قال الرؤساء التنفيذيون لأربعة من كبار مشغلي الهاتف المتحرك في العالم إن وتيرة النمو في أعمال الاتصالات لن تتباطأ جرّاء الأزمة العالمية. وقد جاءت تعليقاتهم المتفقة في معرض سؤال وجه إليهم خلال جلسات المؤتمر والمعرض الدولي للاتصالات الهاتفية المحمولة GSMA" 2009 " الذي اختتم أعماله أمس الخميس في مدينة برشلونة الإسبانية ، حول ما إذا كان المشغلون سيبطئون من وتيرة الاستثمار والتوسع أم أنهم سيتبنون أساليب جديدة لتحقيق النمو في هذا الوضع الاقتصادي الحرج. وقد اتفق سيزار أليرتا رئيس تيليفونيكا مع كل من فيتوريو كولاو رئيس فودافون وجون فريدريك باكساس رئيس تيلينور، على أن قطاع الاتصالات المتحركة سيكون المحرك الأساس في عملية التعافي الاقتصادي، وبالتالي فيجب على القطاع أن يستمر في خطط النمو. وأضاف أليرتا أن مشغلي الاتصالات هم "الشريك الأمثل للحكومات في تحريك عجلة التنامي الاقتصادي" وقال أيضاً: هناك من لا يقدر قدرتنا على تحسين الأوضاع الاقتصادية بقدرها الصحيح." وحذر كولاو من الإبطاء في الاستثمار والتوسع في ظل الفرص المتوفرة حالياً، قائلا إن على الشركات أن تدرس بعناية التعاون في مجال المشاركة في الأبراج وخطوط الألياف البصرية، إلا أنه حذر أيضاً من أن تعمد الشركات إلى طلب الحماية ضد المنافسة من الحكومات قائلاً إن ذلك سيقوض الثقة بالشركات بالرغم من مساهمته في دعم الأرباح قصيرة الأجل. من جهته، أكد المهندس خالد الكاف الرئيس التنفيذي لموبايلي –متفقاً مع ما ذهب إليه هؤلاء القادة الثلاثة- أن النمو والتوسع في أعمال في قطاع الاتصالات سيتواصل بوتيرة متضاعفة وسيشكل عاملاً مهماً في عملية التعافي من الأزمة المالية العالمية الحالية، وذلك نظراً إلى طبيعة القطاع التي تمنحه ميزة مالية واضحة وهي توافر السيولة النقدية تمكنه من الاستمرار في توسعاته وتقديم خدمات مبتكره جديدة دون أية أعباء على المؤسسات المالية. إضافة إلى نوعية الخدمات التي يقدمها وحاجة قطاع الأعمال -وأيضاً الأفراد- المتضاعفة يوماً بعد يوم إلى منتجات قطاع الاتصالات النوعية والحديثة. وشدد الكاف من أن السنوات القادمة ستشهد عصراً جديداً لعالم الاتصالات يسود ويتميز فيه انترنت النطاق العريض وخدمات نقل المعطيات أو البيانات حيث ستكون الناقل الرئيسي والسريع والآمن للبيانات والمعلومات وبتدفقات كبيرة جداً، وهو ما أسماه عصر هيمنة البيانات، مما سيعزز من حظوظ الشركات الكبيرة في سهولة إدارة عملياتها وتقليل تكلفة التشغيل. وأضاف: ان عصر الموبايل سيشهد أيضاً تحولات كبيرة وسريعة في اتجاه تحويل الموبايل إلى أداة للتواصل والاتصال الشامل فهو سيصبح الانترنت والفيديو والتلفزيون والحاسوب إضافة إلى المكالمات الصوتية. وعلى هامش المؤتمر، شاركت خمس من كبريات شركات صناعة الهاتف المتحرك في مجموعة من سبع عشرة شركة كبرى في قطاع الاتصالات تدعم تطوير شاحن قابل للعمل مع القابلية العظمى من طرازات الهواتف المتحركة بحلول عام 2012.وتهدف هذه المبادرة المسماة "حل الشحن الشامل" التي أعلنت خلال المؤتمر إلى تسهيل حياة الناس بالاستغناء عن الحاجة لشاحن مختلف لكل طراز من الهواتف المحمولة. وتقول الجمعية العالمية للمشغلين إن تحقيق هذه المبادرة قد يؤدي إلى تخفيض عدد الشواحن المصنعة بمقدار يصل إلى النصف كل عام. وسيستخدم الشاحن المزمع مدخلاً واحداً يشبه المايكرو يو إس بي يوجد على أي هاتف. والصانعون الخمسة هم نوكيا وسامسونغ وإل جي وموتورولا وسوني إريكسون، ويدعمهم كل من 3 غروب وإي تي آند تي وكي تي إف وموبيلكوم النمسا وأورنج وتيليكوم إيطاليا وتيليفونيكا وتيلينور وتلسترا وتي – موبايل وفودافون، بالإضافة إلى عملاق شرائح الهواتف كوالكوم.