. وفي تجسيد لهذا الاستقطاب تحالفت كتيبة الزنتان مع تحالف القوى الوطنية بينما تحالفت كتيبة مصراتة مع القيادة الاسلامية. ولعبت الكتيبتان المتناحرتان دورا رئيسيا في المعارضة السابقة. وقال محتج يدعى حسين عبدالله ان الشعب هو من رشح وانتخب المؤتمر الوطني الذي انتهت صلاحيته الآن، وما من سبب لتمديد مهمته لأننا لم نر انه فعل شيئا لصالح الشعب منذ انتخابه قبل عامين ونصف..لم نر منه أمنا ولا جيشا ولا انجازات ولا صحة. وقال آخر يدعى سعيد الشاويش انه يعتقد ان المؤتمر الوطني انتهى موضحا انهم تعبوا بعد سنة من انتخابه. وأضاف ان "الشعب الليبي مات .. الشعب الليبي انتهى .. لا فلوس .. لا اقتصاد .. وتساءل: ماذا فعلوا على مدى عام .. قبل ان يرد على نفسه بأنها "مشاكل". هذا هو كل ما في الأمر. وطوق جنود من الجيش مبنى المؤتمر الوطني العام لمنع دخوله وأغلقوا الطريق المؤدي اليه. وزاد هجوم مساء الخميس على مقر رئاسة اركان الجيش في طرابلس من المخاوف من ان تفقد السلطات الانتقالية السيطرة على الوضع الجمعة. ولم تتخلل التظاهرات السلمية اي حوادث مساء الجمعة، في طرابلس وبنغازي وفي مدن اخرى. وانقسم المواطنون والاحزاب السياسية. فالبعض يعتبر ان المؤتمر هو سبب كل المشاكل التي تواجهها البلاد ويطالب بحله، فيما يؤكد آخرون انهم "يدافعون عن الشرعية" ويتخوفون من الفراغ. واختارت الميليشيات والمجموعات المسلحة كل منها فريقها على خلفية صراع النفوذ.