تشتعل المنافسة بين شركات خدمات اتصال الهاتف المحمول في باكستان حاليا بعد دخول أربع شركات حلبة المنافسة. وتسعى كل شركة إلى زيادة حصتها من هذه السوق على حساب الآخرين. وترى شركات المحمول أن السوق الباكستانية تنطوي على إمكانيات نمو هائلة. فعدد السكان يصل إلى 150 مليون نسمة ولكن عدد مستخدمي الهاتف المحمول لا يتجاوز الاربعة ملايين مستخدم الامر الذي يعني وجود المزيد من العملاء الذين يمكن للشركات استقطابهم لاستخدام هذه الخدمة الاتصالية الجديدة. دخلت خدمة الهاتف المحمول إلى باكستان من خلال شركة واحدة عام 1991. ومنذ ذلك الوقت ومؤشرات نمو السوق تتجه إلى أعلى باطراد. فقبل عشر سنوات تقريبا كان الباكستانيون ينظرون إلى الهاتف المحمول باعتباره شكلا من أشكال الرفاهية يقتصر على الطبقة الثرية. ولكن الامر اختلف الان تماما وأصبحت قطاعات واسعة من الباكستانيين تعتبره شيئا مهما. وقد حددت هيئة الاتصالات الباكستانية وهي الجهاز الحكومي الذي يراقب سوق الاتصالات الهاتفية في باكستان عدد مستخدمي الهاتف المحمول في البلاد المستهدف الوصول إليه بحلول عام 2018 بحوالي 25 مليون مستخدم. والحقيقة أن هذا الرقم المستهدف لا يبدو مبالغا فيه في ضوء معدلات الطلب الحالية على الخدمة. وقد أعلنت شركة يوفون أحدث شركات المحمول في باكستان والتابعة لشركة بي تي سي إل المملوكة للدولة للاتصالات عن تقديم الخطوط بنظام الكارت المدفوع مقدما مجانا لمدة أربعة أيام بمناسبة الاحتفال بذكرى استقلال باكستان. شهد العرض إقبالا شديدا من جانب الباكستانيين الذين اصطفوا في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة أمام منافذ توزيع هذه الخطوط المجانية مما أدى إلى وقوع أعمال عنف بسبب الزحام. واضطرت الشركة إلى تقليص مدة العرض بمقدار يوم واحد بسبب هذه الاحداث. وقال أحد مسئولي شركة يوفون إن هذا الاقبال الرهيب يشير إلى حماس الباكستانيين لامتلاك هاتف محمول. ورغم حداثة عهد يوفون في السوق الباكستانية فإنها تمكنت من الحصول على موطئ قدم لها وبلغت حصتها السوقية حاليا عشرين في المئة تقريبا. أما شركة موبيلنك أكبر شركات المحمول في باكستان فتسعى إلى الوصول بعدد مشتركيها العام المقبل إلى أربعة ملايين مشترك مقابل ثلاثة ملايين حاليا. أما الشركتان الاخريان فهما باكتل وإنستافون فرغم دخولهما السوق مبكرا إلا أنهما تراجعتا وراء موبيلنك ويوفون. ولعل العقبة الرئيسية التي اعترضت طريق الشركتين هي أنهما بدأتا باستخدام أجهزة تناظرية وهو ما جعل طاقة الشبكتين محدودة في حين أن موبيلنك بدأت عملها بتكنولوجيا جي إس إم ذات الامكانيات الاوسع. ويرى محللون أن القيود الحكومية والاعباء الضريبية والاعطال التشغيلية والمنافسة الشرسة في سوق صغيرة نسبيا أدت إلى تراجع مكانة الشركتين. وقد أدى ذلك إلى خروج الشركات العالمية التي كانت تساهم فيهما من السوق الباكستانية مثل كيبل أند وايرلس البريطانية وآي دبليو سي وموتورولا الامريكيتين . ومن المنتظر اشتداد المنافسة في السوق الباكستانية مع دخول لاعبين جدد وهما تيلينور النرويجية والوريد التي يوجد مقرها في دبي بالامارات العربية المتحدة. والحقيقة أن باكستان باتت واحدة ضمن عدد قليل جدا من دول العالم التي يتنافس فيها ست شركات للهاتف المحمول ومازالت قادرة على توليد أرباح لهذه الشركات.