يعتصرني حزن عميق شفيف ويلفني الأسى واللوعة من كل جانب لفقد روح لطيفة عذبة زاملتني سنين الدراسة .. تقاسمنا سويا ملح الحياة وسكرها .. جلسنا معا وأكلنا وشربنا معا وذاكرنا معا وكان الكرسي دائما بجانب الكرسي في قاعات الدراسة .. هنا وقفنا نتناقش وهنا ضحكنا على تعليق طريف هنا تحدثنا عن مستقبلنا وأحلامنا وهنا تسامرنا في أحاديث جادة وهازلة وهنا وهنا وهناك .. منذ فقدها (لاأزال رغم إيماني بأن الموت حق أعيش مرحلة عدم التصديق ) يمر أمام عيني كل لحظة شريط بانورامي يحمل كل تلك الذكريات والمواقف العابقة بالصدق والظرف والود والجمال . عندما أقول فقدت روحا عذبة فإني أعني ماأقول ولعل وصفها بالروح هو أصدق وصف لأن هناك من تطغى وتتكثف بشريته فنتذكرمنه الملامح فقط وهناك من يشف ويرق حتى لانكاد نرى منه سوى الروح بلطافتها وجمالها . إن فراق الاعزة والأحباب من أصعب ما يمر على بني البشر.. ولا ينغص جمال الحياة شيء بنفس التأثير مثل ذلك.. وأصعب ما يكون الفراق عندما نفقد الأعزاء والأحباب فجأة في عز شبابهم .. وعندما يأتي الخبر مفاجئا وصاعقا بدون مقدمات .. وهذا ما أتمنى أن يكون فيه توعية للناس حول كيفية نقل الأخبارالسيئة و المحزنة لذوي وأقرباء الفقيد خصوصا العاملين في المستشفيات والشرط وغيرهم الذين نسمع كثيرا عن( دفاشتهم) في نقل تلك الأخبار فهم قد تعودوا على رؤية القتلى والمصابين وتخشبت أحاسيسهم لكنهم لا يدركون صعوبة وقع هذا الأمر على من لا يعايش هذه المشاهد بشكل يومي من ذوي الفقيد.. وكم من المآسي تحدث بسبب ذلك خصوصا عندما ينقل الخبر للنساء فبعضهم يرمي الخبر وكأنه يقول مبروك فزتوا بجائزة ؟؟ أليس من المفترض أن يخصص أناس يتمتعون بالحصافة أو يتم تدريبهم وتعليمهم هذه الاموروإكسابهم هذه المهارة ؟؟ وأستميح القارىء العزيزالعذر ان فسحت المجال اليوم لمشاعري الداخلية لتفيض وأتحدث عن معاناة ذاتية ربما لاتعنيه كثيرا .. تكية : ==1==الموت نقاد على كفه ==0== ==0==جواهر يختار منها الجياد==2==